مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

«حزب الله» في لبنان... أنا وسلاحي أو الحرب الأهلية!

وعادت حليمة لعادتها القديمة، «حزب الله» اللبناني وحليفته «أمل»، يضربون الأمن السلمي الأهلي اللبناني في الصميم، ويشهرون السلاح، حتى الثقيل منه، في شوارع بيروت لتهديد الآخرين.
تحت حجة التظاهر«السلمي» اندلعت اشتباكات خطيرة قرب قصر العدل في بيروت في مستديرة الطيونة، نتج عنها - حتى الآن - مقتل 6 أشخاص وجرح 30 شخصاً، مقصد الترهيب الأصلي كان طارق بيطار، قاضي التحقيق في كارثة تفجير ميناء بيروت، وسبب ذلك غضب الحزب و«أمل» من استدعاء الشخصيات التابعة لهما للتحقيق!
«حزب الله» على لسان حسن نصر الله، انتهج خطاب التصعيد ضد القاضي بيطار، متهماً إياه، تقريباً، بالخيانة والعمالة لأميركا، وكانت النتيجة الطبيعية لذلك هو ما جرى أمس أمام قصر العدل.
كما اندلعت اشتباكات بين منطقتي الشياح وعين الرمانة اللتين شكلتا سابقاً خط تماس في الحرب الأهلية اللبنانية. وصعق الناس من منظر المسلحين التابعين لـ«حزب الله» و«أمل» يهتفون بالشعارات الطائفية ويستعرضون الأسلحة الثقيل منها والخفيف.. في بروفة مصغرة لتفجير الحرب الأهلية مجدداً في لبنان. الدعوات الدولية من أجل ضبط النفس، والحفاظ على استقلال القضاء، انطلقت من الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والولايات المتحدة وفرنسا ومصر وغيرها.
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، علّق على اتهامات «حزب الله» لعناصره بإطلاق النار على مناصريه، نفى الأمر بشدة وطالب بالتحقيق في القضية (تحقيق جديد على ظهر تحقيق قديم!) وقال إن «ما حصل هو نتيجة عملية للشحن الذي بدأه السيد حسن نصر الله منذ أربعة أشهر بالتحريض في خطاباته كلّها على المحقّق العدلي». وأضاف خصم الحزب الصلب الأول في لبنان: «إن السلم الأهلي هو الثروة الوحيدة المتبقية لنا في لبنان، ما يحتِّم علينا المحافظة عليه برمش العيون، ولكن ذلك يتطلب منا جميعاً التعاون للوصول إليه».
ما جرى بالأمس في بيروت يتجاوز شكله الظاهري المتمثل باحتجاج من الحزب الإيراني وتابعه «أمل» ضد إصرار القضاء اللبناني ممثلاً بالقاضي «الشجاع» طارق بيطار في التحقيق الكامل بكارثة انفجار ميناء بيروت.
يتجاوزه إلى رسالة واضحة تريد ميليشيات «حزب الله» بعثها للجميع: نحن نحكم لبنان وحدنا، من يتوهم غير ذلك أو ينخدع ببعض اللطف السياسي، فعلينا تذكيره جيداً وبطريقة فجّة بمن نحن وماذا نقدر عليه.
إعلان صريح، بعد غزوات الحزب السابقة، لغرب بيروت وجبل لبنان، عن أن أصل الداء في لبنان هو بقاء هذا الحزب الخطير الذائب في فنجان الخمينية، «يبلطج» في لبنان، ويتحدى الجميع.
إن سلوك «حزب الله» الوقح هذا، هو من يستدعي الحرب الأهلية، وليس من يحمي الناس منها.. للأسف هذه هي الحقيقة.