منذ صدور قرار لجنة الانضباط ضد فريقي الهلال والأهلي، والشارع الرياضي منقسم على نفسه بين مؤيد (لحاجة بنفس يعقوب) ومعارض يفند الرأي بمنطقية وترتيب، وهناك من يقف متسائلا مندهشا من آلية العقوبتين، خصوصا على الهلال، وما يتطلبه الحال من اجتهادات وفتاوى وما يلزم من دخول قائمة الشكوك والظنون (والله المستعان)!
وأجدني مع جملة المتسائلين عن جدوى القرارات المتأخرة زمنيا بحق الناديين، وأجدني مع جملة المندهشين من ردة فعل اللجنة «الانتقائي» أو بالأحرى «المزاجي» أو بالأقرب «الانفعالي»، الذي لا يخلو من «الشخصنة»! وإلا ماذا يسمى قرار يتخذ ضد ناد دون أدلة ملموسة وموثقة رسميا كتسجيل تلفزيوني مثلا مسموع ومرئي؟! وهنا نستند إلى تصريح رئيس اللجنة بعدم رؤيته المباراة القضية بين الهلال والاتحاد، ومن جهة أخرى تصريح المدير العام للقنوات الرياضية السعودية لإحدى الصحف بأنه لم يتم إعطاء أي «cd» للمباراة للجنة الانضباط، كما أنها لم تطلبه أساسا! إذن فعلى أي دليل مادي يستند قرار العقوبة؟! وهل يعقل أنه تم على أساس مقطع «يوتيوب» أو تسجيل شخصي لأحدهم وهل تأخذ اللجنة بذلك؟!
إلا «إلا» إذا أرادت اللجنة أن تثبت للجميع بأنها تضرب بيد من حديد وأنها عكس ما يعتقدون ضد فريق الحماية والدلال (الهلال)؟! أو أنها لا تزال على قيد الحياة قانونيا؟! وبالتالي هي نجحت بما لا يدع مجال للشك بخطف الأنظار إليها من جديد بعقوبة «يرون» بأنها أقل من «الواجب» ضد الهلال، وأنه كان يفترض بها أن تكون عادلة لو تم «تهبيط» الفريق للدرجة الأولى عطفا على التراتبية القانونية!
هذا مع العلم بأن الهتافات العنصرية والخروج عن النص مظهر شائع بالأوساط العالمية والمحلية لكونه فيروسا مرضيا أخلاقيا منتشرا وموجودا فعلا، فنحن لا نعيش بمجتمع مثالي «أفلاطوني»، هذا مع التأكيد على ضرورة التنديد بمثل هذه الهتافات والشعارات البالية واحترام قرارات اللجان التي هي ثقافة مكتسبة، لكن «لكن» حينما تأتي طبيعية لا مزاجية أو انتقائية، وإلا لماذا لم تصدر عقوبة لمن اتهم الحكام السعوديين بسوء الأدب في تصريح «من أمن العقوبة أساء الأدب»؟! ولماذا لم يعاقب اللاعب الذي قال لأحد الحكام: «اعتبرني لاعبا هلاليا واحتسب لي خطأ»؟! أم أن كرامة حكامنا مرتع خصب للانتهاك والانتقاص والدخول في الذمم؟!
أم أن لجنة الانضباط الموقرة لا تزال على حالها «ترى بعين واحدة» وأخرى في سبات عميق؟! قلتها ذات موسم لجنة الانضباط بحاجة لمن يضبط قراراتها لتصبح على توقيت متساو من الرؤية والعقوبة بدلا من الحالة الضبابية والحساسية التي نعيشها الآن وكثرت الاجتهادات التي تضعف قراراتها كما تعصف بأصحابها!
من حق الأهلاويين أن يستأنفوا ضد القرار الموجه لهم كما هو حال الهلاليين، خصوصا أنهم يرتكزون على مسألتين، أولاهما أنه لم يتم رصد المخالفة في تقرير حكام المباراة، والأخرى عدم وجود دليل مادي مثبت رسميا ضد جمهورهم تتضح من خلاله الهتافات العنصرية!
ومن حق المتابع الرياضي أن يرى الأمور بشفافية ودقة بدلا من شريعة «الغاب» التي تكاد أن تسيطر على الموقف دون رقيب أو حسيب والمتضرر أولا وأخيرا الرياضة السعودية، فلا وقت للاحتقان أو التعبئة والمنتخب والتصفيات على الأبواب!
[email protected]
TT
الهلال و(الانضباط).. حساسية و(عين واحدة)!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة