محمد الروحلي
TT

تفوق أطلسي بكل مواصفات الإبهار

لم يتعب مدرب المغرب وليد الركراكي نفسه طويلاً في طريقة إعداد لائحة الرسميين، في مواجهة هذا المنتخب البلجيكي، المسلح بخبرة السنين، وقيمة لاعبيه، والاستقرار على مستوى التشكيلة الأساسية. 
فضل الاعتماد على العناصر نفسها، بمن فيهم لاعبون ظهروا بمستوى جد متوسط، إن لم نقل ضعيفاً، خلال المباراة الأولى، في مقدمتهم عز الدين أوناحي، اللاعب الذي خيب حتى الآن، ظن المتتبعين، عن طريق مستواه الحالي المتذبذب.
وإذا كان «الشياطين الحمر» مسلحين بتجربة غنية، وتماسك ملحوظ بمختلف الخطوط، فإن «أسود الأطلس» كانوا يمتلكون طموحاً جارفاً، مدعمين بجمهور من حق كل مغربي الافتخار به، نظراً للدور الذي يقوم به، من حيث الدعم والتشجيع، والمساندة المطلقة، وبكثير من السخاء، لا يشاهد إلا عند جماهير أميركا اللاتينية، بكل المراحل التي يصلها من الجنون ودرجات الانفعال.
اعتمد الركراكي على شاكلة (4-1-4-1)، في مواجهة شاكلة روبرتو مارتينيز (3-5-2)، تحولت مع مرور الوقت إلى 5 في الدفاع، بعد دخول المدافع جواد الياميق.
أما التغييرات التي أقدم عليها المدرب، فكانت اضطرارية، شملت أساساً كوكبة المصابين، بخروج أشرف حكيمي وسليم أملاح، وعوضا بكل من يحيى عطية الله وعبد الحميد الصابيري، هذا الأخير أثبت حقاً أنه الأجدر بالرسمية من غيره.
وبسيناريو الهدف الملغى من توقيع حكيم زياش، قبل نهاية الجولة الأولى، والذي رفضه الحكم بداعي شرود، جاء الهدف الأول بالطريقة نفسها تماماً، الصابيري ينفذ ضربة خطأ مباشرة، استقرت بمرمى الحارس تيبو كورتوا، معلناً عن هدف السبق. 
زاد الهدف من حماس لاعبي المنتخب المغربي، ومنحهم الدعم الجماهيري ثقة أكبر، فربحوا مختلف النزالات وسط الميدان، لتبطل بذلك قوة خط الوسط البلجيكي بقيادة النجم دي بروين، كما تفوقوا في افتكاك الكرة، وربح الكرات الثانية.
حاول البلجيكيون تدارك ما فاتهم، إلا أن الهجمة التي قادها حكيم زياش، أنهاها الاحتياطي الثاني، زكرياء أبو خلال بالهدف الثاني، الذي قضى على كل طموح للرجوع في النتيجة. 
فوز جدد معه «أسود الأطلس» نشوة الانتصار بالمونديال، الغائب عنهم منذ نسخة فرنسا 1998، وكان يومها على حساب اسكتلندا، وهو الثالث في تاريخ المشاركات المغربية، علماً بأن الأول كان على حساب البرتغال بمونديال مكسيكو 1986. 
بأربع نقاط تبدو حظوظ المنتخب المغربي وافرة، للوصول إلى الدور الثاني، الإنجاز الذي سبق أن تحقق بالمكسيك بفضل جيل محمد التيمومي وعزيز بودربالة ومصطفى الحداوي، والراحل المبدع عبد المجيد الظلمي.
برافو الأسود، ونأمل أن تتواصل المغامرة الجميلة، والهدف الوصول إلى محطات غير مسبوقة.