جوسلين إيليا
إعلامية وصحافية لبنانية عملت مقدمة تلفزيونية لعدة سنوات في لندن وبيروت، متخصصة في مجال السياحة.
TT

السياحة «الكلونية» في لبنان

أولا، ألف مبروك، ولو أنها جاءت متأخرة، للعروسين النجم جورج كلوني واللبنانية أمل علم الدين على خطوبتهما.
ثانيا، أرجو أن يكون ما تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي غير حقيقي، ومفاد الخبر هو أن وزارة السياحة ستقوم بحملة إعلانية تروّج للبنان كوجهة سياحية رومانسية مناسبة لحفلات الزفاف، بعدما عرضت الوزارة على كلوني وعلم الدين فكرة عقد قرانهما في لبنان.
ولكن، وبحسب ما رشح عن مقربين من العروسين، وهذا ما نشرته الصحف البريطانية، أن الزفاف قد يتم في الفيلا التي يملكها كلوني الواقعة على ضفاف بحيرة كومو في إيطاليا.
والطريف هو أن اللبنانيين هللوا لخبر الخطوبة وكأن كلوني خطب كل اللبنانيات العازبات، وأنا لا ألومهم، فاللبناني يفخر بأبناء بلده المهاجرين لأن تركيبته على هذا الشكل ولا عيب في ذلك، وإذا سكن كل اللبنانيين خارج لبنان لعاشوا بثبات ونبات من دون أي حقد طائفي.
مفهوم الترويج للسياحة في بلداننا خاطئ، ففي حملة ترويجية أخيرة للبنان كانت النتيجة ليست مرضية وأكاد أجزم بأنها مسيئة لأنها ركزت على عناصر لا يبحث عنها المسافر الاجنبي، خاصة في ظروف صعبة لا تأبه خلالها أية وكالة سفر أجنبية لتسويق لبنان وغيره من البلدان العربية كوجهة سياحية.
ولكن ما يجب فعله الآن، خاصة بعد استطلاع الرأي الذي نشره موقع «ترافل زو» السياحي الأول في بريطانيا، الاستفادة من النتائج التي بينت أن 70 في المائة من البريطانيين الذين شملهم الاستطلاع ينوون تمضية عطلتهم في بلد عربي مثل الإمارات، أو في لبنان أو الأردن أو في مدينة شرم الشيخ بالرغم من الأحوال الامنية الشائكة هناك.
الفكرة هنا تكمن في وضع خطة لجذب السياح على أساس متين، وليس على التهليل على طريقة «من احتفل بنجاح ابن الجيران وليس ابنه».
يجب معاملة السائح في بلداننا العربية على أنه ضيف دائم وليس عابر سبيل، فيجب مراعاته بالأسعار بدلا من نهبه ظنا بأنه لن يأتي مرة أخرى، كما أن المنافسة الشريفة في مضمار السياحة جيدة وتصب في مصلحة السائح، وقد تكون مشكلة لبنان الحقيقية ليست الوضع الأمني غير المستقر، لأن هناك أجانب يبحثون عن المصاعب ويسافرون إلى مناطق غير آمنة، إنما الأسعار المرتفعة هي العائق الحقيقي، ولو أن شركة الطيران الوطنية «طيران الشرق الأوسط» خفضت من أسعار تذاكر السفر إلى لبنان وفتحت باب المنافسة مع «الخطوط الجوية البريطانية»، ولكن هذا لا يكفي، فالسائح الأجنبي يمكنه أن يمضي أسبوعا كاملا في أوروبا بكلفة سعر تذكر سفر في الدرجة الاقتصادية إلى لبنان.
حاليا، أفضل سفير للسياحة في كل بلد عربي هو ابن البلد المقيم في الخارج، لأنه هو من يشجع الأجانب على زيارة بلده، ولكن بالمقابل يجب على الجهات الرسمية تعزيز نتائج الاستطلاعات الجدية والإيجابية لجذب الأجانب.
صدقوني السياحة «الكلونية» لن تجدي نفعا، وقد تكون بريطانيا هي المستفيدة لأن «مدام كلوني المستقبلية» بريطانية، على الأقل هذا ما تعرفها به الصحافة الغربية.