جوسلين إيليا
إعلامية وصحافية لبنانية عملت مقدمة تلفزيونية لعدة سنوات في لندن وبيروت، متخصصة في مجال السياحة.
TT

إلى مدونتي

كتابتي اليوم موجهة إلى مدونتي الـ«Blog»، لأشكرها على تحمل أفكاري وأخباري، فأنا أشكرها وأشكر كل أنواع التكنولوجيا التي أتاحت لنا الاتصال والتعبير عن حرية الرأي والتفكير، والتثقيف والتشويق والتواصل.
في كل مرة ألتقي بها شخصا جديدا يسألني عما إذا كانت لدي مدونة خاصة أنشر من خلالها تفاصيل رحلاتي التي أقوم بها بحكم عملي، وفي الوقت نفسه أتابع الكثير من الكتاب المتخصصين في مجال الأكل والسياحة وغيرها من المجالات عبر مدوناتهم، لأن المدونة غالبا ما تكون أقرب إلى شخصية كاتبها، فما يكتب في المدونة ليس خبرا تنشره الصحف والمجلات إنما هو فكرة تشويقية، ومشاركة وتفاعل.
كم أنا ممتنة لكوني أعايش هذا العصر، فحياتنا المهنية اليوم أسهل، كلمتنا تصل إلى القارئ أسرع من البرق، فإذا كانت الصورة تعبر عن ألف كلمة، فإن كلمة واحدة على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي هي بمليون متابع.
في بريطانيا يقول البعض: «لا تصدق الكاتب المتخصص بالسياحة»، والسبب هو أنه في الكثير من الأحيان تقدم معاملة خاصة جدا للكاتب من قبل المطاعم والفنادق عندما يعرف عن نفسه، وهنا تكون النتيجة كتابة إيجابية لأن الكاتب اختبر أفضل ما يقدمه المكان أو الوجهة السياحية، ولكن عند متابعة مدونة إلكترونية خاصة بكاتب معروف أو حتى هاو، تصل الفكرة بطريقة مبسطة ومن دون حبكة وفبركة، فالكاتب يعبر بحرية، يصف المكان بشفافية، وقد تكون المدونات الشخصية من أكثر الطرق وأقصرها إلى مفكرة المسافر الباحث عن وجهة جديدة أو مطعم جديد، بالأخص إذا كان الكاتب ذكيا يعرف كيف يجذب القارئ من أول سطر من نصه، والقارئ لا يغفل المبالغة بالوصف، فهو يعرف أين ومتى تكون الكلمات ملؤها الحقيقة.
المدونة بجميع أشكالها، مفيدة وتقرب المسافات، وتعرف القراء على شخصية الكاتب العفوية التي تختار الموضوع من دون أن تكون هناك خلفه أجندة معينة.
اليوم يعتمد السياح في الكثير من الأحيان على مواقع إلكترونية ومدونات وانستاغرام للتعرف على أماكن جديدة عليهم. التواصل هو المفتاح هنا، واللافت هو ازدياد عدد المدونات الشخصية لأشخاص من منطقتنا العربية، يقومون بدور المراسل الذي ينقل الصورة كما هي في الواقع، وفي أغلب الأحيان يلتقطون الصور من خلال هواتفهم الذكية وبالتالي تكون النتيجة صورة حقيقية لم تخضع لتعديلات ولم يلتقطها واحد من أهم المصورين في العالم.
التواصل مهم، ومشاركة الآراء أهم، وإشراك الغير بمغامرة ناجحة قد يكون مفتاح نجاح الرحلة، فتواصلوا وقوموا بدور المراسل على ساحة المعركة، وهنا نتكلم عن معركة تنافسية في مجال السياحة العالمية، تصب في نهاية المطاف في مصلحة المسافر المغامر.