خليط العسل والثوم يعد بتعزيز المناعة... هل من الآمن تناوله؟

عسل الثوم يُحضّر بخلط فصوص الثوم الكاملة مع العسل ثم ترك المكونين يتخمران لأسابيع (بيكسيلز)
عسل الثوم يُحضّر بخلط فصوص الثوم الكاملة مع العسل ثم ترك المكونين يتخمران لأسابيع (بيكسيلز)
TT

خليط العسل والثوم يعد بتعزيز المناعة... هل من الآمن تناوله؟

عسل الثوم يُحضّر بخلط فصوص الثوم الكاملة مع العسل ثم ترك المكونين يتخمران لأسابيع (بيكسيلز)
عسل الثوم يُحضّر بخلط فصوص الثوم الكاملة مع العسل ثم ترك المكونين يتخمران لأسابيع (بيكسيلز)

يستخدم الثوم والعسل معاً كمكونين طبيين منذ قرون. ومؤخراً، يُخمر الثوم في العسل الخام غير المبستر، وهو اتجاه رائج على مواقع التواصل الاجتماعي، ويبشر بفوائد الخليط المعززة للمناعة، بحسب موقع «فيري ويل هيلث».

ما هو خليط العسل مع الثوم؟

يمكن صنع عسل الثوم في المنزل، وله استخدامات طبية متعددة.

عسل الثوم سهل التحضير. ورغم أن الوصفات قد تختلف قليلاً، فإن عسل الثوم يُحضّر أساساً بخلط فصوص الثوم الكاملة مع العسل، ثم ترك المكونَيْن يتخمران لمدة أسابيع أو أشهر في مرطبان. بعد أن يصبح جاهزاً، يمكن تناوله بمفرده أو إضافته إلى وصفات مختلفة.

يُحسّن التخمير نكهات الثوم والعسل. يتميز الثوم المُخمّر بطعمٍ ألذّ وأقلّ حدة من الثوم النيء.

ما فوائد الثوم لجسمك؟

يُستخدم الثوم طبياً منذ قرون، وقد يُفيد صحة القلب.

تخفيض الكوليسترول

تُشير بعض الدراسات إلى أن مُكمّلات الثوم قد تُخفّض الكوليسترول. ووفقاً لإحدى مُراجعات الدراسات، قد يُخفّض الثوم مستويات الكوليسترول الكلي والضار في الدم. ويعتقد الباحثون أن المُركّب الموجود في الثوم يُثبّط إنزيمات مُحدّدة ضرورية لإنتاج الكوليسترول في الكبد.

خفض ضغط الدم

قد يُساعد الثوم أيضاً في خفض ضغط الدم. وتُشير نتائج دراسات مُختلفة إلى أن الثوم قد يُخفّض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم الخفيف. وقد يُعزى ذلك إلى خصائص الثوم المُضادة للأكسدة.

تخفيض سكر الدم

قد يكون الثوم مُفيداً لمرضى السكري. فقد وجدت مُراجعة للدراسات أن الثوم قد يُعزّز وظيفة الميتفورمين، وهو دواء خافض لسكر الدم. وتُشير الأبحاث إلى أن الثوم قد يُزيد أيضاً من إنتاج الأنسولين، وهو هرمون يُخفّض مستويات السكر في الدم.

تعزيز المناعة

قد يُعزّز استخدام الثوم جهاز المناعة. على الرغم من محدودية الأبحاث، فإن الثوم قد يُغيّر جهاز المناعة في الجسم. تشير نتائج الدراسات المخبرية إلى أن الثوم قد يحفز الخلايا المناعية التي تساعد في حماية الجسم من الأمراض.

ما يمكن أن يفعله العسل لجسمك

قد تُقدّم العناصر الغذائية والمركبات الأخرى الموجودة في العسل فوائد علاجية مُتنوعة.

علاج التهاب الحلق

قد يكون العسل مُفيداً في علاج التهاب الحلق، فهو يتمتع بخصائص مُضادة للميكروبات وللالتهابات. ووفقاً لإحدى الدراسات، يُحسّن العسل من شدة السعال وتكراره.

التئام الجروح

يُساعد العسل على التئام الجروح بشكل أسرع. تُظهر الأبحاث أن العسل يُقلل من العدوى ويُعزز تجديد الأنسجة، خصوصاً في حالات الحروق. تتوفر مُنتجات مُصنّعة من العسل للعناية بالجروح، وقد تُمثّل بديلاً اقتصادياً للعلاجات التقليدية.

يحتوي العسل على مُضادات الأكسدة، مثل الفلافونويدات والمركبات الفينولية ذات الخصائص المُضادة للالتهابات. تُشير الدلائل إلى أن العسل قد يُقلل من الالتهابات المُزمنة، مما قد يُساعد في تقليل خطر الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى.

خفض مُستوى سكر الدم

قد يُساعد العسل على خفض مُستوى سكر الدم بديلاً للسكر. فهو يحتوي على سكريات الفركتوز والجلوكوز، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة. مُقارنة بسكر المائدة، فإن تأثير العسل على مُستوى سكر الدم أقل، وقد يكون بديلاً جيداً لمُصابي داء السكري من النوع الثاني.

هل العسل مع الثوم آمن؟

يُعتبر العسل مع الثوم آمناً بشكل عام لمعظم الناس، ولكن استخدامه يتطلب بعض الاحتياطات.

يجب تحضير عسل الثوم بشكل صحيح. النظافة أساسية عند تخمير الأطعمة في المنزل. قد يؤدي استخدام مكونات رديئة الجودة، أو اتباع قواعد النظافة غير السليمة، أو عدم تخزين الأطعمة المخمرة بشكل صحيح إلى نمو مسببات الأمراض.

يجب عدم إطعام العسل للأطفال دون سن عام واحد، وذلك لأن العسل قد يسبب التسمم الغذائي، الذي قد يكون قاتلاً بشكل خاص للأطفال الرضع. قد تحتوي البكتيريا الموجودة في العسل على أبواغ ضارة يمكن أن تنمو في الجهاز الهضمي للرضيع.

كما قد يتفاعل الثوم مع أدوية معينة. تتفاعل مميعات الدم، بما في ذلك الأسبرين ومضادات التخثر، مع الثوم، مما قد يؤدي إلى خلل في عمل الدواء. كما يمكن للعسل أن يرفع نسبة السكر في الدم، لذا ضع ذلك في اعتبارك عند استخدام أدوية سكر الدم.

من الممكن أن تكون لديك حساسية من الثوم والعسل. حساسية العسل والثوم نادرة ولكنها محتملة. قد تُسبب الحساسية الشديدة صدمة تأقية، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس، ودوار، وقيء، وخفقان القلب، وغيرها. توقف عن الاستخدام واطلب العناية الطبية الفورية في حال حدوث ذلك.

على الرغم من ندرة حدوثها، قد يُسبب عسل الثوم آثاراً جانبية. قد يُسبب الثوم ألماً في البطن، وغثياناً، وغازات. قد يكون الإفراط في تناول العسل غير آمن إذا كنت تُعاني من داء السكري أو مشكلات في ضبط سكر الدم.


مقالات ذات صلة

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

صحتك من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم «اللوكيميا» هو نوع من السرطان يصيب خلايا الدم حيث يؤدي إلى إنتاج غير طبيعي لكريات الدم البيضاء التي تضعف قدرة الجسم على مقاومة العدوى (رويترز - أرشيفية)

دراسة تكشف دور الالتهاب المزمن في تمهيد الطريق لتطوّر «اللوكيميا»

حذّر علماء من أن تغيّرات خفية تصيب العظام، وتحديداً نخاع العظم، قد تشكّل علامة مبكرة على الإصابة بسرطان الدم (اللوكيميا).

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الدراسة أجراها المركز الطبي التابع لمستشفيات جامعة كليفلاند الأميركية (بيكسباي)

دراسة تفتح الباب لإمكانية عكس مسار ألزهايمر

أشارت دراسة علمية حديثة إلى إمكانية عكس مسار مرض ألزهايمر عبر استعادة التوازن الطاقي داخل الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
TT

تناول المياه المعبأة يومياً يعرضك لابتلاع آلاف الجسيمات البلاستيكية الدقيقة

من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)
من المهم أن نشرب كثيراً من الماء في الطقس الحار (رويترز)

أظهرت مراجعة بحثية حديثة أن مستهلكي المياه المعبأة يومياً يبتلعون أكثر من 90 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، مقارنة بمن يشربون مياه الصنبور، ما يستدعي اتخاذ إجراءات تنظيمية عاجلة للحد من المخاطر.

وتشير المراجعة أيضاً إلى أن متوسط ​​ما يبتلعه الإنسان سنوياً يتراوح بين 39 ألفاً و52 ألف جسيم بلاستيكي دقيق، يتراوح حجمها بين جزء من ألف من الملِّيمتر وخمسة ملِّيمترات.

وتُطلق الزجاجات البلاستيكية جسيمات دقيقة في أثناء التصنيع والتخزين والنقل؛ حيث تتحلل بفعل التعرض لأشعة الشمس وتقلبات درجات الحرارة، وفقاً لباحثين في جامعة كونكورديا بكندا الذين يحذرون من أن العواقب الصحية لابتلاعها «قد تكون وخيمة»، حسبما أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

وفي السياق، قالت سارة ساجدي، المؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة المنشورة في مجلة المواد الخطرة: «يُعدُّ شرب الماء من الزجاجات البلاستيكية آمناً في حالات الطوارئ، ولكنه ليس خياراً مناسباً للاستخدام اليومي».

من المعروف أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تدخل مجرى الدم وتصل إلى الأعضاء الحيوية، مما قد يُسبب التهابات مزمنة، ومشكلات تنفسية، وإجهاداً للخلايا، واضطرابات هرمونية، وضعفاً في القدرة على الإنجاب، وتلفاً عصبياً، وأنواعاً مختلفة من السرطان. إلا أن آثارها طويلة الأمد لا تزال غير مفهومة بشكل كامل بسبب نقص طرق الاختبار الموحدة لتقييمها داخل الأنسجة.

في هذه المراجعة، فحص الباحثون التأثير العالمي لجزيئات البلاستيك الدقيقة التي يتم ابتلاعها من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد على صحة الإنسان، مستندين في ذلك إلى أكثر من 141 مقالة علمية.

تشير المراجعة إلى أن الأشخاص الذين يحصلون على الكمية اليومية الموصى بها من الماء من زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد فقط، قد يبتلعون 90 ألف جزيء إضافي من البلاستيك الدقيق سنوياً، مقارنة بمن يشربون ماء الصنبور فقط، والذين يبتلعون 4 آلاف جزيء دقيق سنوياً. كما توضح الدراسة أنه على الرغم من أن أدوات البحث الحالية قادرة على رصد حتى أصغر الجزيئات، فإنها لا تكشف عن مكوناتها.

ويشير الباحثون إلى أن الأدوات المستخدمة لتحديد تركيب جزيئات البلاستيك غالباً ما تغفل أصغرها، داعين إلى تطوير أساليب اختبار عالمية موحدة لقياس الجزيئات بدقة.

وكتب الباحثون: «يسلط التقرير الضوء على المشكلات الصحية المزمنة المرتبطة بالتعرض للبلاستيك النانوي والميكروي، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي، ومشكلات الإنجاب، والتسمم العصبي، والسرطنة».

وتسلِّط المراجعة الضوء على تحديات أساليب الاختبار الموحدة، والحاجة إلى لوائح شاملة تستهدف الجسيمات البلاستيكية النانوية والميكروية في زجاجات المياه. كما يؤكد البحث ضرورة التحول من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام إلى حلول مستدامة طويلة الأمد لتوفير المياه.


نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
TT

نصائح لتحسين جودة نومك خلال فصل الشتاء

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)
يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء (رويترز)

يجد كثير منا صعوبة في النوم خلال فصل الشتاء. فالبرودة وقِصر ساعات النهار وزيادة التوتر أحياناً تجعل من الصعب الاسترخاء والاستغراق في النوم ليلاً. ومع ذلك، هناك بعض العادات البسيطة والتغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تساعد على تحسين جودة النوم، خلال الأشهر الباردة.

وذكر تقريرٌ نشرته صحيفة «التلغراف» أهم الطرق والنصائح للحصول على نوم أفضل ليلاً في فصل الشتاء، وهي:

ابدأ يومك بالتعرض للضوء

يمكن أن يساعد التعرض للضوء لمدة ثلاثين دقيقة، في الوقت نفسه كل صباح، في إعادة ضبط ساعتك البيولوجية، وتحسين جودة نومك.

وإذا جرى هذا التعرض للضوء أثناء المشي فإن هذا الأمر قد يُحسّن المزاج أيضاً.

لكنْ إذا لم تتمكن من الخروج نهاراً، فإن الجلوس بجوار النافذة يساعد على تحسين التركيز والمزاج وجودة النوم.

احمِ عينيك من الضوء ليلاً

يُفضَّل ليلاً استخدام إضاءة خافتة ودافئة، حيث يرتبط التعرض للضوء ليلاً بنومٍ أخف وأقل راحة.

ويبدأ إفراز هرمون النوم الميلاتونين عادةً قبل ساعة ونصف من موعد نومك المعتاد، لذا جرّب إشعال شمعة مع وجبة العشاء مع إغلاق مصادر الإضاءة الأخرى. سيساعدك الجمع بين هذه الأدوات على النوم بسهولة أكبر.

اجعل المشي وقت الغداء عادة

بغضّ النظر عن مدى لياقتك البدنية، فإن قلة الخطوات تعني تقليل تراكم «ضغط» النوم، مما يسهم في شعورك بالتعب ليلاً ويتسبب في اضطرابات بنومك.

ضع لنفسك هدفاً بالمشي وقت الغداء، بغضّ النظر عن الطقس.

حاول ألا تستيقظ مبكراً

إن الاستيقاظ مبكراً في فصل الشتاء قد يُسبب ارتفاعاً غير معتاد في مستوى الكورتيزول، مما قد يجعلك تشعر بمزيد من التوتر والإرهاق طوال اليوم.

قد لا يكون هذا ممكناً للجميع، لكن إذا استطعتَ الحصول على نصف ساعة إضافية من النوم صباحاً، فقد تنام، بشكل أفضل، في الليلة التالية.

استمتع بوقتك في أحضان الطبيعة

إن الخروج للطبيعة في فصل الشتاء يمكن أن يساعدك في تحسين جودة نومك، بشكل كبير، ليلاً. لكن ينبغي عليك الحرص على ارتداء الملابس الثقيلة أثناء الخروج.

خطط لوجباتك بذكاء

وجدت دراسات حديثة أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة فائقة المعالجة ترتبط بارتفاع معدلات الأرق واضطرابات الصحة النفسية.

من الأفضل بدء وضع خطة وجبات أسبوعية. فالأطعمة الغنية بالألياف والمُغذية (مثل الفواكه والخضراوات الطازجة) ترتبط بتحسين جودة النوم.

وإلى جانب نوعية الطعام، فكّر أيضاً في وقت تناوله. توقف عن الأكل، قبل ساعتين على الأقل من موعد نومك، لتنعم بنوم هانئ.


الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
TT

الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهم بشكل مباشر في أمراض القلب لدى الرجال

الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)
الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين (رويترز)

أظهرت دراسة حديثة أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تتغلغل في الشرايين وتُسبب أمراض القلب، خاصةً لدى الرجال.

وتنتشر جزيئات البلاستيك الدقيقة، التي يتراوح حجمها بين جزء من ألف من المليمتر وخمسة ملليمترات، في كل مكان اليوم؛ إذ توجد في الطعام والماء والهواء. ومن المعروف أنها تدخل مجرى الدم، بل وتستقر في الأعضاء الحيوية.

وتُسهِم هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بدءاً من اضطرابات الهرمونات، وضعف القدرة على الإنجاب، وتلف الجهاز العصبي، والسرطان، وصولاً إلى أمراض القلب.

ومع ذلك، لم يكن من الواضح، فيما يتعلق بأمراض القلب، ما إذا كانت هذه الجسيمات تُلحق الضرر بالشرايين بشكلٍ مباشر، أم أن وجودها مع المرض كان مجرد مصادفة فقط، وهذا ما توصلت إليه الدراسة الجديدة، والتي نقلتها صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقال تشانغ تشنغ تشو، أستاذ العلوم الطبية الحيوية في جامعة كاليفورنيا، ومؤلف الدراسة الجديدة: «تقدم دراستنا بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن على أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة قد تُسهِم بشكل مباشر في أمراض القلب والأوعية الدموية».

وفي الدراسة، قيّم الباحثون آثار الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على فئران مُعرّضة وراثياً للإصابة بتصلب الشرايين.

تمت تغذية فئران الدراسة، ذكوراً وإناثاً، بنظام غذائي منخفض الدهون والكولسترول، يُشابه ما قد يتناوله شخص سليم ونحيف.

ومع ذلك، وعلى مدار تسعة أسابيع، تلقت الفئران جزيئات بلاستيكية دقيقة بجرعات تُقارب 10 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم.

واختار الباحثون مستويات التعرض هذه للجزيئات البلاستيكية الدقيقة؛ لتعكس كميات مُشابهة لما قد يتعرض له الإنسان من خلال الطعام والماء الملوثين.

وعلى الرغم من أن النظام الغذائي الغني بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة لم يتسبب في زيادة وزن الفئران أو ارتفاع مستويات الكولسترول لديها، وظلت الحيوانات نحيفة، فإن تلف الشرايين قد حدث.

ووجد الباحثون على وجه الخصوص فرقاً ملحوظاً في تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة بين ذكور وإناث الفئران.

وأدى التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة إلى تسريع تصلب الشرايين بشكل كبير لدى ذكور الفئران، حيث زاد تراكم اللويحات بنسبة 63 في المائة في جزء من الشريان الرئيسي المتصل بالقلب، وبأكثر من 7 أضعاف في الشريان العضدي الرأسي المتفرع من الشريان الرئيسي في الجزء العلوي من الصدر.

وخلصت الدراسة إلى أن إناث الفئران التي تعرضت للظروف نفسها لم تشهد زيادة ملحوظة في تكوّن اللويحات.

وبمزيد من البحث، وجد الباحثون أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تتداخل مع الشرايين؛ ما يُغير سلوك وتوازن أنواع عدة من الخلايا.

ووجدوا أن الخلايا البطانية، التي تُشكل البطانة الداخلية للأوعية الدموية، كانت الأكثر تأثراً.

وقال الدكتور تشو: «بما أن الخلايا البطانية هي أول ما يتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة المنتشرة في الدم، فإن خلل وظيفتها قد يُؤدي إلى بدء الالتهاب وتكوّن اللويحات».

يبحث الباحثون حالياً في سبب كون ذكور الفئران أكثر عرضة لتلف الشرايين نتيجة التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة، وما إذا كان هذا الاختلاف بين الجنسين ينطبق على البشر أيضاً.

وقال تشو: «يكاد يكون من المستحيل تجنب الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تماماً. ومع استمرار تزايد تلوث الجسيمات البلاستيكية الدقيقة عالمياً، أصبح فهم آثارها على صحة الإنسان، بما في ذلك أمراض القلب، أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى».

وأشار إلى أنه نظراً لأنه لا توجد حالياً طرق فعالة لإزالة الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من الجسم، فإن تقليل التعرض لها والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام - من خلال النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وإدارة عوامل الخطر - يبقى أمراً بالغ الأهمية.