هل تؤدي السِّمنة إلى ولادة جنين ميت؟

هناك علاقة بين السمنة وولادة طفل ميت (رويترز)
هناك علاقة بين السمنة وولادة طفل ميت (رويترز)
TT

هل تؤدي السِّمنة إلى ولادة جنين ميت؟

هناك علاقة بين السمنة وولادة طفل ميت (رويترز)
هناك علاقة بين السمنة وولادة طفل ميت (رويترز)

حذّرت دراسة كندية من أن السمنة تعدّ أحد العوامل التي قد تؤدي إلى ولادة جنين ميت، ويزداد الخطر مع تقدم الحمل حتى نهايته.

وأوضح الباحثون، في الدراسة التي نُشرت نتائجها، الاثنين، في مجلة الجمعية الطبية الكندية، أنه يمكن تحسين رعاية هذه الفئة من السيدات خلال الحمل، لتفادي موت الجنين أو الإملاص، وهي حالة موت الجنين في الرحم بعد الأسبوع العشرين من الحمل.

وتحدُث حالة إملاص كل 16 ثانية، أي إن زهاء مليوني طفل يولدون موتى سنوياً، وما يزيد مأساوية هذه الوفيات أنه يمكن منع أغلبها من خلال الرعاية الجيدة في أثناء الحمل والولادة، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف».

وعلى الرغم من أن العلاقة بين السمنة وولادة طفل ميت معروفة جيداً، فإنه لم يكن هناك سوى القليل من الأبحاث حول العلاقة بين السمنة واحتمالات ولادة طفل ميت حسب عُمر الحمل، أو حول تأثير السمنة المفرطة في الحمل.

ولمعالجة هذه الفجوة، فحص الفريق بيانات 681 ألفاً و178 حالة ولادة، بينها 1956 حالة شهدت ولادة جنين ميت، في أونتاريو بكندا بين عامي 2012 و2018.

وبعد تعديل عوامل خطر الإملاص الأخرى مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وجد الباحثون أن السيدات اللاتي يعانين السمنة من الدرجة الأولى (مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 30 و34.9 كجم/م2) لديهم ضعف خطر الإملاص عند 39 أسبوعاً من الحمل مقارنةً بمن لديهن مؤشر كتلة الجسم الطبيعي (18.5 - 24.9 كجم/م2).

وبالنسبة لمن يعانين السمنة من الدرجة الثانية (مؤشر كتلة الجسم 35 - 39.9 كجم/م2) والثالثة (مؤشر كتلة الجسم 40 كجم/م2 فأعلى)، كان لديهن خطر ولادة جنين ميت عند 36 أسبوعاً بنسبة 2 إلى 2.5 ضعف، مقارنةً بالسيدات من ذوات مؤشر كتلة الجسم الطبيعي.

ويزداد هذا الخطر مع التقدم في الحمل، حيث يزيد الخطر بمقدار 4 أضعاف عند الأسبوع الـ40.

من جانبها، قالت د.نائلة رامجي، الباحثة الرئيسية في الدراسة في جامعة «دالهوزي» بكندا: «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن موعد الولادة المبكر قد يساعد على تقليل خطر ولادة جنين ميت بالنسبة للحوامل المصابات بالسمنة». وأضافت عبر موقع الجامعة: «بالنسبة إلى الحالات الطبية الأخرى التي تزيد من خطر ولادة جنين ميت، هناك مبادئ توجيهية توصي بالولادة بعد 38 أو 39 أسبوعاً. ومن المثير للاهتمام أن احتمالات الخطر لهذه الحالات أقل من المخاطر التي وجدناها مرتبطة بالسمنة».

وأوضحت أن «الحوامل المصابات بالسمنة، خصوصاً من يعانين عوامل خطر إضافية، قد يحتجن إلى زيادة المراقبة عند اقتراب موعد الولادة، كما أن وجود عوامل خطر إضافية قد يستدعي الولادة المبكرة».


مقالات ذات صلة

جين مسؤول عن نمو الدماغ ربما يكون على صلة بمرض التوحد

صحتك طفل يعاني من التوحد (أرشيفية - رويترز)

جين مسؤول عن نمو الدماغ ربما يكون على صلة بمرض التوحد

من المعروف علمياً أن تحديد سبب التوحد أمر صعب، ويرجع ذلك إلى حدّ كبير إلى أنه عبارة عن مجموعة معقدة من اضطرابات النمو، وليس حالة واحدة.

صحتك السمنة مشكلة تنتشر بصورة متزايدة ولها تأثير ضار في الصحة وسلامة الجسم (أرشيفية-أ.ف.ب)

منظمة الصحة: أدوية إنقاص الوزن قد تساعد في القضاء على السمنة

قالت منظمة الصحة العالمية، هذا الأسبوع، إن فئة جديدة من أدوية إنقاص الوزن، طوّرتها شركتا نوفو نورديسك وإيلي ليلي، «تفتح الباب أمام إمكانية إنهاء وباء السمنة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق العزلة المعتدلة تشمل أنشطة مثل قراءة كتاب في مقهى (جامعة ريدنج)

«العزلة المعتدلة» قد تعزّز الصحة العامة

كشفت دراسة أميركية أن «العزلة المعتدلة» قد تعزّز الصحة العامة عبر استعادة الطاقة والمساعدة على بناء الروابط الاجتماعية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ السلطات الصحية الأميركية ترصد أول إصابة بشرية شديدة بإنفلونزا الطيور (أ.ب)

أميركا تعلن عن أول إصابة بشرية شديدة بإنفلونزا الطيور

أعلنت مراكز منع انتشار الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، اليوم، أنه جرى نقل مريض إلى المستشفى بعد تعرضه لإصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في لويزيانا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك طريقة التنفس أثناء النوم قد تؤثر على الذاكرة (رويترز)

طريقة تنفسك أثناء النوم تؤثر على ذاكرتك

توصلت دراسة جديدة إلى أن طريقة التنفس أثناء النوم قد تكون «المحرك» الذي يساعد بتنسيق العمليات الدماغية التي تشارك في تعزيز الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«وكالة الأدوية الأميركية» تجيز دواء للسمنة لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)
حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)
TT

«وكالة الأدوية الأميركية» تجيز دواء للسمنة لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)
حقنة لعقار «زيب باوند» Zepbound المعالج للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» (رويترز)

أعلنت السلطات الصحية الأميركية أنها أجازت علاجا مضادا للسمنة من مختبر «إيلاي ليلي» لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم بمستوياته المتوسطة إلى الشديدة لدى الأشخاص الذين يعانون من البدانة، ما قد يشكّل ثورة بالنسبة لأميركيين كثيرين.

وقالت المسؤولة في «وكالة الأدوية الأميركية» (إف دي إيه) سالي سيمور في بيان أمس (الجمعة) إنّ هذا الترخيص «يُعدّ إنجازا كبيرا للمرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم».

والعلاج، الذي يتم تسويقه تحت اسم «زيب باوند» Zepbound، مصرح به بالفعل للمرضى الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد ولديهم في الوقت نفسه مشكلة صحية ذات صلة (كمرض السكري من النوع الثاني أو ارتفاع الكولسترول في الدم أو ارتفاع ضغط الدم).

وتابعت سيمور: «هذا هو العلاج الدوائي الأول الذي يُقدَّم للمرضى الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم».

وتؤثر متلازمة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم على حوالى 30 مليون بالغ في الولايات المتحدة، وفقا للأكاديمية الأميركية لطب النوم.

وتتّسم هذه المتلازمة بحدوث نوبات متكررة بشكل غير طبيعي من انقطاع التنفس أو انخفاضه أثناء النوم.

وبحسب دراسات عدة، فإن هذا الوضع يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وحتى الاكتئاب. وحتى الآن، اقتصرت العلاجات المتوافرة على أقنعة أو أجهزة محدّدة أو عمليات جراحية للمرضى.

وقالت «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» إنه في تجربتين سريريتين، تبيّن أن علاج Zepbound يقلّل من تكرار نوبات انقطاع التنفس أثناء النوم. ومن المحتمل أن يكون هذا التحسّن مرتبطا بفقدان الوزن الذي سجّله المرضى، بحسب «إف دي إيه»، ووفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مدير مختبرات «إيلاي ليلي» باتريك جونسون في بيان إن هذا «يُعدّ إنجازا كبيرا في تخفيف عبء هذا المرض والمشاكل الصحية الناجمة عنه».

وقد جرى توسيع ترخيص Zepbound ليشمل الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة المترافقة مع انقطاع التنفس أثناء النوم بشكله المعتدل إلى الشديد.

وتقول «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» إن العلاج الذي يتم تناوله عن طريق الحقن مرة واحدة في الأسبوع يجب أن يقترن بالتمارين الرياضية واتّباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.

وينتمي هذا الدواء إلى جيل جديد من العلاجات التي أحدثت في السنوات الأخيرة ثورة في إدارة البدانة، وهي آفة صحية عامة.

تعتمد هذه العلاجات على محاكاة هرمون الجهاز الهضمي (GLP-1) الذي ينشّط المستقبِلات في الدماغ التي تؤدي دورا في تنظيم الشهية.

ويتم أيضا تسويق جزيء «تيرزيباتايد» tirzepatide من مختبرات «إيلاي ليلي» تحت اسم «مونجارو» للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، منذ ترخيص «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» في عام 2022.

ويطلق على نظيره اسم «أوزمبيك» Ozempic، وهو علاج لاقى رواجا كبيرا في السنوات الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب خصائصه في إنقاص الوزن.