تسبب فوز ليفربول على إنتر ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا في تعقيد أزمة المصري محمد صلاح مع النادي الإنجليزي، بعدما نال المدرب الهولندي آرني سلوت دعم الجماهير الحمراء في ملعب سان سيرو، على خلفية قيام المهاجم المصري بـ«نشر غسيل» أنفيلد رود أمام وسائل الإعلام، في خطوة اعتبرتها الصحافة البريطانية «النهاية» لسنوات المجد التي قاد فيها الفرعون فريقه إلى منصات التتويج محلياً وقارياً.
وبعيداً عن اتفاق التهدئة الذي سبق مباراة ليفربول ضد برايتون، تبقى العلاقة بين صلاح ومدربه الهولندي مرشحة لأزمات جديدة، حتى وإن أظهر سلوت تسامحاً كبيراً مع اللاعب المصري خلال المؤتمر الصحافي الأخير، بتأكيده على عدم وجود مشكلة بين الطرفين، إذ إن تصريحات صلاح كانت تحمل رسائل هدفها تسليط الضوء على فشل مدربه الذريع في إدارة صفقات النادي الصيفية.
ويبدو أن أسطورة ليفربول اختار المغادرة على طريقة «وما العيش لا عشت إن لم أكن... مخوف الجناب حرام الحمى»، خاصة أن تصريحاته تشير إلى خلاف عميق مع المدرب الهولندي بشأن أسباب تراجع نتائج الفريق في الموسم الحالي، ومدى الاستفادة من سلسلة التعاقدات الصيفية التي كلفت خزينة النادي نحو نصف مليار دولار في رقم قياسي يعتبر الأعلى في تاريخ الدوري الإنجليزي، ومن المؤكد أن آرني سلوت يتعرض منذ بداية الموسم إلى ضغوط سببها التعثر المستمر من جهة، وعدم قدرة اللاعبين الذين استقطبهم على إقناع الجماهير من جهة ثانية، مما جعل المدرب يواجه انتقادات متواصلة من شأنها تهديد مستقبله في ليفربول، قادته إلى التفكير بتجربة كل الحلول المتاحة لتغيير الحال وإيقاف الانهيار، حتى لو كان الحل في تهميش صلاح ومنح الفرصة كاملة لـ«كتيبة النصف مليار دولار» من أجل أن تفعل شيئاً مختلفاً.
ومع أن صلاح كان حذراً في تصريحاته الإعلامية ومنشوراته على منصات التواصل الاجتماعي طوال فترة نشاطه في ليفربول، غير أن اطلاعه على حقيقة ما يجري داخل النادي من تفاصيل غير معلنة، ربما جعله يفكر باستخدام نجوميته ومكانته لتبرئة نفسه أمام أنصار الفريق وإلقاء اللائمة على المدرب ومسؤولي النادي، تمهيداً للرحيل الذي اقترب موعده أكثر حين قام النجم المصري بوداع الجماهير، في لقطة أغضبت صناع القرار في أنفيلد لاعتبار أن هذا التصرف من شأنه إضعاف موقف ليفربول التفاوضي في حال الاتفاق على رحيل اللاعب إلى أي نادٍ يرغب في الحصول على خدماته.
وخلال الأسبوع الماضي واجه صلاح انتقادات واسعة من رموز نادي ليفربول وفي مقدمتهم مايكل أوين وستيفن جيرارد، في مشهد مكرر لحادثة انتقام كريستيانو رونالدو من مدربه في مانشستر يونايتد إريك تن هاغ، والحملة التي شنتها الصحافة مع مشاهير اللعبة في إنجلترا ضد النجم البرتغالي، مما تسبب حينها بانتهاء العلاقة بين الطرفين ورحيل رونالدو إلى الدوري السعودي، ويبدو أن صلاح سيلحق به قريباً بحثاً عن عقد يوازي تطلعاته، خاصة أن خروجه من ليفربول بهذه الطريقة لن يساعده في الحصول على صفقة انتقال جيدة تسمح له بالبقاء في أوروبا.
