وجدت دراسة أميركية أن اتباع نظام غذائي نباتي منخفض الدهون لا يفرض قيوداً على السعرات الحرارية أو الكربوهيدرات، يمكن أن يساعد مرضى السكري من النوع الأول على تقليل جرعات الإنسولين التي يحتاجون إليها وخفض تكلفته.
وأوضح الباحثون من لجنة الأطباء للطب المسؤول (PCRM) في واشنطن العاصمة، أن هذا النظام النباتي لا يساعد فقط في خفض الإنسولين، بل يُحسّن أيضاً الصحة العامة، ونُشرت النتائج، الأربعاء بدورية (BMC Nutrition).
يُعدّ الإنسولين هرموناً أساسياً ينظّم مستوى السكر في الدم من خلال نقل الغلوكوز إلى خلايا الجسم لاستخدامه بوصفه مصدراً للطاقة. ويعاني مرضى السكري من النوع الأول من نقص أو غياب إفراز الإنسولين الطبيعي بسبب خلل في خلايا البنكرياس، مما يجبرهم على الاعتماد على الإنسولين الخارجي. وفي بعض الحالات، تتفاقم المشكلة بسبب مقاومة الإنسولين، أي ضعف استجابة الخلايا للهرمون، مما يستدعي جرعات أكبر ويرفع تكاليف العلاج.
وتشهد أسعار الإنسولين ارتفاعاً متواصلاً عالمياً، خصوصاً في أميركا، حيث تضاعفت تكلفته الإجمالية ثلاث مرات خلال العقد الأخير لتصل لـ22.3 مليار دولار عام 2022، وفق الجمعية الأميركية للسكري.
وأظهرت الدراسة التي شملت مصابين بالسكري من النوع الأول أن اتباع نظام نباتي منخفض الدهون يحسّن استجابة الجسم للإنسولين، ويساعد على خفض جرعاته وتكاليفه بشكل ملحوظ.
ويتكوّن النظام النباتي منخفض الدهون الذي طُبّق في الدراسة من أطعمة نباتية بالكامل خالية من أي منتجات حيوانية، مع تقليل الدهون المضافة إلى حدٍّ أقصى يبلغ 30 غراماً يومياً. ويوفّر هذا النظام نحو 75 في المائة من الطاقة من الكربوهيدرات، و15 في المائة من البروتين، و10 في المائة من الدهون، ويركّز على تناول 4 أنواع أساسية من الأغذية هي: الحبوب الكاملة مثل الشوفان، والأرز البني، والبقوليات مثل العدس، والفول، والحمص، والفواكه مثل التوت، والفراولة، والتفاح، والخضراوات، خصوصاً الورقية منها، وهذه الأطعمة غنية بالألياف التي تُبطئ امتصاص السكر وتحسّن استجابة الجسم للإنسولين.
أما المجموعة المقابلة فقد اتبعت نظاماً غذائياً يعتمد على التحكم في الحصص، يهدف لتقليل السعرات بمقدار 500 إلى 1000 سعر حراري يومياً للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
ووجد الباحثون أن اتباع النظام النباتي منخفض الدهون أسهم في تقليل جرعات الإنسولين بنسبة 28 في المائة، وخفض تكلفته بنسبة 27 في المائة، مقارنةً بالأنظمة الغذائية التقليدية التي تعتمد على التحكم في الحصص الغذائية. وأوضحوا أن هذا الانخفاض يعود إلى تحسّن حساسية الجسم للإنسولين، أي زيادة كفاءة استجابة الخلايا له.
إضافةً إلى ذلك، انخفض وزن المشاركين بنحو 5 كغم خلال 12 أسبوعاً دون تقييد للسعرات أو الكربوهيدرات، مع تحسّن في مستويات الكولسترول ووظائف الكلى والسيطرة على سكر الدم.
ولم تُسجَّل أي تغييرات في النشاط البدني أو في جرعات الأدوية الأخرى، مما يؤكد أن التحسّن الصحي كان نتيجة مباشرة للنظام الغذائي، وأكد الباحثون أن هذه النتائج تفتح الباب أمام اعتماد التغذية العلاجية وسيلة مكمّلة للعلاج الدوائي.


