3 طرق بسيطة لتحسين ذاكرتكhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/5184139-3-%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%A8%D8%B3%D9%8A%D8%B7%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B0%D8%A7%D9%83%D8%B1%D8%AA%D9%83
المعلومات الجافة غالباً ما تُنسى بسهولة بينما تلك التي ترتبط بمشاعر أو صور حية تبقى راسخة (بيكساباي)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
3 طرق بسيطة لتحسين ذاكرتك
المعلومات الجافة غالباً ما تُنسى بسهولة بينما تلك التي ترتبط بمشاعر أو صور حية تبقى راسخة (بيكساباي)
قد يبدو امتلاك ذاكرة لا تُخطئ وكأنه نعمة، لكنه في الواقع قد يتحول إلى عبء ثقيل. بعض الأشخاص، مثل «جيل برايس» التي شُخّصت باضطراب الذاكرة المفرطة، لا ينسون أي تفصيل منذ سن المراهقة، وهو ما تصفه بأنه فيلم دائم في رأسها يرهقها عاطفياً. الحقيقة أن النسيان وظيفة ضرورية للعقل، فهو يغربل المعلومات ويحتفظ بما هو مهم فقط. الهدف ليس تذكّر كل شيء، بل تذكّر ما نحتاج إليه في اللحظة المناسبة.
أثبتت الأبحاث والتجارب أن هناك أساليب تساعدنا على تحسين الذاكرة دون الحاجة إلى قدرات خارقة، حسب تقرير لموقع «سايكولوجي توداي» الطبي.
العاطفة والارتباط الشخصي
المعلومات الجافة غالباً ما تُنسى بسهولة، بينما تلك التي ترتبط بمشاعر أو صور حية تبقى راسخة. قد تُعزز المشاعر السلبية التفاصيل الدقيقة، في حين تميل الإيجابية إلى ترك انطباع عام. لذلك يلجأ محترفو الذاكرة إلى تحويل الأرقام والكلمات الجامدة إلى صور أو قصص خيالية تجعل العقل يتشبث بها.
قَصْر الذاكرة (طريقة الأماكن)
اخترع الإغريق ما يُعرف بـ«طريقة المواضع» أو قَصْر الذاكرة memory palace، حيث تُحوّل الأفكار المجرّدة إلى صور داخل مكان مألوف في الخيال. دراسات حديثة بيّنت أن تدريباً قصيراً على هذه الطريقة يضاعف قدرة التذكر ويغيّر نشاط الدماغ ليشبه أدمغة أبطال مسابقات الذاكرة. السر في أن عقولنا تطوّرت لتخزين المواقع بدقة عالية، وبالتالي يمكن استغلال هذا النظام لتذكر أي معلومة عبر تخيّلها على أنها صورة موضوعة في غرفة أو ممر.
التجزئة وقوة الثلاثيات
لا يتعامل العقل مع الأرقام أو الكلمات مفردة، بل يجمعها في وحدات صغيرة. أرقام الهواتف مثلاً نحفظها في مقاطع، وكذلك كلمات الأغاني أو القوائم. ومن اللافت أن تجميع الأشياء في ثلاثيات يجعلها أسهل للحفظ وأكثر إقناعاً، سواء في الشعارات أو القصص أو حتى التعليم.
باختصار، الذاكرة القوية ليست هبة خارقة، بل مهارة يمكن صقلها عبر العاطفة، والمكان، والبنية.
يسرّع الذكاء الاصطناعي تطوير العلاجات القائمة على الحمض النووي الريبي عبر نماذج تتنبأ بتركيبات الجسيمات النانوية المثالية مما يقلّل الوقت والتكلفة.
نسيم رمضان (لندن)
معدلات ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال تتضاعف خلال 20 عاماًhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/5208400-%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B6%D8%BA%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%85-%D9%84%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D8%B6%D8%A7%D8%B9%D9%81-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-20-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B
السمنة في مرحلة الطفولة تُعدّ من أهم عوامل الخطر لارتفاع معدلات ضغط الدم بين الأطفال (بكساباي)
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
معدلات ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال تتضاعف خلال 20 عاماً
السمنة في مرحلة الطفولة تُعدّ من أهم عوامل الخطر لارتفاع معدلات ضغط الدم بين الأطفال (بكساباي)
ارتفعت معدلات ارتفاع ضغط الدم عالمياً لدى الأطفال والمراهقين إلى نحو الضعف منذ عام 2000؛ ما يعرّض مزيداً من الصغار لخطر تدهور صحتهم لاحقاً في الحياة.
ووفق تقرير نشرته شبكة «سي إن إن»، قالت الدكتورة بيجي سونغ، الباحث في كلية الصحة العامة بجامعة تشجيانغ للطب في الصين: «في عام 2000، كان نحو 3.4 في المائة من الصبيان و3 في المائة من الفتيات يعانون ارتفاع ضغط الدم. وبحلول عام 2020 ارتفعت هذه النسب إلى 6.5 في المائة و5.8 في المائة على التوالي».
ويتعدّ سونغ أحد مؤلفي الدراسة التي نُشرت الأربعاء في مجلة «The Lancet Child & Adolescent Health» والتي عرضت هذه النتائج.
وأشار الدكتور مينغيو تشانغ، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى بيث إسرائيل ديكونيس — والذي لم يشارك في الدراسة — إلى أن الأطفال الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم قد يكونون معرّضين لاحقاً لخطر أكبر للإصابة بأمراض القلب، وهي السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة.
وقالت سونغ: «الخبر الجيد هو أن هذا عامل خطر قابل للتغيير. فمع تحسين إجراءات الفحص، والكشف المبكر، ومزيد من التركيز على الوقاية — خصوصاً ما يتعلق بالحفاظ على وزن صحي وتغذية سليمة — يمكننا التدخّل قبل ظهور المضاعفات».
معالجة ارتفاع الضغط لدى الأطفال ممكنة
ويرجّح الباحثون أن يعود ارتفاع معدلات ضغط الدم بين الأطفال إلى عوامل متعدّدة. وقال سونغ إن السمنة في مرحلة الطفولة تُعدّ من أهم عوامل الخطر؛ لأنها ترتبط باضطرابات مثل مقاومة الإنسولين، والالتهابات، وضعف وظيفة الأوعية الدموية.
وأشارت سونغ إلى أن العوامل الغذائية، مثل الاستهلاك المرتفع للصوديوم وتناول الأغذية فائقة المعالجة، قد تسهم أيضاً في زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم، إلى جانب سوء جودة النوم، والضغط النفسي، والاستعداد الجيني.
وأضافت أن كثيراً من الأطفال اليوم يبذلون نشاطاً بدنياً أقل مقارنة بالأجيال السابقة، ويقضون وقتاً أطول في أنشطة خمولية مثل استخدام الشاشات؛ وهو ما قد يزيد من المخاطر.
وقال تشانغ: «بدأنا ندرك أيضاً أن عوامل أخرى، بينها الملوّثات البيئية، قد تسهم في ذلك».
وكان تشانغ المؤلف الرئيسي في دراسة سابقة أظهرت وجود صلة بين التعرّض قبل الولادة لمواد كيميائية تُعرف باسم «PFAS» — وهي فئة تضم نحو 15 ألف مركّب صناعي يرتبط بعضها بالسرطان واضطرابات الغدد ومشكلات النمو لدى الأطفال — وبين الإصابة بارتفاع ضغط الدم في الطفولة.
وتُعرف مواد PFAS باسم «المواد الكيميائية الأبدية»؛ لأنها لا تتحلّل بالكامل في البيئة.
قالت سونغ إن أهم ما يجب أن تستخلصه العائلات من هذه النتائج هو عدم افتراض أن ارتفاع ضغط الدم مشكلة تخصّ البالغين فقط.
وإذا كان الأهل قلقين بشأن خطر إصابة أطفالهم بالسمنة أو ارتفاع الضغط، فإن الضغط النفسي، واللوم، والقيود الصارمة ليست الأساليب الأنسب.
وبدلاً من ذلك، تنصح اختصاصية التغذية للأطفال في ماساتشوستس جيل كاسل بالتركيز على تعزيز السلوكيات الصحية بطريقة إيجابية ومبهجة.
قالت كاسل: «الهدف من ركن التغذية هو تبنّي المرونة في التعامل مع الطعام، والتركيز على الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية... وفي الوقت نفسه السماح بوجود أطعمة أقلّ فائدة ضمن النظام الغذائي، بطريقة يمكن الاستمتاع بها بالكامل وبمرونة».
وأشارت إلى أنه يُفضّل إعطاء الأولوية لتناول الوجبات معاً كعائلة، وتجنّب وَسم الأطعمة بأنها «جيدة» أو «سيئة».
وأضافت: «إجبار الأطفال على إنهاء طبقهم أو مكافأتهم بالحلوى قد ينجحان في اللحظة نفسها، لكنهّما لا يساعدان في ترسيخ الثقة بالنفس أو بناء علاقة سليمة وبديهية مع الطعام مع مرور الوقت».
فرط الضغط المقنّع لدى الأطفال
لم يقتصر الباحثون في الدراسة على تتبّع المعدلات داخل الولايات المتحدة فقط، بل حلّلوا بيانات 96 دراسة أُجريت في 21 دولة.
أشار فريق الدراسة إلى أهمية التمييز بين قراءات ضغط الدم داخل عيادة الطبيب وخارجها؛ إذ قد يكون ضغط بعض الأطفال طبيعياً في المنزل بينما يرتفع عند قياسه في العيادة، في حين قد يُظهر آخرون قراءة منخفضة في العيادة مقارنة بمستواهم الحقيقي.
ومن خلال دمج بيانات القياسات المنزلية وقياسات الزيارات الطبية، تمكن الباحثون — حسب تشانغ — من رصد حالات «ارتفاع الضغط المقنّع»، أي الحالات التي لا تُكتشف خلال زيارة الطبيب. ووفقاً للبيانات، كان هذا النوع الأكثر شيوعاً بين الأطفال.
وقال تشانغ: «أهمية ذلك أنه يعني أن كثيراً من الأطفال المصابين فعلياً بارتفاع ضغط الدم قد لا تُشخّص حالاتهم إذا اعتمدنا فقط على قياسات العيادة».
وأضافت سونغ أن النتائج تشير إلى أن قراءة واحدة لا تكفي؛ ما يستدعي تطوير حلول قابلة للتطبيق على نطاق واسع لتحسين مراقبة وعلاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال حول العالم.
قد تؤذي جسمك أكثر مما تفيده... 7 أضرار للحميات قليلة السعراتhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/5208395-%D9%82%D8%AF-%D8%AA%D8%A4%D8%B0%D9%8A-%D8%AC%D8%B3%D9%85%D9%83-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%87-7-%D8%A3%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%AA
قد تؤذي جسمك أكثر مما تفيده... 7 أضرار للحميات قليلة السعرات
تنتشر نصائح تقليل السعرات الحرارية بوصفها وسيلة سريعة لفقدان الوزن، وتُروَّج الحميات منخفضة السعرات جداً على أنها «صحية وآمنة».
إلا أن تناول سعرات قليلة للغاية قد يؤثر سلباً على الجسم، مسبباً بطء الأيض، وفقدان العضلات، واختلال التوازن الهرموني، فضلاً عن زيادة التعب ومخاطر نقص العناصر الغذائية.
ويعرض تقرير لموقع «فيريويل هيلث» الأضرار المحتملة للحميات منخفضة السعرات على الصحة العامة وكيفية حماية جسمك أثناء إنقاص الوزن.
1. بطء الأيض
عندما تقلل السعرات الحرارية بهدف إنقاص الوزن، يتباطأ الأيض، أي أن الجسم يحرق سعرات حرارية أقل أثناء الراحة. ومن المدهش أن هذه التغييرات قد تستمر طويلاً بعد فترة تقليل السعرات، حتى لو عاد الوزن إلى ما كان عليه.
2. التعب والإرهاق
السعرات الحرارية هي مصدر طاقة الجسم. وعندما لا تتناول ما يكفي منها، قد تشعر بتعب أكبر، وهو شعور شائع خصوصاً بين الرياضيين.
3. اختلال التوازن الهرموني
يحتاج الجسم إلى الطاقة والدهون لإنتاج هرمونات صحية. أظهرت الدراسات بين الرياضيين الذين لا يستهلكون سعرات كافية انخفاض مستويات التستوستيرون، الإستروجين، هرمون اللوتين، هرمون التحفيز الجريبي، وغيرها. كما يرتبط تناول طاقة منخفض بارتفاع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد الذي قد يزيد الالتهابات ويعرض الجسم لمخاطر صحية أخرى.
4. فقدان العضلات
عند تقليل السعرات لإنقاص الوزن، سيفقد الجسم كلاً من الدهون والكتلة العضلية. يمكن تناول البروتين الكافي وممارسة تمارين القوة أن يقللا من فقدان العضلات، لكن عند تقليل السعرات بشكل مفرط، قد يكون من الصعب تعويض الفقدان. ويُساهم فقدان العضلات أيضاً في بطء الأيض.
5. نقص العناصر الغذائية
أظهرت الدراسات أن الحميات منخفضة السعرات يمكن أن تؤدي إلى نقص في الفيتامينات والمعادن على المدى القصير والطويل، ما يؤثر على صحة الجهاز المناعي والعظام والأيض والهضم، وغيرها من جوانب الصحة العامة. قد تساعد المكملات الغذائية في سد بعض الفجوات الغذائية، لكنها لا تقدم دائماً الفوائد نفسها التي توفرها العناصر الغذائية الطبيعية الموجودة في الطعام.
6. ضعف العظام
يرتبط تقليل السعرات بشكل كبير بانخفاض كثافة المعادن في العظام، ويُعزى ذلك إلى كل من انخفاض الطاقة المستهلكة وعدم كفاية الفيتامينات والمعادن في النظام الغذائي.
7. تساقط الشعر
تلعب العناصر الغذائية الكبيرة (مثل البروتين والدهون) والصغيرة (مثل فيتامينات «أ» و«د» و«إي» وفيتامينات «بي»، والحديد، والزنك، والسيلينيوم) دوراً أساسياً في نمو الشعر. وعند عدم تناول سعرات كافية، قد يحدث نقص في هذه العناصر، مما يسبب الشعر الهش وتساقطه بوصفه أحد الآثار الجانبية للحرمان الغذائي.
رائحة الفم الكريهة... حين يشخّصها الذكاء الاصطناعي قبل الطبيبhttps://aawsat.com/%D8%B5%D8%AD%D8%AA%D9%83/5208352-%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%87%D8%A9-%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%B4%D8%AE%D9%91%D8%B5%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A8
رائحة الفم الكريهة... حين يشخّصها الذكاء الاصطناعي قبل الطبيب
الذكاء الاصطناعي يشخّص رائحة النفس
لم تعد رائحة الفم الكريهة مجرّد حرج اجتماعي، بل تحوّلت إلى مؤشّر حيوي دقيق يكشف اضطرابات خفية في الفم أو الجهازين الهضمي والتنفسي.
انزعاج جماعي من رائحة الفم
أكثر من ثلث البالغين يعانون منها
تشير الدراسات الحديثة إلى أن أكثر من ثلث البالغين حول العالم يعانون منها بدرجات متفاوتة، بينما تصل النسبة في بعض الدول العربية إلى نحو 40 في المائة، خصوصاً بين المدخنين ومرضى السكري وجفاف الفم. أما التحوّل اللافت اليوم فيكمن في دخول الذكاء الاصطناعي (AI) على خط التشخيص، ليحوّل «رائحة النفس» إلى بصمة رقمية يمكنها قراءة إشارات الجسم وتشخيص الخلل خلال دقائق.
من البكتيريا إلى الخوارزميات
تُعرف الحالة طبياً باسم الخلوف أو Halitosis، وتنشأ في نحو 85 في المائة من الحالات من الفم ذاته، لا من المعدة كما يُعتقد شائعاً. ويُعدّ النشاط المفرط للبكتيريا اللاهوائية في مؤخرة اللسان والجيوب اللثوية السبب الأبرز، إذ تُنتج مركّبات كبريتية طيّارة (VSCs) مثل كبريتيد الهيدروجين والميثيل ميركابتان، المسؤولة عن الرائحة النفاذة.
الهالوميتر والجهاز الذكي وجهاً لوجه
منذ التسعينيات، استخدم الأطباء جهاز الهالوميتر (Halimeter) لقياس هذه المركّبات في هواء الزفير كمّياً، في أول نقلة علمية من التقدير الذاتي إلى التشخيص الدقيق. واليوم، انتقل المشهد من المختبر إلى الجيب، حيث أصبحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي قادرة على تحليل أنفاس الإنسان وتحديد مصدر الرائحة بدقة تفوق أنف الطبيب نفسه.
تشخيص ذكي في نصف دقيقة
في عام 2025، طوّر باحثون من جامعة طوكيو ومعهد فوكودا الياباني جهازاً محمولاً مزوّداً بخوارزميات تعلّم آلي متقدّمة، قادراً على تحليل عيّنة من النفس خلال أقل من 30 ثانية. ولا يكتفي هذا الابتكار بقياس الغازات الكبريتية فحسب، بل يحدّد بدقة المصدر البيولوجي للرائحة - هل تنبع من اللسان، أم اللثة، أم المعدة، أم الجيوب الأنفية - ثم يُصدر تقريراً فورياً يتضمّن توصيات علاجية مخصّصة.
وقد بدأ استخدام هذه التقنية فعلياً في عيادات متقدمة في اليابان وألمانيا والسعودية، لتشكّل نواة ما يُعرف اليوم بـ«التحليل الحيوي للأنفاس» (Breathomics)، الذي يعتمد على بصمة مكوّنات النفس الخارجة في الكشف المبكر عن الأمراض بدقّة غير مسبوقة.
اللسان منصة استشعار حية
في مارس (آذار) 2025، نشرت مجلة Nature Biomedical Engineering دراسة رائدة لجامعة ستانفورد كشفت عن لاصقة ذكية تُثبَّت على اللسان تحتوي على مجسّات نانوية تراقب التغيّرات في الميكروبيوم الفموي لحظة بلحظة. تنقل اللاصقة بياناتها مباشرة إلى تطبيق على الهاتف الذكي، لتنبيه المستخدم عند ارتفاع مؤشرات البكتيريا المسببة للرائحة.
تمثل هذه التقنية جيلاً جديداً من الرعاية الفموية الرقمية التي تجمع بين الطب الوقائي والذكاء التنبؤي، إذ تتيح للطبيب متابعة حالة الفم عن بُعد، وضبط العلاج وفق التغيرات الدقيقة في بيئته الميكروبية. إنها خطوة نحو فم ذكي يراقب صحته بنفسه قبل أن يطلب النجدة.
تحليل جيني للعاب... الطبّ الشخصي يصل إلى الفم
لم يعد تشخيص رائحة الفم مقتصراً على تحليل الغازات المنبعثة، بل امتد إلى دراسة الحمض النووي «دي إن إيه» للبكتيريا الدقيقة في الفم. فقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Microbiome (2025)، أجراها فريق من معهد كارولينسكا السويدي بالتعاون مع جامعة سنغافورة الوطنية، أن تحليل تسلسل الحمض النووي للعاب أو سطح اللسان يتيح تحديد هوية البكتيريا المسببة للرائحة، بل التنبؤ بظهورها قبل حدوثها سريرياً.
وتفتح هذه التقنية الباب أمام الطبّ الشخصي في صحة الفم، من خلال تصميم خطط علاج دقيقة تشمل تعديل النظام الغذائي، ودعم التوازن الميكروبي بمكملات البروبيوتيك الفموية التي أثبتت الدراسات قدرتها على خفض نشاط البكتيريا الضارة بنسبة تصل إلى 60 في المائة خلال أربعة أسابيع فقط.
العالم العربي يدخل سباق التشخيص الذكي
يشهد العالم العربي تسارعاً ملحوظاً في تبنّي تقنيات تشخيص رائحة الفم بالذكاء الاصطناعي، خاصة في الرياض ونيوم وأبوظبي وجدة، حيث بدأت عيادات متقدمة تستخدم أجهزة تحليل النفس المحمولة واختبارات الميكروبيوم الفموي المعتمدة على الحمض النووي، وتدمج نتائجها ضمن أنظمة ذكية لتحديد العلاج الأنسب لكل مريض.
وفي موازاة التطور التقني، أطلقت جامعات ومؤسسات صحية عربية حملات توعوية تهدف إلى كسر حاجز الخجل من مناقشة رائحة الفم وتحويلها من موضوع اجتماعي محرج إلى مؤشر صحي قابل للقياس.
ويُتوقّع خلال السنوات الخمس المقبلة أن يصبح تحليل النفس الذكي جزءاً أساسياً من الفحوص الروتينية في طب الأسنان، ليضع المنطقة في قلب التحول العالمي نحو طب وقائي ذكي وشخصي.
حين تكون الرائحة وهماً
في نحو 10 في المائة من الحالات، لا تكون هناك رائحة فعلية رغم اقتناع المريض بوجودها، وهي حالة تُعرف طبياً باسم متلازمة الهاليتوفوبيا (Halitophobia). وتنشأ هذه المتلازمة من قلقٍ وسواسي مزمن يدفع المريض إلى الاعتقاد بأنه يعاني من رائحة فم كريهة، رغم سلامة فمه سريرياً.
ويتطلّب علاج هذه الحالة تعاوناً بين طبيب الأسنان والاختصاصي النفسي لتخفيف المعاناة الحقيقية عبر العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وتقنيات الاسترخاء وإعادة بناء الصورة الذاتية، إلى جانب تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الرائحة. فالمشكلة هنا لا تكمن في الفم... بل في الإدراك الذي يضخّم الإحساس بها.
من الإخفاء إلى الفهم
لم تعد رائحة الفم الكريهة مجرّد «تفصيله تجميلية»، بل غدت أداة تشخيص رقمية تكشف لغة الجسد الكيميائية وتوازناته الخفية. فبفضل الذكاء الاصطناعي، والتحليل الجيني، والمستشعرات الدقيقة، أصبح بالإمكان اليوم فهم الرائحة بدلاً من إخفائها، وتشخيص أسبابها خلال دقائق لا أيام.
ومع تطوّر «طبّ الأنفاس الذكي»، يتحوّل الفم إلى مرآة رقمية للصحة بأكملها، يُحدّث الخوارزميات بلغة لا يسمعها الطبيب، لكنها تُنقذ الإنسان قبل أن يشعر بالمرض.
وكما قال امرؤ القيس:
تفوحُ رياها حينَ تجلو فمَها
كأنّها نَفَحَاتُ المسكِ والعَنبرِ
وهكذا... يعود النَّفَس البشري من رمزٍ للحرج إلى علامة على العافية، ومن سرٍّ مخفي إلى رسالةٍ يفهمها الذكاء الاصطناعي... بلغة الحياة نفسها.
حقائق
في نحو 10%
من الحالات، لا تكون هناك رائحة فعلية رغم اقتناع المريض بوجودها