عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

مورينهو وفينغر.. بعد الخمسة!

من بين مئات التصريحات التي قرأتها منذ انطلاقة منافسات كأس العالم لكرة القدم لفت نظري ما قاله المدربان الكبيران مورينهو وآرسن فينغر بعد الخسارة التاريخية للفريق الإسباني أمام نظيره الهولندي.
الأول برتغالي يدرب تشيلسي الإنجليزي والثاني فرنسي يدرب آرسنال الإنجليزي ما يعني أن الخبيرين الشهيرين يتمتعان بالحياد في هذه المسألة تحديدا، ومن ركزت على حكمهما رغم تصريحات كثيرة أطلقت بعد النكسة الكروية لبطل كأس العالم من بينها تصريح لمدرب الفريق نفسه الإسباني دل بوسكي.
أكد فينغر أن إسبانيا ستفوز على هولندا لو أعيدت المباراة. أما فينغر من جهته فقد أكد أنه يثق في إسبانيا في المباريات القادمة لأن لديها ما يكفي من الجودة. وهنا بيت القصيد وكنت كتبت كلمة في هذا الموقع قبل بدء مباريات كأس العالم تحت عنوان: «حديث العالم كلمة» مضمونها أن كل خبراء ومتابعي المباريات يحكمون على الفرق ويتوقعون النتائج عطفا على المقدرة وهي نصف المعادلة. ولا يستطيع أي مدرب أو خبير أو ناقد أن يخرج خارج إطار نسبة الـ50 في المائة وهي معطيات ما قبل المباراة. ويترك النصف الآخر للجهد المبذول والحظ والظروف لما بعد المباراة.
يحصر المتابع أو المحلل كلامه على الاستراتيجية التكتيكية وتقنية الفريق بيد أنه يجد صعوبة بالغة في الحديث عن الجوانب الأخرى من الطاقة لأنها لا تعرف إلا أثناء المباراة. يوم هولندا وإسبانيا عرف فان غال من أين تؤكل الكتف وفوجئ الجميع بمستوى تاريخي من فان بيرسي وروبن. كانا في قمة طاقتهما نفسيا وبدنيا ومهاريا بينما كانت حالة أنييستا وراموس وبقية الإسبان في أسوأ درجة.
الخسارة الكبيرة لمن يملك مقدرة كبيرة لا تعني إلا خسارة معركة واحدة وهي تحسب ضمن مفاجآت اللعبة أما من لا يملك مقدرة جيدة لا شك أنه معرض لخسائر متتالية. ومن المهم التذكير أن حكم مورينهو وفينغر لا يعني التأكيد على أن إسبانيا ستتأهل وتفوز بكأس العالم بقدر ما يعني أن هذا الفريق يملك المقدرة ولا ينقصه إلا المثابرة في النصف الآخر.. أي في المباراة ذاتها لأن الفريق أي فريق في العالم إن اعتمد على الإمكانات وحدها لن يحقق هدفه.
هل كان هناك من يتوقع أن تسقط البرتغال بأربعة أهداف أمام ألمانيا؟!
الواقع أن المقدرة كانت ترجح ألمانيا وكثيرون كانوا يرون أن الفريق الألماني أقرب للفوز لكن النتيجة النهائية كانت مفاجأة لأن فارق الأهداف كبير لا يعكس ولا يعبر عن حقيقة الفارق الفني بينهما. لكنه النصف الثاني من المعادلة حيث الطاقة والتوفيق والظروف. طرد بيبي مثلا كان من ظروف المباراة ولذلك كان فارق الأهداف كبيرا.
تصريحان لفتا انتباهي، أما المشهد الذي نال إعجابي فكان جمهور اليابان وهو ينظف المدرجات بعد مباراة اليابان أمام ساحل العاج. ليست بلدهم ولا ملعبهم، ومع ذلك حرصوا على تنظيف المدرجات ومن ثم قدموا أجمل صورة وأقوى درس. هذا أصل اللعب النظيف وحب الأوطان.
[email protected]