طلال الحمود
إعلامي وكاتب سعودي، رئيس تحرير الأخبار الرياضية في قناة العربية.
TT

أزمة مدرب المونديال

استمع إلى المقالة

يواجه اتحاد كرة القدم السعودي أزمة حقيقية بشأن اختيار مدرب للمنتخب المشارك في نهائيات كأس العالم المقبلة، وسط رفض في الشارع الرياضي لاستمرار الفرنسي هيرفي رينارد في منصبه بعد الظهور الباهت في بطولة المنتخبات العربية وخسارة الفريق الأخضر أمام نظيره الأردني في الدور نصف النهائي.

ويبدو أن اتحاد الكرة على موعد جديد مع أزمة العثور على مدرب لقيادة المنتخب في كأس العالم، وهي الأزمة التي رافقت الفريق السعودي في أغلب مشاركاته المونديالية، منذ 1994 حين تدخل الملك فهد شخصياً في تعيين مدير فني يمكنه تولي المسؤولية بدلاً من الهولندي ليو بنهاكر صاحب التجربة القصيرة، ما أثمر عن التعاقد مع الأرجنتيني خورخي سولاري الذي قاد السعودية للتأهل إلى الدور الثاني، ثم تكررت الأزمة في 1998 عندما اختار اتحاد الكرة التعاقد مع البرازيلي كارلوس ألبرتو قبل مونديال فرنسا، وفي 2006 حدث الشيء نفسه حيث تم إسناد المهمة إلى البرازيلي ماركوس باكيتا بدلاً من الأرجنتيني غابرييل كالديرون، واستمرت هذه الأزمة في 2018 حين أقيل الهولندي بيرت فان مارفيك، وتم التعاقد مع أكثر من مدرب قبل أن ينتهي الأمر بإسناد المهمة للأرجنتيني خوان بيتزي.

ولم يتمكن مدرب من قيادة المنتخب السعودي إلى كأس العالم والاستمرار معه في النهائيات، باستثناء المحلي ناصر الجوهر في عام 2002 والفرنسي هيرفي رينارد في 2022، ولن يتمكن الأخير من تحقيق إنجاز مهم بقيادة فريق عربي في المونديال للمرة الثانية على التوالي، في حال ترك منصبه ورحل قبل ملاقاة أوروغواي في يونيو (حزيران) المقبل، ويبدو أن هناك رغبة متبادلة بين رينارد واتحاد الكرة على إنهاء العلاقة التي باتت لا تروق للأول، وتسبب صداعاً لا ينتهي للثاني، خاصة مع تعالي الأصوات المطالبة بالبحث عن مدير فني يمكن الرهان عليه في النهائيات العالمية.

ويبقى تعيين المدرب الجديد للمنتخب السعودي في انتظار أن يتخذ اتحاد كرة القدم قراراً يثبت من خلاله القدرة على التعامل مع الجانب الفني، باختيار مدرب يمكنه تخطي مصاعب الإعداد للمونديال وتأهيل اللاعبين بدنياً وذهنياً بدرجة توازي الظهور في أهم بطولة عالمية، وعدم تكرار تجربة التعاقد مع مدربين مخضرمين من أجل الكسب الإعلامي واستقطاب الأضواء، وتكفي نكسة تعيين الإيطالي روبرتو مانشيني مبرراً لإغلاق ملف نجوم الشباك من أصحاب القبعات إلى الأبد.

ومع أن استمرار الفرنسي رينارد يبدو الخيار الأقل خطورة، غير أن تصريحات المدرب الفرنسي ورحلاته المكوكية لا توحي باستعداده لقيادة المنتخب السعودي في كأس العالم، مما يجعل اتحاد الكرة أمام استحقاق مهم يتطلب العمل من خلال فريق فني مؤهل للبحث عن مدرب يمكنه ترتيب أوراق «الأخضر» بالسرعة المطلوبة.