عبير مشخص
صحافية وكاتبة سعودية في مجال الفنون والثقافة

يا «منحوتة» في خيالي...

«عبي الشمس في قزايز» أغنية قديمة من فوازير رمضان خطرت ببالي مؤخراً وأنا أقرأ عن فنان إيطالي باع عمله الأخير بـ18 ألف دولار في مزاد. وجه الشبه بين عمل الفنان الإيطالي سلفاتوري غاراو (وهو عبارة عن منحوتة بالمناسبة)، الذي يحمل عنواناً فخماً وموحياً «أنا أكون»، هو أن العمل غير موجود على الأرض ولا تحتها. هو مجرد خيال في بال الفنان، ولكن من وجهة نظره خيال يستأهل ثقله (غير المرئي) فلوساً.

سمك في ماء ومنزل على المريخ

هل هي صرعة أم خطوة تقدم طبيعية في عالم أصبحت نصف حياته «افتراضية»؟ تصاعدت في الشهور الأخيرة مبيعات قطع فنية وغيرها من المقتنيات المسجلة والموثقة افتراضياً والمعتمدة على الرموز غير القابلة للاستبدال NFT؛ بمعنى آخر هي مقتنيات موجودة فقط في العالم الافتراضي، وليس لها وجود فعلي. دفعت فيها مئات الآلاف من الدولارات وأيضا «بيتكوين» و«إثيريوم» وغيرها من العملات الرقمية، وتصاعدت المبالغ لتصل إلى ملايين.

طعم الحرية... بطات باريس وماعز ويلز تخرج للنزهة في المدن الخالية

في مدينة بمقاطعة ويلز وجدت قطعان ماعز برية الميدان فارغاً من السكان ونزلت من التلال إلى الشوارع والحدائق، وجدت مقاهي فارغة فتجولت فيها، ودخلت إلى حديقة فندق خال من السكان، وتجولت بين المقاعد والطاولات، ثم انحنت لتتذوق النباتات والزهور في الأحواض المحيطة. وشوهدت أعداد منها تتجول في الشوارع بجانب واجهات محال مغلقة، وبدا أن المدينة بأسرها أصبحت ملكاً لهم بينما جلس السكان في بيوتهم واكتفوا بالنظر من النوافذ للزوار الجدد لمدينتهم.

ما خلف سحب «كورونا»

تنفست السماء فوق مدن الصين، وخفَّت سحب الهواء الملوث. أظهرت صور جوية بثتها وكالة «ناسا» الفرق بين ما قبل «كورونا» وما بعده، إذ أظهرت تناقص التلوث في سماء البلاد بشكل ملحوظ، كما سجلت الأجواء في العالم انخفاضاً ملحوظاً في حركة الطيران التي تساهم بنسبة 2 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم. بدا وكأن الأرض انتهزت فرصة انتشار فيروس لعين أصاب البشر، لتغتنم الفرصة، لتتنفس ولتعيد بعض التوازن البيئي الذي كان حدوثه في الأوضاع السابقة قريباً من المستحيل.

عظمة على عظمة يا ست!

امتلأت مقاعد مسرح «بالاديوم» الشهير في حي «وست إند» بلندن بجمهور من مختلف الأعمار متحمس ومتعطش لسماع أغاني «الست» أم كلثوم في المسرحية الغنائية «أم كلثوم والعصر الذهبي». قبل الدخول للقاعة دارت أحاديث كثيرة باللغة العربية، عبر أكثر من شخص بفرحتهم بهذا الاجتماع العربي وبسماع الكلمات العربية تتناثر مع التحيات والسلامات. بدأ العرض مع فرقة موسيقية صغيرة على المسرح يقودها لؤي الحناوي، الموسيقي السوري، ببراعة وتفان.

فينيسيا... الجميلة المتعبة

تقترن مدينة فينيسيا أو البندقية بالأحلام والأساطير والأقنعة المزركشة والجندول، وكيف لا فهي مدينة ساحرة بطرقاتها الضيقة المتعرجة، وبمياه البحر التي تداعب أرصفتها، وبأهلها الودودين... في صيف فينيسيا تختلط نسمات الهواء برائحة زهور الياسمين، وفي كل مرة أزور فيها المدينة يزداد حبي لها، وأيضاً يزداد…

في مديح المهاجرين... مغربي نشر الدفء في البيوت الإنجليزية

هي من الصدف النادرة عندما نجد ذِكراً لمهاجر عربي مسجلاً على صناعة بارزة راجت في القرن الثامن عشر في بريطانيا، ففي أحد البيوت التاريخية في مقاطعة كِنت يتربع فرن أو مدفأة من الحديد الصب الأسود المزين بنقوش بديعة. القطعة الضخمة تتميز بأكثر من دور وطبقة سفلى مغلقة كانت مكاناً لحرق الخشب والفخم.

رسائل غرام تحت شرفة جولييت

في تقرير لطيف تناولت وكالة «رويترز» قصة الإيطالية ميكول جراتسيانو والتي يلجأ لها الكثيرون لكتابة الخطابات الغرامية. ويسرد التقرير حكاية زوجين طلبا منها كتابة خطابات تعبر عن مشاعرهما بعد 18 عاما من الزواج. الطقوس طريفة هنا، حيث تلتقي جراسيانو مع الزوجة في أحد المطاعم وتقوم بتلقينها عبارات عاطفية لتكتبها الزوجة بخطها لإعطاء الخطاب صفة حميمية، ربما لتعوض عن أن الكلمات كانت ناتجة عن عملية تجارية بحته. يعلق كاتب التقرير على ذلك بأن الإيطاليين فيما يبدو يريدون العودة للطريقة القديمة للتعبير عن المشاعر. عند هذا الحد توقفت عن القراءة، لم أعرف إن كان التقرير جديا أو هزليا.

الخصوصية في زمن الإنترنت

على «تويتر»، وضع أحدهم جملة تقول «كان الناس يهربون من الواقع للإنترنت، واليوم يريد الكثيرون الهروب من الإنترنت للواقع». هل وجدت نفسك يوماً في هذا الموقف؟ ربما لم نصل كلنا بعد لتلك اللحظة، ولكن من المؤكد أن هناك بوادر ملل وتخمة من العيش في عالم افتراضي يقطنه ملايين المستخدمين يتحدثون، ويتشاركون في كل شيء. نشرت مواقع كثيرة من فترة أن موقع «فيسبوك» يحاول إعادة مستخدميه لنشر قصص حول حياتهم الشخصية، بعد أن تراجعت نسبة المشاركات الشخصية، وخصص الموقع فريقاً خاصاً من أجل إعادة الموقع لسابق عهده.

هل تجاوز السياح حدودهم؟

ازدادت في الفترة الأخيرة الشكاوى من أهالي المدن السياحية في أوروبا من "غزو" السياح، كما أطلق عليه متذمرون من الافواج التي تجوب شوارع وميادين مدنهم. ضج السكان المحليون، أو ما تبقى منهم، في فينيسيا، بالشكوى من أعداد السياح في المدينة العائمة خصوصا في الصيف، اشتكوا من الزحام والضوضاء والنفايات. أشار الكثيرون الى أن حركة السياحة المزدهرة تسببت في غلاء الإيجارات، واتفق الكل على أن البواخر السياحية العملاقة التي تزور فينيسيا تتسبب في تلوث المياه وتفرغ أعدادا ضخمة من السائحين الذي يجوبون شوارع المدينة وساحاتها لساعات ثم ما يلبثوا أن يعودوا لبواخرهم لتمضي بهم لمدينة أخرى.