زاهي حواس
عالم آثار مصري وخبير متخصص بها، له اكتشافات أثرية كثيرة. شغل منصب وزير دولة لشؤون الآثار. متحصل على دبلوم في علم المصريات من جامعة القاهرة. نال درجة الماجستير في علم المصريات والآثار السورية الفلسطينية عام 1983، والدكتوراه في علم المصريات عام 1987. يكتب عموداً أسبوعياً في «الشرق الأوسط» حول الآثار في المنطقة.
TT

الكشف عن أسرار الفراعنة

استمع إلى المقالة

أعتبر أن موسم العمل الأثري 2024-2025 هو الأهم في حياتي العملية! حيث إنه من المتوقع أن يتم الإعلان خلاله عن عدد من الاكتشافات الأثرية التي تكشف عن أسرار الفراعنة، وتميط اللثام عن كثير من المعضلات التي حيّرت علماء المصريات خلال العقود الماضية. ولعل أول تلك الاكتشافات المثيرة يأتي بعد قيامنا باستعمال أحدث الأجهزة العلمية للكشف عما وراء الأبواب والسدَّات الحجرية التي جرى كشفها داخل ما يُعرف اصطلاحاً بفتحات التهوية، الموجودة في الجدارين الشمالي والجنوبي بالحجرة الثانية لهرم الملك خوفو، تلك الحجرة المعروفة خطأ باسم حجرة الملكة. إننا على أعتاب أن نعرف ماذا يوجد خلف هذه الأبواب.

كذلك هناك مشروع استكشاف الأهرامات الذي يقوم به فريق مصري - ياباني - فرنسي، يرأسه الدكتور هاني هلال، وزير التعليم العالي الأسبق في مصر. وكان هذا المشروع قد كشف لنا منذ عامين عن حجرة أو ممر سرِّي يعلو المدخل الرئيسي لهرم الملك خوفو، وسيتم خلال موسم العمل الحالي استكمال أعمال الكشف عمَّا وراء هذا الممر السرِّي.

كما يقوم فريق بحثي مصري مُتخصص في الحمض النووي، برئاسة الدكتور يحيى جاد، بالأبحاث العلمية على المومياوات المجهولة، وذلك للكشف عن مومياء الملكة نفرتيتي؛ زوجة الملك أخناتون، ومومياء ابنتها عنخ إس إن آمون زوجة الملك توت عنخ آمون.

كذلك سيجري البحث العلمي لمعرفة كيف مات الملك توت عنخ آمون؟ لقد عرفنا من قبل عن طريق دراسة الأشعة المقطعية أن الملك توت تعرّض لحادثة قبيل وفاته بوقت قليل، سبَّبت له كسوراً في عظمتي الساق والركبة، ولم تلتئم تلك الكسور تماماً وقت وفاة الملك؛ لذا سيجري البحث والتحقيق في فرضية هل تعرض الملك لتسمم في الدم بعد الحادثة أم لا؟ وإذا تم الكشف عن وجود تسمم ناتج عن الحادث الذي وقع له، فسوف نعلن للعالم أن الملك توت عنخ آمون تعرَّض لحادث أدّى إلى وفاته نتيجة الكسور وتسمم الدم.

لقد بدأت منذ أيام أعمال الحفائر العلمية بوادي الملوك، وذلك للكشف عن مقابر الملوك التي لم يكشف عنها إلى الآن، خصوصاً أننا نعرف أن مقبرتي الملك أمنحتب الأول والملك تحتمس الثاني وغيرهما لم يتم كشفها إلى يومنا هذا. كما أننا نعرف أن ملكات الأسرة الثامنة عشرة والأمراء والأميرات لم يعثر عليها أيضاً حتى الآن، خصوصاً أن الدفن في وادي الملكات لم يبدأ إلا خلال عصر الأسرة التاسعة عشرة.

لهذا أقول إن موسم العمل الأثري 2024-2025 سوف يكون أهم عام بالنسبة للآثار الفرعونية، فالعالم على موعد مع تحقيق عدد كبير من الاكتشافات المثيرة عن الفراعنة وعالمهم الساحر.