TT

هداف.. خارج الحدود!

في مباريات كرة القدم في ملاعبنا، وفي أعقاب كل خسارة، تلقي جماهيرنا باللائمة، إما على الحكم أو المدرب أو الحظ. يهدر النجم فرصا سهلة، ثم تردد الجماهير بعدها: «يا له من حظ سيئ»!
والحقيقة أنني أتمنى أن أشاهد هدافا من ملاعبنا يعبر حدود البلد، وينجح خارج الحدود، كما أتمنى في الوقت ذاته أن ندرك أن للحظ دخلا في ضياع الفرص، بيد أن النسبة ضئيلة وليست كما نتصور.
عاملان يؤثران كثيرا على أداء اللاعب أمام المرمى:
* المهارة.
* القوة الذهنية.
ضعف مهارة اللاعب تؤثر في قدرته على التسجيل في بعض الأحيان، لكن المتابع قد يسأل: لماذا يبدع اللاعب في مباراة ويسجل ببراعة، بينما يخفق في مباراة أخرى، ويظهر وكأنه لاعب مبتدئ لا يستطيع مواجهة حارس المرمى، ويبدو مرعوبا أمام المرمى؟!
الإجابة نجدها عند خبراء كرة القدم الذين يرون أن السبب يكمن في ضعف الجانب الذهني، لذلك يظهر اللاعب شارد الذهن غير قادر على التركيز. إن ضعف القوة الذهنية يؤثر في التركيز، وبالتالي يفقد اللاعب القدرة على التصويب، بل لا يستطيع التحرك كما تتطلبه مجريات وظروف المباراة. يركز اللاعب على خارج حدود الملعب أثناء المباراة، ويظل شارد الذهن بعيدا عن التركيز، فيضيع ويضيع الفرص ويضيع معها فرص تفوق فريقه.
صحيح قد يتدخل الحظ لكن نسبة تدخل الحظ بسيطة في مقابل العاملين الأهم: ضعف الإعداد وضعف المهارة. ولو كان النجم العربي مهتما بحضوره ومستقبله لكان له شأن آخر، ولأدرك أهمية الإنصات لخبير الإعداد الذهني، علاوة على تطوير الجانب المهاري في التحرك والتموضع والاستقبال والتمرير والتصويب.
وقد يلاحظ القارئ أنني تفاديت الحديث عن مسألة الوراثة التي طرحتها من قبل، وهي مسألة مهمة - بلا أدنى شك - على اعتبار أن اللاعب لا ناقة له ولا جمل في التحكم في هذا الجانب، وكنت قد أشرت إلى أن الدقة ترتبط بالوراثة والتدريب، لكنني أحمل اللاعب مسؤولية تطوير مهارته في اللعب، مع الحرص على التجاوب مع المدربين والإخصائيين في كل جوانب الإعداد، وفي مقدمتها القوة الذهنية التي وجدت الكثير من الاهتمام من قبل الباحثين أخيرا.
وأختم بالقول إنني أطالب نجومنا بالاهتمام بالذهاب خارج حدود الدولة للإفادة والاستفادة، ولكن ليس الخروج من حدود الملعب أثناء المباراة.