> «وجدت أن الطريقة الأفضل لمعاملة المخرجين هي تعليق ميداليات عليهم جميعاً. لو منحتهم جوائز، سيقتلون أنفسهم لتقديم ما أريد. لهذا السبب ابتُدعت الأكاديمية».
> قائل هذه الكلمات غير النيّرة هو لويس ب. ماير، أحد مؤسسي شركة «MGM» (مترو - غولدوين - ماير)، وذلك في عام 1927، ومنحت جوائزها الأولى في عام 1929.
> ربما حصد ماير وباقي رؤساء الاستديوهات الهوليوودية المعروفة (وورنر، ويونيڤرسال، وكولومبيا، وديزني، وباراماونت وسواها) بعض النتائج التي توخّاها في تلك الحقبة، لكن الأمور أفلتت لاحقاً من وصايا هذا المبدأ ففازت أفلام غير شعبية أو تجارية بأوسكارات عديدة في مختلف المراحل، ويستطيع أيّ منا التحقق من هذا الأمر بمراجعة التاريخ.
> هو أمر صحيح من أن هناك مخرجين توّاقين للحصول على جوائز المؤسسات السينمائية الضخمة كالأكاديمية والمهرجانات الكبرى، لكن هناك كثيرين منهم لا يأبهون لها، ويفضلون العمل بقوانين السينما التجارية وحدها، مدركين أنهم لن يصلوا إلى عتبة الجوائز السنوية.
> إنه أمر طبيعي. كلّ منا يسعى لأن يكون ناجحاً في مجاله، والمخرجون الذين يؤمّون أعمالهم بمعايير العمل الفني هم في مقدّمة هذا التنافس على النجاح. إنما في عالم باتت المعايير الفنية فيه محط اختلاف وتشرذم، فإن بعض هؤلاء يفوز بها لا حسب تعاليم ماير ولا حسب رغبات النقاد الفعليين، بل تبعاً للجان تحكيم ومقترعين لديهم حساباتهم الخاصّة.
> دلالة ذلك ما حصل في مهرجان «كان» الأخير من استبعاد «ميغالوبوليس» من أي جائزة، ليس لأنه فيلم رديء، بل لأنه أكثر تميّزاً وفناً ممّا يعلمون.