مصطفى الآغا
TT

ما بين الواقعية والطموح

قبل أربعة أيام من افتتاح مونديال قطر 2022 لعب الأخضر السعودي آخر وأقوى مبارياته الودية الاستعدادية لمشاركته السادسة في كؤوس العالم وكانت مع وصيف حامل اللقب المنتخب الكراوتي...
واللافت، أن 99 في المائة من التعليقات كانت إيجابية رغم خسارة المنتخب بهدف يتيم جاء قبل النهاية بثماني دقائق بتوقيت آندري كراماريتش لاعب هوفنهايم الألماني.
المنتخب السعودي وبعد تأهله لكأس العالم كمتصدر لمجموعته القوية لعب 10 مباريات ودية بين منتخبات متفاوتة القوة والمدارس، ولكنها كلها كانت قريبة من المنتخبات التي سيواجهها في كأس العالم، وهي الأرجنتين، وبولندا، والمكسيك.
فقد لعب المنتخب مع كولومبيا وفنزويلا وخسر المباراتين بهدف وتعادل مع الولايات المتحدة والإكوادور وحقق أول فوز وأول هدف على مقدونيا الشمالية، ثم تعادل مع ألبانيا والهندوراس وفاز على آيسلندا وخسر من كرواتيا...
في البدء كانت هناك انتقادات لغياب الهداف والتهديف، ولكن في ختام المعسكر قرأت التعليق التالي لأحد الزملاء يقول فيه «هي أفضل مباراة للأخضر في الوديات... أداء مطمئن واللمسة الأخيرة لا تنقص المنتخب ورغم الخسارة فالرضا موجود».
هذا هو بالضبط ما نحتاج إليه الآن (وكل وقت)، وهو تقييم المنتخب أو حتى النادي ليس بناءً على نتيجة، بل بناءً على أداء وعناصر ومعسكرات ومواهب وإمكانات وقدرات، ففي النهاية هي ثماني دول من أصل أكثر من 204 توجوا بكؤوس العالم منذ 1930 وحتى الآن، وهناك حدود لأي منتخب في مواجهة منافسين يلعبون في أقوى وأهم الدوريات في العالم وبالتالي الواقعية مطلوبة «والطموح مشروع»، ولكن ضمن حدود الواقعية وهي كما شاهدنا أمام كرواتيا تقديم أداء لافت وممتع بغض النظر عن التأهل لدور الـ16 أو ما بعده «وهو ما فشلت به كل المنتخبات العربية منذ بدء مشاركتها في كؤوس العالم وحتى الآن».
بالتوفيق لمنتخباتنا العربية الأربعة المشاركة في المونديال العربي الأول في التاريخ.