محمد رُضا
صحافي متخصص في السينما
TT

ثلاث وجهات نظر

استمع إلى المقالة

> الفيلم الفائز في ذهبية مهرجان مرسيليا السينمائي الدولي الذي انتهت دورته في اليوم الأخير من الشهر الماضي عنوانه Bluish.

> شاهدته وحاولت جهدي أن أقدّره. لكن تقدير الجهد شيء والإعجاب به شيء آخر، والحائل أنني لم أفهم سبباً وجيهاً له (النقد في هذه الصفحة). لكن ما أكّده هذا الفيلم لي هو ما سبق وذكرته سابقاً من أن للجان التحكيم آراء تختلف عن تلك التي يتبناها النقاد عادة. علماً بأن ما يتبنّاه النقاد عادة ما يكون مناوئاً لرأي الجمهور السائد.

> بذلك صار لدينا ثلاث وجهات نظر: واحدة للجنة تحكيم باتت تتكون (بعد رحيل العمالقة) من أسماء نصفها مجهول، وجمهور لا يرضى بديلاً عما اعتاد عليه من أفلام تشبع حواسه وليس عقله، ثم نقاد قد يلتقون حيناً مع اختيارات لجان التحكيم وحيناً مع ما يقبل عليه الجمهور لكن غالباً ما يختلفون مع كليهما.

> الناقد الجيد لا يهدف للتميّز باسم التميّز وطلباً للشهرة، بل يتميّز ويختلف تلقائياً بسبب سعة علمه وفهمه وحسن وتواضع لغة تواصله مع الجميع.

> من هو على حق؟ لجان تحكيم (أو مقترعون كما الحال في المناسبات السنوية كالأوسكار) تترك أفلاماً أفضل وتمنح الجوائز الأولى لما تراه هي، أو جمهور يهدف للترفيه غالباً أو نقاد يرون (أو يدعون للتخفيف) بأنهم يرون ما لا يراه سواهم؟

> يذكرني هذا كله بمخرج عربي فاز ذات مرّة بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان عربي. فوجئ ونظر إليّ وقال: «لكني صوّرت هذا الفيلم من دون سيناريو مكتوب».