استخدام كبار السن للإنترنت يحميهم من الاكتئاب ويعزز صحتهم

استخدام الإنترنت قد يقلل الاكتئاب ويحسن الحالة الصحية لدى كبار السن (رويترز)
استخدام الإنترنت قد يقلل الاكتئاب ويحسن الحالة الصحية لدى كبار السن (رويترز)
TT

استخدام كبار السن للإنترنت يحميهم من الاكتئاب ويعزز صحتهم

استخدام الإنترنت قد يقلل الاكتئاب ويحسن الحالة الصحية لدى كبار السن (رويترز)
استخدام الإنترنت قد يقلل الاكتئاب ويحسن الحالة الصحية لدى كبار السن (رويترز)

قد يؤدي استخدام الإنترنت إلى تقليل الاكتئاب، وتحسين الحالة الصحية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً، وفقاً لما أكدته دراسة جديدة.

وحسب شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فقد أُجريت الدراسة بواسطة باحثين من جامعة هونغ كونغ، وشملت أكثر من 87 ألف شخص فوق سن الخمسين في 23 دولة.

واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت للبحث عن المعلومات، وإرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني، وللتسوق، لديهم أعراض اكتئاب أقل، ومستويات أفضل من الرضا عن الحياة، وصحة أفضل مقارنة بغيرهم.

ويقول الباحثون إن هذا يرجع إلى أن الناس يستخدمون الإنترنت للبحث عن الأعراض والمشاكل الصحية التي قد يعانون منها، الأمر الذي قد يزيد الشكوك لديهم، ويدفعهم لزيارة الطبيب في وقت مبكر، مما يحسن من فرص شفائهم من مشكلة ما، ويعزز صحتهم.

بالإضافة إلى ذلك، يزيد الإنترنت من التفاعلات الاجتماعية بين الأشخاص، ويقلل من شعورهم بالوحدة والانعزال، الأمر الذي يقلل من مستويات الاكتئاب لديهم، ويزيد من شعورهم بالرضا عن حياتهم.

وكتب الباحثون في مجلة «نيتشر»: «من خلال التغلب على الحواجز الاجتماعية والمكانية، يمكن أن يسهِّل استخدام الإنترنت التواصل مع العائلة والأصدقاء، وتوسيع الشبكات الاجتماعية بين البالغين، في منتصف العمر وكبار السن».

وأضافوا: «إن تعزيز مثل هذا التفاعل الاجتماعي يمكن أن يقلل من الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية، فضلاً عن تعزيز شعورهم بالانتماء وتقدير الذات، مما قد يساهم في تحسين الصحة العقلية لديهم».

وسبق أن ذكرت دراسة أجريت العام الماضي، أن كبار السن الذين يستخدمون الإنترنت بانتظام يكونون أقل عرضة للإصابة بالخرف، مقارنة بغيرهم.

ولفتت الدراسة إلى أن استخدام شبكة الإنترنت والتواصل مع الغير من خلالها، قد يساعد في التحفيز الفكري وتطوير الاحتياطي المعرفي لدى الأشخاص والحفاظ عليه، الأمر الذي يمكن أن يمنع بدوره شيخوخة الدماغ، ويقلل من خطر الإصابة بالخرف.


مقالات ذات صلة

«نوفمبر»... شهر التوعية بسرطان الفم

صحتك «نوفمبر»... شهر التوعية بسرطان الفم

«نوفمبر»... شهر التوعية بسرطان الفم

الذكاء الاصطناعي لرصد سرطانات الشفاه واللسان والخد.

د. عميد خالد عبد الحميد (الرياض)
صحتك توجد السالمونيلا في أمعاء كثير من الحيوانات بما في ذلك الدجاج (أرشيفية- رويترز)

دراسة: السالمونيلا «المسببة للأمراض» قد تساعد في مكافحة سرطان الأمعاء

أفاد بحث حديث بأنه يمكن «هندسة» السالمونيلا للمساعدة في مكافحة سرطان الأمعاء، بعد أن وجدت الأبحاث أن البكتيريا تمنع خلايا المناعة في الجسم من مهاجمة المرض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة غير مؤرخة للدماغ البشري تم التقاطها من خلال تقنية المسح الضوئي (أرشيفية - رويترز)

هل يعثر العلماء على «المفتاح» للتخلص نهائياً من الصداع النصفي؟

تعددت الأسباب والصداع النصفي واحد من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً لدى البشر.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
صحتك دليلك إلى التنفس الأفضل... بعد نزلة برد أو التهاب رئوي

دليلك إلى التنفس الأفضل... بعد نزلة برد أو التهاب رئوي

مع اقتراب الشتاء خطوات صحية لتنظيف الشُعب الهوائية

صحتك الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً قد يزيد خطر الإصابة بقصور القلب (رويترز)

الجلوس لفترة طويلة يضر بالقلب حتى مع ممارسة الرياضة

حذرت دراسة جديدة من أن الجلوس لأكثر من 10 ساعات يومياً قد يزيد من خطر الإصابة بقصور القلب حتى بين أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«نوفمبر»... شهر التوعية بسرطان الفم

«نوفمبر»... شهر التوعية بسرطان الفم
TT

«نوفمبر»... شهر التوعية بسرطان الفم

«نوفمبر»... شهر التوعية بسرطان الفم

شهر نوفمبر (تشرين الثاني) هو شهر التوعية بسرطان الفم، وفرصة لرفع مستوى الوعي حول هذا المرض الخطير الذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد.

مضغ القات أحد عوامل الإصابة بسرطان الفم

سرطانات الشفاه واللسان والخد

سرطان الفم يمكن أن يصيب الشفاه، واللسان، والخدين، وأرضية الفم، واللثة، وسقف الفم. وفيما يلي تفاصيل حول مضار سرطان الفم، ومعدلات الإصابة والوفيات، وأسبابه، ودور الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر، وطرق العلاج المتاحة.

مضار سرطان الفم

سرطان الفم هو ثاني أخطر سرطان مميت بعد سرطان الثدي. ويمكن أن تكون له تأثيرات كبيرة على الصحة العامة وجودة الحياة، مثل:

- ألم مزمن: يمكن أن يسبب سرطان الفم ألماً مزمناً في المناطق المصابة.

- صعوبة في الأكل والشرب: يمكن أن يجعل تناول الطعام والشراب أمراً صعباً ومؤلماً.

- تغيرات في الكلام: يمكن أن يؤثر على القدرة على التحدث بوضوح.

- تأثيرات نفسية: يمكن أن يؤدي إلى شعور بالاكتئاب والقلق.

معدلات الإصابة والوفيات

تشير الإحصائيات إلى أن سرطان الفم يشكل تهديداً صحياً كبيراً.

- حالات جديدة: وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، هناك نحو 300 ألف حالة جديدة من سرطان الفم يتم تشخيصها سنوياً على مستوى العالم.

- إصابات عربية: وحسب آخر الدراسات من الجامعات العربية، فإن كل عام يصاب أكثر من 70 ألف عربي بسرطان الفم سنوياً. ويلاقي حتفه من هذا السرطان الخبيث أكثر من 30 ألف عربي في الخمس سنوات الأولى من الإصابة بهذا المرض.

- في العالم: تتجاوز معدلات الوفيات المرتبطة بسرطان الفم 145 ألف حالة سنوياً.

كما أن الاكتشاف المبكر يمكن أن يزيد من فرص النجاة، بنسبة تصل إلى 80 في المائة.

أسباب سرطان الفم

هناك كثير من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم، ومنها:

- التدخين: التدخين بكل أنواعه (سواء السجائر العادية أو الإلكترونية أو الشيشة، أو مضع التبغ والتنباك، أو الشمة) يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الفم.

- تعاطي الكحول: الاستهلاك المفرط للكحول يعد عاملاً مهماً في تطور سرطان الفم. وهنا لا بد من التأكيد على قيام وزارة الصحة البريطانية بتغيير النصيحة التي كانت مقدَّمة للأطباء في نصح مرضاهم بعدد الوحدات من الكحول التي يتمكن المرء من تناولها أسبوعياً بأمان، لتتغير في السنوات الثلاث الأخيرة إلى ما يلي: «لا يوجد حد آمن للكحول، فهو مضر بأي كمية كانت».

- العوامل البيئية: التعرض للمواد الكيميائية الضارة مثل الأسبستوس يمكن أن يزيد من المخاطر، وكذلك بعض أبخرة المواد الكيميائية لمن يعمل في بعض المصانع.

- العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للمرض يمكن أن يزيد من خطر الإصابة، وهذا ما يستدعي الابتعاد عن كل مسببات هذا المرض.

- العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV): إذ يمكن لبعض أنواع الفيروس أن تسبب سرطانات الفم؛ خصوصاً عند انتقاله عبر الجنس الفموي؛ حيث يتكاثر هذا الفيروس في الجهاز الأنثوي الجنسي، بسبب العلاقات المحرَّمة جنسياً.

- مضغ القات: في اليمن وجنوب الخليج العربي، يلعب مضغ القات دوراً مهماً في أن تكون معدلات الإصابة بسرطان الفم في هذه المناطق عشرة أضعاف ما هي عليه في بقية مناطق الخليج؛ حسب وزارات الصحة فيها.

الذكاء الاصطناعي للتشخيص المبكر

يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تحسين التشخيص المبكر لسرطان الفم.

- تحليل الصور الطبية: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل الصور الطبية للكشف عن التغيرات الطفيفة التي قد تشير إلى وجود سرطان الفم، في كل من التقرحات والتورمات والبقع البيضاء أو الحمراء التي تصيب الفم.

- التنبؤ بالمخاطر: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الصحية للتنبؤ بالمخاطر الفردية، وتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، وتحذيرهم لتجنب بعض المسببات.

- تحليل البيانات الكبيرة: من خلال تحليل كميات كبيرة من البيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي توفير رؤى جديدة تساعد في فهم أفضل لسرطان الفم، وكيفية علاجه بفعالية.

طرق العلاج

تتضمن طرق علاج سرطان الفم كثيراً من الخيارات، بناءً على مرحلة المرض وصحة المريض:

- الجراحة: إزالة الورم جراحياً هي الخيار الأول في كثير من الحالات.

- العلاج الإشعاعي: يستخدم لتدمير الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة، أو كعلاج مستقل.

- العلاج الكيميائي: تُستخدَم الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية، وقد تُستخدَم بجانب العلاج الإشعاعي.

- العلاج بالليزر مع التوجيه الضوئي: وهي طريقة فعالة في علاج سرطان اللسان؛ حيث يتم حقن المريض بمواد تشع فوتونات عند التصاقها بالخلايا السرطانية، ما يوجه إشعاع الليزر لتدمير الخلايا السرطانية فقط، دون الضرر بالخلايا السليمة «Photodynamic Therapy».

- العلاجات المستهدفة: تُصمَّم لاستهداف بروتينات معينة في الخلايا السرطانية، ما يساعد في تقليل الأعراض الجانبية وزيادة فعالية العلاج.

- الروبوت الجراحي: وفي السنوات الأخيرة تم استعماله في إزالة الورم السرطاني بدقة متناهية، ومع أقل نزيف ممكن.

مراجعة الطبيب والفحص الذاتي

من الضروري مراجعة الطبيب في حال اكتشاف ورم في الفم لا يزول بعد أكثر من أسبوعين، أو في حال ظهور تقرح أو آفة أو بقع بيضاء أو حمراء لا تزول بعد أسبوعين من بدايتها. وتلعب الزيارات الدورية لطبيب الأسنان دوراً مهماً في الكشف المبكر عن سرطان الفم، مما يساعد في التشخيص المبكر وزيادة فرص العلاج الناجح.

كما أن الأطباء ينصحون بأن يقوم الشخص بالفحص الذاتي للفم والوجه والرقبة، بحثاً عن أي ورم أو تقرحات أو بقع بيضاء أو حمراء تستمر أكثر من أسبوعين، لتستدعي الزيارة الفورية للطبيب

إن التوعية بسرطان الفم خطوة حاسمة في مكافحة هذا المرض الخطير. ومن خلال الفهم الأفضل لعوامل الخطر، وأهمية التشخيص المبكر، ودور التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، يمكننا تحسين نتائج العلاج وزيادة فرص النجاة.