مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

العنكبوتة السوداء

تزوجت سيدة سورية في البداية من رجلين سوريين، وعُقد قرانها بعد ذلك على رجل أردني، وبعد فترة ارتبطت بمواطن سعودي، وحاول كل واحد من أزواجها الأربعة الذين مثلوا أمام القضاء، إثبات أنها زوجته وأنه أحق بها من غيره.
الواقع أنني لم أستطع أن أهضم هذه الخبرية؛ لأنه حتى لو فرضنا أن تلك المرأة ذكية ولعّابة، فأين ذهبت عقول أربعة رجال (شحاحيط) - أليس بينهم على الأقل رجل واحد رشيد؟!، ألم يخجلوا من غبائهم وهم يقفون أمام القاضي، وكل واحد منهم يحاول أن يظفر بالغنيمة؟!، لو كنت أنا في مكان القاضي لقلت لهم بصوت يجلجل (إفرنقعوا) ثكلتكم أمهاتكم.
ولكن يا حليل تلك المرأة، التي تعتبر ملاكاً، عند امرأة يابانية فعلت ما لم تستطع (الأبالسة) أن تفعله، ناهيك عن نساء العالمين، والحكاية أو (المصيبة) وما فيها يا سادتي هي:
أن القاتلة اليابانية المعروفة باسم (العنكبوتة السوداء)، قد خسرت استئنافها النهائي لتفادي عقوبة الإعدام الصادرة بحقها بتهمة القتل، وأدينت (تيشساكو كاكيهي) البالغة من العمر 74 عاماً، بقتل زوجها واثنين من عشاقها، كما حاولت قتل رجل رابع بهدف الاستيلاء على أموال الميراث؛ لهذا شبهها اليابانيون بأنثى العنكبوت (الأرملة السوداء) التي تقتل شريكها بعد الزواج.
يشار إلى أن (كاكيهي) كانت تصطاد ضحاياها عبر مواقع المواعدة لتختار الأثرياء منهم، خاصة كبار السن الذين ليس لديهم أبناء، حيث تقوم بتسميمهم بمادة السيانيد القاتلة بهدف الحصول على أموال الميراث وعقود التأمين على الحياة، وكان محامو المتهمة قد أسقطوا الحكم الصادر في عام 2017 بحجة معاناتها من الخرف، إلا أن المحكمة العليا في اليابان رفضت الاستئناف، حيث أدينت، وفقاً لـ(بي بي سي)، بقتل زوجها ورجلين تراوحت أعمارهم بين 70 و80 عاماً، في الفترة من 2007 إلى 2013.
وكشفت مصادر عن حصول (كاكيهي) على نحو مليار ين ياباني (8.5 مليون دولار) إثر وفاة آخر زوج بعد شهر من الزواج، إلا أنها خسرت الكثير منها في سوق الأسهم وغرقت في الديون.
ويا ليتها تحلّت بالروح التي يتحلّى بها المقاتلون (الساموراي)، عندما يقدم الفارس على الانتحار مكفرّاً عن أخطائه، ولكنها للأسف ذهبت تقتدي بالعنكبوتات.
ولا أملك إلا أن أقول: الله يبعد الرجال الصالحين عن مثل هذه النماذج، أما (الطالحون) منهم، فيا ليت قبائل من العناكب السوداء تغزوهم عن بكرة أبيهم من أمامهم ومن خلفهم ومن فوقهم ومن تحتهم، وتجعلهم كالعصف المأكول.