هي شذى الجميلة كما كنت أحب أن أناديها، وهي أيضا الزميلة والصديقة العزيزة التي ودعت الدنيا وهي في ريعان شبابها. لا أذكر منها سوى تلك الابتسامة الجميلة واللمعه الجذابة في العينين والأناقة في كل شيء. كانت هادئة لدرجة أن اتفق الجميع على أنها "كالنسمة" لا تحدث ضجة ولكنها دائما ودودة وبشوشة وفي نفس الوقت تملك صلابة وقوة في الحق. في نفس الأسبوع الذي رحل فيه عنا الأستاذ علي إبراهيم رحلت شذى الجبوري وترك رحيلها لوعة في القلوب. ذكريات كثيرة جمعتنا وأوقات طيبة تناقشنا فيها وتبادلنا الرسائل والنكات. كانت مثقفة ومطلعة، تحب عملها لدرجة الهوس، تستغرق في تحرير الصفحة الأولى لدرجة أني كنت أخشى في بعض الأحيان من إخراجها من انغماسها، لكنها كانت تجد الوقت للمرور على مكتبي لسؤالي عن عنوان لموضوع كتبته لتضع منه ملخصا في الصفحة الأولى.
رغم أنها كانت منغمسة في السياسة إلى أن لها اهتمامات ثقافية وحياتية، قررت أن أستغل ذلك في فترة سابقة وطلبت منها أن تكتب موضوعات متنوعة لتنشر في صفحات "يوميات الشرق"، وبالفعل تحمست وكتبت لنا أكثر من موضوع ممتع، لكن ما لبث عالم السياسة من أن جذبها مجددا. واكتفيت أنا بالحديث معها حول البرامج التلفزيونية والأفلام والكتب.
في فترة مرضها كنا على اتصال شبه يومي سويا عبر "غروب" على "واتس آب" مع الصديقة جوسلين إيليا، لا يبدأ يومنا حتى نلقي التحية على شذى، وخلال ساعات العمل نداعبها بالنكات والصور، لتشاركنا يومنا وهي على سريرها في المستشفى كما شاركتنا أيامنا في صالة التحرير.
ولكن العمر لم يمهل الجميلة، ورحلت كالنسمة كما عاشت، مرت رقيقة رشيقه على عالمنا ثم لملمت أيامها وذهبت. رحم الله شذى الجبوري التي لن تغيب أبدا عن قلوبنا.
8:7 دقيقه
TT
ومرت كالنسمة الرقيقة..
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة