د. محمد النغيمش
كاتب كويتي
TT

«أوسكار» الإعلام العربي

أسدلنا الستار أول من أمس كأعضاء مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية على حقبة مهمة في تاريخ الإعلام العربي وبدأت مرحلة أهم وأكثر شمولية وتحديداً عندما أعلنت الأمينة العامة للجائزة منى المري عن رغبة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تطوير الجائزة بضم فئات جديدة للصحافة كالإعلام المرئي والرقمي، لتصبح «جائزة الإعلام العربي» ككل بدلاً من «الصحافة» بمفردها.
لطالما انتظرنا هذه اللحظة التي نرجو أن يجد كل موهوب ومهني في الإعلام ضالته في حفل «أوسكار» الإعلاميين، كما أطلق عليه دوماً. وأرجو أن تتاح الفرصة للمدارس والجامعات لتخريج وتأهيل الكوادر التي تتطلع إلى الفوز بتلك الجوائز المتنوعة.
كما آن الأوان لإعادة النظر في الإذاعة المدرسية التي تحتاج إلى أن تتطور إلى «الاستوديو المدرسي» لتصبح إذاعة داخلية يسمعها الطلبة بالفسحة (الاستراحة اليومية) ويتابعونها عبر هواتفهم ومن خلال برامج بوداست علمية وترفيهية ورياضية واجتماعية تنقل للطلبة كل ممتع ومفيد، فضلاً عن تهيئته ليصبح «استوديو مرئي» يصقل فيه مواهب جيل المستقبل.
صحيح أن هذا الجيل «كسر رهبة» الكاميرا التي لازمت الأجيال الماضية لكنهم ما زالوا يفتقرون إلى المحتوى الرصين المعد بشكل جيد واحترافي يجذب انتباه «المتلقي».
وربما صار الوقت مواتياً لتسميته «بالمتلقي» لأن ما يصور صار يُسمَع عبر تقنيات مثل «ساوند كلاود» وغيرها. وهذا يتطلب مراعاة حاجة التغير التقني والكتابة للأذن أيضاً التي تختلف عن الصورة لأننا لن نضمن أن يشاهد المتلقي ما نشير إليه في الشاشة من صور أو مشاهد. فالنص أصبح يحتاج إلى مفردات وصفية تستوعبها أذن وروح وقلب كل المتلقين بشتى اهتماماتهم، الذين لم نعد نحصيهم أو ندركهم لاختلاف مواقع وأزمنة المشاهدة.
وبقدوم الجائزة بحلتها الجديدة سيكون في مقدور الجيل الجديد معرفة جودة الأعمال من خلال المنتدى السنوي وأحاديث المختصين. وشخصياً قضيت نحو 25 عاماً لا أذكر أنني أصبحت أو أمسيت من دون متابعة جادة لوسائل الإعلام الغربي والعربي المرئي والمسموع والمقروء، فضلاً ممارسة الصحافة لعشرين عاماً، ولما يجمعني نقاشات مع شباب في الإعلام أجد أعداداً منهم لا يفرقون بدقة بين رأي والحقيقة، وبين الرأي والخبر، ولم يحضروا قط دورة متخصصة، ولا زامل بعضهم «مخضرماً» في مجاله أو مرشداً ملهماً mentor فكيف نتوقع أن يكون مستقبل الإعلام إن لم تكن له منصة عربية جامعة للموهوبين والمهنيين ليروا أفضل الأعمال، ويتناقشوا في أحسن الممارسات العالمية، وذلك ليرتقي إعلامنا بشتى منصاته.
خلاصة الأمر أنه بعد إعلان الشيخ محمد بن راشد لجائزة الإعلام العربي (الجديدة) فإننا نحتاج أن نستعد بحق عبر المدارس والجامعات ومراكز التدريب لنحقق حلم كل إعلامي بالحصول على «أوسكار» الإعلام العربي الذي يعد حتى الآن أكبر احتفالية عربية منذ تأسيس الإعلام في منطقتنا.