جوسلين إيليا
إعلامية وصحافية لبنانية عملت مقدمة تلفزيونية لعدة سنوات في لندن وبيروت، متخصصة في مجال السياحة.
TT

بعد الـ«لايك» جاء الـ«ديسلايك»

{ديسلايك} أو بالعربية {لا يعجبني} زر جديد يدخل التاريخ وتسمية عربية سنستخدمها يوميا، وأتوقع بأن استعمالها من قبل مستخدمي {فيسبوك} في المنطقة العربية سيكون أكبر بكثير من استعمال الغرب لها، وهذا لسبب مهم جدا وهو ان الغاية الاساسية من وراء استنباط هذه التسمية كانت بسبب منطقتنا العربية وويلاتها وبشاعة ما ينشره البعض على موقع {فيسبوك} مما دعا مارك زوكربورغ مؤسس {فيسبوك} لاضافة زر جديد يعبر من خلاله مستخدمو الموقع عن استيائهم وعدم إعجابهم، وهذا بعد أن كتب كثيرون بمن فيهم أنا يطالبون فيسبوك بخلق زر جديد يعبر عن عدم الاعجاب لانه لا يجوز أن أضغط على زر {لايك} في حال نشر أحدهم خبر وفاة قريبه.
ولم يخف زوكربورغ سرا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده خصيصا من أجل {الديسلايك} في كاليفورنيا عندما قال إنه تلقى الكثير من المناشدات التي طالبته بتوفير زر يعبر من خلاله مستخدم فيسبوك عن استيائه وعدم رضاه أو اعجابه بالصورة أو الخبر، وصرح زوكربورغ {استمعنا اليكم أخيرا، وسوف نقدم لكم ما يلبي احتياجات المجتمع الاكبر}.
والذي حث زوكربورغ على التسريع في توفير الزر الجديد كان الوقع الكبير للاحداث الاخبارية الحالية مثل أزمة اللاجئين وحاجة الناس للتعبير عن مشاعرهم، ففيسبوك هذه الايام أصبح متنسفا للناس، يعبرون من خلاله عن همومهم وعواطفهم وفرحهم وحزنهم.
والقصة هنا، وقد أكون على حق، أو قد أكون مخطئة، ولكني أشعر بأن زر عدم الاعجاب سيكون له استعمالات تتعدى التعبير عن الاستئياء من صور ما أو حدث مؤسف، ليكون بمثابة تصفية حسابات ما بين الاصدقاء الفيسبوكيين، ورد الكيل كيلين، فكما هو حال {اللايك} سيأتي دور {الديسلايك} ، بمعنى أننا الان نحصي عدد {اللايكات} (وكم يعجبني إعراب كلمة لايك وجمعها لتصبح في الجمع المؤنث السالم) وهذا الشيء الوحيد السالم هنا، لانك لن تسلم من عد اللايكات ورد الجميل، وعندما تضغط {ديسلايك} حضّر نفسك لسيل من {الديسلايكات} وهذه الكلمة أعتقد بأنها ستكون متوفرة في الاسواق الالكترونية قريبا جدا.
المهم هنا هو أن زوكربورغ رجل يحترم طلبات مستخدمي موقعه الذي غير حياة الملايين، واستمع لما يريده الشعب {الفيسبوكي} ولكن هل يعرف بأن الديسلايكات قد تؤدي الى مشاكل انسانية وعائلية في عالمنا العربي؟ الجواب : {لا أعتقد} ، لانه هو نفسه عندما اخترع فيسبوك بمساعدة زميله ادواردو سافيرن حين كانا يدرسان في جامعة هارفرد، لم يكن يعرف بأن فيسبوك سيصبح منبرا لتصفية الحسابات الشخصية والطعن بشعور الاخرين والتشهير بالبعض لدرجة أنه بدأ العمل في بعض البلدان الاوروبية على قانون يحاسب القضاء بموجبه الذين يشهرون بسمعة الاخرين أو ينشرون صورا مسيئة لهم أو ينتهكون خصوصياتهم من خلال نشر معلومات حساسة خاصة بهم.
أخيرا آمل أن يتم استخدام {الديسلايك} في إطار المعقول وضمن أدبيات الفكرة القابعة وراءها، بدلا من استخدامها للتعبير عن عدم إعجابنا بفستان صديقتنا فلانة أو قصة شعر صديقنا علان.
رجاءً بدون ديسلايكات لهذه المقالة!
وللديسلايك تممة.