مخاطر صحية تسببها حمية العصائر

الفواكه والخضراوات تفقد الألياف المفيدة للصحة عند عصرها (جامعة نورث وسترن)
الفواكه والخضراوات تفقد الألياف المفيدة للصحة عند عصرها (جامعة نورث وسترن)
TT

مخاطر صحية تسببها حمية العصائر

الفواكه والخضراوات تفقد الألياف المفيدة للصحة عند عصرها (جامعة نورث وسترن)
الفواكه والخضراوات تفقد الألياف المفيدة للصحة عند عصرها (جامعة نورث وسترن)

يلجأ كثيرون إلى «حمية العصائر» على أمل «تنظيف الجسم» من السموم وتعزيز الصحة، لكن دراسة أميركية حديثة كشفت عن مخاطر صحية قد تسببها هذه الحمية.

وأوضح الباحثون من جامعة نورث وسترن في الدراسة التي نُشرت نتائجها، الثلاثاء، بدورية (Nutrients) أن اتباع نظام غذائي قائم على العصائر فقط يؤدي لزيادة الالتهابات واضطراب التوازن البكتيري في الأمعاء والفم، ما قد يؤثر سلباً على المناعة والصحة العامة.

وتعتمد حمية العصائر على تناول العصائر المستخلصة من الفواكه والخضراوات فقط دون تناول أي أطعمة صلبة لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام. ومع ذلك، فإن هذه الحمية تجرد الفواكه والخضراوات من الألياف الضرورية، مما يؤدي إلى تغذية البكتيريا الضارة التي تعتمد على السكر، ويؤثر سلباً على توازن الميكروبيوم في الأمعاء، وهو المجتمع البكتيري الذي يلعب دوراً أساسياً في الهضم والمناعة.

وحللت الدراسة تأثير 3 أنظمة غذائية مختلفة على الميكروبيوم الفموي والمعوي لدى مجموعات من البالغين الأصحاء، من خلال جمع وتحليل عينات من اللعاب، ومسحات من الفم، وعينات براز باستخدام تقنيات التسلسل الجيني.

وتناولت المجموعة الأولى العصائر فقط لمدة 3 أيام، بينما جمعت المجموعة الثانية بين العصائر والأطعمة الكاملة، واعتمدت الثالثة على نظام غذائي نباتي كامل يحتوي على الفواكه والخضراوات دون عصر.

وأظهرت مجموعة العصائر فقط زيادة كبيرة في أنواع من البكتيريا المرتبطة بالالتهابات وزيادة نفاذية الأمعاء، ما يعني أن جدار الأمعاء يصبح أكثر قابلية لمرور المواد غير المرغوب فيها مثل السموم والبكتيريا لمجرى الدم، ويؤدي إلى مشكلات صحية مثل ضعف المناعة والاضطرابات الهضمية.

فيما سجلت المجموعة التي اعتمدت على نظام غذائي نباتي كامل تحسينات في تركيبة الميكروبيوم، حيث زادت أعداد البكتيريا المفيدة. بينما شهدت المجموعة التي تناولت العصائر مع الأطعمة الصلبة تغيرات طفيفة في الميكروبيوم، لكنها كانت أقل حدة من مجموعة العصائر فقط.

وأظهر ميكروبيوم الفم تغيرات جذرية خلال الحمية المعتمدة على العصائر فقط، حيث لوحظ انخفاض في البكتيريا المفيدة وزيادة في البكتيريا المرتبطة بالالتهابات.

ووفقاً للباحثين، فإن أحد الأسباب الرئيسة للتأثير السلبي لحمية العصائر هو نقص الألياف، التي تعد غذاءً أساسياً للبكتيريا المفيدة التي تنتج مركبات مضادة للالتهابات. وعندما يتم التخلص من الألياف أثناء العصر، تتضاعف أعداد البكتيريا الضارة؛ ما يؤدي لزيادة الالتهابات داخل الجسم، ما يضعف المناعة ويزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.

ونوه الفريق بأن الدراسة تؤكد ضرورة مراجعة استهلاك العصائر لدى الأطفال، حيث يعتمد الكثير منهم على العصائر مصدراً رئيساً للفواكه، مما قد يؤدي لتأثيرات سلبية مماثلة على صحة أمعائهم وميكروبيوم الفم لديهم. وأضافوا أن الرسالة الأهم هي أن العصائر ليست بديلاً متكاملاً للفواكه والخضراوات الكاملة، ويجب إعادة النظر في الأنظمة الغذائية القائمة على العصائر فقط والاعتماد على نظام غذائي متوازن.


مقالات ذات صلة

الخرف المبكر... لماذا نتجاهله؟ وما أبرز الأعراض؟

صحتك الخرف عادةً ما يرتبط بكبار السن إلا أن هذه الحالة لا تُميز بين الأعمار (رويترز)

الخرف المبكر... لماذا نتجاهله؟ وما أبرز الأعراض؟

يُعاني نحو 57 مليون شخص حول العالم من الخرف. وبينما تُشخَّص معظم حالات الخرف لدى كبار السن فإن نحو 7% من الحالات تحدث لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز تدعم صحة القلب بشكل عام (رويترز)

الموز والبروكلي والسبانخ... ما علاقتها بخفض ضغط الدم؟

كشفت دراسة حديثة أن زيادة تناول البوتاسيوم قد يكون لها تأثير أقوى في خفض ضغط الدم مقارنةً بتقليل مستويات الصوديوم وحده.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تحتوي بعض الأغذية على فيتامين «د» بشكل طبيعي

5 عادات يومية لتعزيز فيتامين «د» في الجسم

يتزايد نقص فيتامين «د» لدى الناس يوماً بعد يوم، ويؤدي نقصه في الجسم إلى الشعور بالتعب وضعف العضلات وسوء الحالة المزاجية، ما قد يؤدي إلى الشعور بالإحباط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق استخدام التكنولوجيا الرقمية يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالضعف الإدراكي (رويترز)

دراسة: استخدام الهواتف الذكية يقلل خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن

زعم البعض أن التكنولوجيا الرقمية قد تؤثر سلباً على القدرات الإدراكية، لكن باحثين من جامعة بايلور الأميركية اكتشفوا عكس ذلك تماماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك بائعتان تجلسان وسط البطيخ في سوق جملة بتايلاند (رويترز)

تشعرك بالخفة والنشاط... 5 أطعمة للحفاظ على صحة أمعائك هذا الصيف

عند ارتفاع درجات الحرارة، من المهم التركيز على العافية الجسدية، خصوصاً صحة الأمعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

افتتاح مهرجان أفلام السعودية على وقع الألحان الأوبرالية الحية


المهرجان السينمائي في مركز «إثراء» في الظهران (الشرق الأوسط)
المهرجان السينمائي في مركز «إثراء» في الظهران (الشرق الأوسط)
TT

افتتاح مهرجان أفلام السعودية على وقع الألحان الأوبرالية الحية


المهرجان السينمائي في مركز «إثراء» في الظهران (الشرق الأوسط)
المهرجان السينمائي في مركز «إثراء» في الظهران (الشرق الأوسط)

على وقع الألحان الأوبرالية والنغمات الموسيقية، افتتح مهرجان أفلام السعودية دورته الجديدة بحفل فني جمع بين الصوت والصورة، وجمالية السينما والموسيقى.

بدأ الحفل بعرض موسيقي حيّ قلما يحدث في افتتاحات المهرجانات السينمائية. وصاحبت العرض مؤثرات بصرية على شاشة عملاقة، عرضت نجوم السينما العالميين والعرب بالإضافة إلى النجوم السعوديين، تقديراً لأعمالهم الموسيقية المحفورة في ذاكرة الجمهور، التي واكبت السينما.

كما قدمت الأوركسترا مجموعة من أشهر المقطوعات الموسيقية المرتبطة بكلاسيكيات السينما العربية والعالمية، مما منح الحضور فرصة التواصل الوجداني مع تاريخ الفن السابع، وعزّز من طابع الانفتاح الفني الذي ميز حفل الافتتاح هذا العام. وتضمن الحفل عرض فيلم «سوار» للمخرج السعودي أسامة الخريجي، الذي قام بتصويره بين السعودية وتركيا.

عزف لمقطوعات موسيقية لأفلام عربية وعالمية (الشرق الأوسط)

السجادة الحمراء

ومثل العادة فإن أجواء السجادة الحمراء كانت هي الأبرز في يوم الافتتاح، حيث استقبلت أكثر من 700 اسم بارز في عالم السينما، من مخرجين وكتاب وفنانين، في مشهد احتفالي امتزجت فيه الوجوه الجديدة بالأسماء المعروفة واللامعة، مما أمد المهرجان الذي تنظمه جمعية السينما بقيمة فنية كبيرة بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وبدعم من هيئة الأفلام، وتستمر الفعاليات من 17 إلى 23 أبريل (نيسان) الحالي.

وشهد حفل الافتتاح تكريم الفنان السعودي إبراهيم الحساوي الذي قدّم أعمالاً لافتة في المسرح والتلفزيون والسينما.

الفنان إبراهيم الحساوي (الشرق الأوسط)

وفي كلمة لرئيسة قسم البرامج في مركز «إثراء» نورة الزامل، بمناسبة انطلاق الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية، الذي يشكل امتداداً لدور المركز في دعم الإبداع، واحتضان المواهب السينمائية السعودية والخليجية، أكدت أن المهرجان لم يعد مجرد منصة لعرض الأفلام، بل هو مساحة حيوية تلتقي فيها العدسات وتتقاطع الرؤى، ليُعاد من خلالها تشكيل الواقع بخيال إبداعي يعكس تنوّع المجتمع السعودي وثراء هويته.

في حين أشادت رئيسة مجلس إدارة جمعية السينما، هناء العمير، بنمو الإنتاج السينمائي السعودي في الفترة الراهنة، قائلة: «من هنا اخترنا أن يكون محور المهرجان لهذا العام (سينما الهوية) لنتساءل معاً هل بدأت تتشكل ملامح واضحة لهوية أفلامنا أم أننا لا نزال في مرحلة التلقي والتأثر؟ وإذا كان الأمر كذلك فكيف ننتقل إلى موقع التأثير والإضافة في المشهد السينمائي الإقليمي والعالمي؟».

رئيسة مجلس إدارة جمعية السينما هناء العمير (الشرق الأوسط)

برنامج حافل

يتضمن المهرجان عرض 7 أفلام روائية سعودية وخليجية طويلة، كما سيكون هناك 22 فيلماً قصيراً خليجياً، من بينها 12 فيلماً سعودياً. ويصاحب ذلك 4 ندوات و4 برامج تدريبية، بالإضافة إلى عقد 3 جلسات تتخللها فعاليات توقيع كتب الموسوعة السعودية للسينما، إضافة إلى ذلك سيضم سوق الإنتاج 22 مشروعاً و 22 جهة عرض.

افتتاح «أوبرالي» لمهرجان أفلام السعودية (الشرق الأوسط)

يشار إلى أن هذا هو المهرجان السينمائي الأقدم في السعودية، حيث انطلقت أولى دوراته عام 2008، ليصبح لاحقاً منصة محورية لدعم السينما السعودية وتعزيز مكانة صناعها من خلال العروض والمنافسات والبرامج المتخصصة. وتأتي هذه الدورة تحت عنوان «سينما الهوية»، حيث تم التركيز على تقديم أفلام تعبّر عن الذات الفردية والجماعية، إلى جانب تسليط الضوء على تجارب عربية وعالمية مماثلة. وتتوزع العروض على عدد من المسابقات: «الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام القصيرة، والأفلام الوثائقية»، إضافة إلى برنامج خاص بعنوان «أضواء على السينما اليابانية»، إضافة إلى عروض موازية تدعم التنوع الفني.