طرق لتفادي العدوى على متن الطائرة

هناك بعض الطرقٍ لضمان عدم التقاط أي عدوى أثناء رحلتك الجوية (رويترز)
هناك بعض الطرقٍ لضمان عدم التقاط أي عدوى أثناء رحلتك الجوية (رويترز)
TT

طرق لتفادي العدوى على متن الطائرة

هناك بعض الطرقٍ لضمان عدم التقاط أي عدوى أثناء رحلتك الجوية (رويترز)
هناك بعض الطرقٍ لضمان عدم التقاط أي عدوى أثناء رحلتك الجوية (رويترز)

يشعر الكثير من الأشخاص بالقلق من إمكانية إصابتهم بالعدوى على متن الطائرات، الأمر الذي قد يفسد رحلاتهم.

وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة «وول ستريت جورنال» مع الدكتور جوناثان فينوف، وهو كبير المسؤولين الطبيين في اللجنة الأولمبية والبارالمبية الأميركية، والذي قضى سنوات في الحفاظ على صحة أفضل الرياضيين في العالم، حيث قال إن هناك 4 طرقٍ رئيسيةٍ لضمان عدم التقاط أي عدوى أثناء رحلتك الجوية.

اختر المقعد المناسب

المقاعد مهمة، ليس فقط للصعود والنزول من الطائرة بشكل أسرع، بل أيضاً للحفاظ على صحتك.

ويقول فينوف: «إذا كنت ترغب في تجنب الجراثيم، فاختر مقعداً بجوار النافذة، وحاول اختيار مقعد في منتصف الطائرة. هذا يضمن لك الابتعاد عن المناطق المزدحمة في الطائرة، مثل مدخل الطائرة والحمامات».

وتدعم الأبحاث توصية فينوف. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن الجلوس في مقعد بجوار النافذة، وعدم التحرك من مكانك طوال مدة الرحلة، قد يكون أفضل خيار لتجنب الإصابة بالمرض من الركاب الآخرين.

نظف بعض المناطق المحددة

ينبغي إحضار مناديل معقمة معك على متن رحلاتك. وتوصي فينوف بتعقيم أي مناطق قد تلمسها: مثل حزام الأمان، ومساند الذراعين، وباب الحمام.

ولكن ما السطح الأكثر أهمية الذي يجب تنظيفه؟ طاولة الطعام.

وفقاً لدراسة أجرتها شركة «Travelmath» عام 2015، التي أرسلت عالم أحياء دقيقة لجمع عينات من خمسة مطارات وأربع رحلات، احتوت طاولات الطعام على 2155 وحدة مستعمرة من البكتيريا لكل بوصة مربعة، أي أكثر من ثمانية أضعاف البكتيريا الموجودة على أزرار سحب المياه في المرحاض، والتي سجلت 265 وحدة مستعمرة فقط.

ويعود هذا إلى محدودية الوقت الذي يقضيه طاقم الطيران بين الرحلات للتنظيف الشامل.

استخدم فوهة الهواء بمقعدك

أشار فينوف إلى أن كل مقعد يحتوي على فوهة هواء، مؤكداً ضرورة استخدامها وتوجيهها بينك وبين الشخص المجاور لك لإنشاء حاجز للجراثيم.

احرص على النوم

يقول فينوف إن المسافرين يحتاجون إلى الحصول على نوم جيد ومريح للوقاية من الأمراض، مؤكداً أن النوم يعزز الجهاز المناعي.

ووجدت دراسة نُشرت في مجلة الطب التجريبي أن النوم يُغير بنية الحمض النووي داخل الخلايا الجذعية، وأن الحصول على أقل من سبع ساعات باستمرار يُمكن أن يزيد الالتهاب وقابلية الإصابة بالأمراض.

ووفقاً لكلية طب جامعة ييل، فإن أولئك الذين ينامون أقل من سبع ساعات يومياً هم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد بثلاث مرات مُقارنةً بمن ينامون ثماني ساعات أو أكثر بانتظام.


مقالات ذات صلة

«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

صحتك التصلب المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي (أرشيفية - رويترز)

«المواد الكيميائية الدائمة» قد تصيبك بمرض مناعي خطير

كشفت دراسة جديدة أن «المواد الكيميائية الأبدية» قد تتسبب في الإصابة بمرض خطير قد يستمر مدى الحياة وهو مرض التصلب المتعدد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الكفير هو منتَج ألبان مخمر (بكسباي)

للتصدي لعلامات الشيخوخة... تناول هذا المشروب

كشفت دراسة جديدة أن هناك مشروباً رائجاً لطالما اشتهر بدعمه لصحة الأمعاء قد يُساعد أيضاً في الوقاية من بعض علامات الشيخوخة أو حتى عكسها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك قصور القلب هو حالة لا يستطيع فيها ضخ الدم بكفاءة إلى جميع أنحاء الجسم (رويترز)

كيف تؤثر المكملات الغذائية على خفقان القلب؟

قال مركز «كليفلاند كلينيك» إن نبضات قلبك عملية دقيقة ومنظمة؛ إذ تنتقل الإشارات الكهربائية بتناغم دقيق لتُرسل إشارات انقباض من جزء إلى آخر في قلبك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك بعض المكملات الغذائية قد تسبب تلف الكبد (رويترز)

6 مكملات غذائية شائعة قد تضر بالكبد

قد تبدو المكملات الغذائية والعشبية غير ضارة إلا أن هناك 6 مكملات شائعة يمكن أن تسبب تلف الكبد إذا تم تناولها بشكل مفرط أو دون استشارة طبية

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يُعد التهاب البروستاتا من أكثر مشكلات الجهاز البولي شيوعاً لدى الرجال (رويترز)

تأثير الجو البارد على التهاب البروستاتا

تُعد البروستاتا غدة حساسة جداً للتغيرات المفاجئة في درجات الحرارة. وحتى تغير بسيط بدرجة حرارة الجسم أو تكييف الهواء يمكن أن يحفز عملية التهابية فيها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«الضحك من القلب» مرتين أسبوعياً... مفتاحك لصحة أفضل

الضحك له فوائد صحية كثيرة (رويترز)
الضحك له فوائد صحية كثيرة (رويترز)
TT

«الضحك من القلب» مرتين أسبوعياً... مفتاحك لصحة أفضل

الضحك له فوائد صحية كثيرة (رويترز)
الضحك له فوائد صحية كثيرة (رويترز)

في ستينات القرن الماضي، بدأ العلماء الاهتمام بالتأثيرات الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية للضحك، عادّين إياه آلية معقدة مفيدة للصحة؛ تخفف التوتر، وتعزز المناعة، وتحسن المزاج، في مجال أطلقوا عليه منذ ذلك الحين «علم الضحك».

كانت البداية حين أخذ عالم النفس بجامعة ستانفورد، ويليام. إف. فراي، أحد مؤسسي «علم الضحك»، عينات دم من نفسه خلال مشاهدة أفلام كوميدية. واكتشف أن الضحك يزيد من عدد خلايا الدم المعززة للمناعة.

وفي عام 1995، أسس الدكتور مادان كاتاريا، وهو طبيب في مومباي، كان يعاني من التوتر وبحث كثيراً في «علم الضحك» لإدارة توتره، أول نادٍ يومي للضحك في إحدى الحدائق.

واعتمد النادي على استراتيجيات عدة للتشجيع على الضحك، من بينها النكات، ومطالبة المشاركين بأداء حركات طريفة، أو بتقليد أصوات مضحكة.

وقال كاتاريا: «في غضون ثوانٍ، كان الجميع ينفجر ضحكاً».

ما تأثير الضحك على الصحة؟

بالإضافة إلى تعزيزه المناعة وتقليله مستويات التوتر، يقول الدكتور مايكل ميلر، طبيب القلب وأستاذ الطب في جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، إن الضحك مفيد أيضاً للقلب، وإن له فوائد صحية أخرى كثيرة، وفق ما نقلته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

ويضيف ميلر: «أقول دائماً للمرضى الذين أعالجهم: مارسوا الرياضة من 3 إلى 5 مرات أسبوعياً على الأقل، واضحكوا من قلوبكم من مرتين إلى 5 مرات أسبوعياً على الأقل».

وبدأ ميلر دراسة الضحك في التسعينات. ومن خلال عرض أفلام كوميدية على عدد من الأشخاص، وجد أن الضحك يُنتج هرمون الإندورفين في الدماغ، الذي يُعزز إفراز مواد كيميائية مفيدة في الأوعية الدموية.

من ضمن هذه المواد، أكسيد النيتريك الذي يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية، مما يُخفض ضغط الدم والالتهابات ومستويات الكولسترول. وأوضح أن هذا يُقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية، مضيفاً أن الإندورفين مُسكن طبيعي للألم.

وقال ميلر، وهو أيضاً رئيس «قسم الطب» في «إدارة شؤون المحاربين القدامى» في فيلادلفيا بالولايات المتحدة، حيث يُطبِّق برنامجاً للعلاج بالضحك: «عندما تضحك من قلبك، تشعر باسترخاء وخفة كبيرين... كأنك تناولت مُسكناً للألم».

من جهتها، أجرت جيني روزندال، الباحثة الرئيسية في علم النفس بجامعة يينا في ألمانيا، تحليلاً تجميعياً لـ45 دراسة عن الضحك، إلى جانب أبحاث أخرى، ووجدت أن العلاجات المحفزة للضحك تُخفّض مستويات الغلوكوز، وهرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، والألم المزمن، كما أنها تُحسّن الحركة والمزاج العام، خصوصاً لدى كبار السن.

ولفتت إلى أن الضحك المُفتعل (أو «الضحك المُصطنع» كما يُطلق عليه في الأوساط الأكاديمية) قد يكون أكبر فائدة من الضحك التلقائي، خصوصاً للأشخاص الذين قد لا يشعرون برغبة في الضحك، مثل المصابين بالاكتئاب أو مرضى السرطان.


ما علاقة صحة الأمعاء بالنوم؟

ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك مثل الشوكولاته الداكنة (رويترز)
ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك مثل الشوكولاته الداكنة (رويترز)
TT

ما علاقة صحة الأمعاء بالنوم؟

ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك مثل الشوكولاته الداكنة (رويترز)
ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك مثل الشوكولاته الداكنة (رويترز)

ترتبط صحة الأمعاء والنوم بعلاقة ثنائية القطب؛ فالنوم الجيد يعزز ميكروبيوم الأمعاء المتوازن، بينما تؤدي قلة النوم إلى اضطراب البكتيريا المفيدة وزيادة الالتهاب؛ ما يؤثر سلباً على المزاج والهضم.

وتسهِم الأمعاء في إنتاج ناقلات عصبية كالسيروتونين لتحسين النوم، ويُمكن تحسين العلاقة عبر نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.

والأمعاء موطن لمجتمع بكتيري يؤثر على المناعة والصحة العقلية، والنظام الغذائي قد يضرّ به. وتلعب صحة الأمعاء دوراً أساسياً في جودة النوم؛ إذ يؤثر توازن ميكروبيوم الأمعاء على إنتاج هرمونات وناقلات عصبية مثل السيروتونين والميلاتونين وGABA المرتبطة بالنوم والهدوء. وعند اختلال هذا التوازن، يزيد الالتهاب والتوتر وهرمون الكورتيزول؛ ما يؤدي إلى الأرق واضطرابات النوم، ويدخِل الجسم في حلقة مفرغة بين سوء النوم وضعف صحة الأمعاء.

كيف تؤثر صحة الأمعاء على النوم؟

إنتاج النواقل العصبية: تنتج الأمعاء جزءاً كبيراً من السيروتونين (هرمون السعادة والمزاج) والميلاتونين (هرمون النوم) وGABA، والبكتيريا النافعة ضرورية لإنتاج هذه المواد؛ ما يسهِم في تنظيم الساعة البيولوجية وجودة النوم.

تنظيم الإيقاع اليومي: تلعب بكتيريا الأمعاء دوراً في تنظيم إيقاعات الجسم البيولوجية؛ ما يحسّن من جودة النوم وكفاءته.

كيف يؤثر النوم على صحة الأمعاء؟

اضطراب الميكروبيوم: قلة النوم لليلتين فقط يمكن أن تقلل من البكتيريا المفيدة وتزيد من البكتيريا الضارة، وتزيد من الالتهابات.

زيادة نفاذية الأمعاء: يؤدي نقص النوم والتوتر المصاحب له إلى زيادة نفاذية الأمعاء (متلازمة الأمعاء المتسربة).

تأثير على الشهية: ترتبط قلة النوم بتغيرات في التحكم بسكر الدم؛ ما قد يؤدي إلى الرغبة في تناول أطعمة مصنعة تضر بصحة الأمعاء.

زيادة خطر اضطرابات الجهاز الهضمي: قلة النوم مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالارتجاع المريئي وعسر الهضم.

كيف تحسّن العلاقة بين الأمعاء والنوم؟

النظام الغذائي: تناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك (الألياف) مثل الكيمتشي وخبز العجين المخمر، بعض أنواع الجبن (مثل الشيدر والموزاريلا)، الشوكولاته الداكنة، والمخللات المصنوعة بالملح والماء، والتي تدعم البكتيريا النافعة وتزيد من تنوعها؛ ما يحسّن النوم.

ممارسة الرياضة: النشاط البدني المنتظم يحسّن جودة النوم ويعدل ميكروبات الأمعاء نحو الأفضل.

تقنيات العلاج السلوكي: العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I) مفيد لتحسين النوم، خاصة لمن يعانون أمراضاً مزمنة مثل التهاب الأمعاء.

البروبيوتيك والبوستبيوتيك: قد تساعد مكملات البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) في تحسين النوم، لكن الأبحاث لا تزال مستمرة.


كيف تؤثر السمنة على ارتفاع ضغط الدم؟

رجل يعاني من السمنة (رويترز)
رجل يعاني من السمنة (رويترز)
TT

كيف تؤثر السمنة على ارتفاع ضغط الدم؟

رجل يعاني من السمنة (رويترز)
رجل يعاني من السمنة (رويترز)

تعدّ السمنة وزيادة الوزن من الحالات الشائعة حول العالم، حيث تعاني منهما نسبة كبيرة من سكان العالم على مختلف البلدان، والثقافات.

وتُعرّف السمنة عموماً بأنها زيادة في عدد الخلايا الدهنية في الجسم، أو زيادة في حجمها. ويمكن أن تحدث نتيجةً لما يلي:

كمية ونوعية الطعام المتناول، ومقدار النشاط البدني، والعوامل الوراثية، والتاريخ العائلي، وكذلك كمية ونوعية النوم.

تُعدّ السمنة مدعاةً للقلق، لأنها تزيد من خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم. ومن الجدير بالذكر أن التمييز على أساس الوزن قد يُسهم أيضاً في حدوث آثار صحية سلبية.

ارتفاع ضغط الدم، أو فرط ضغط الدم، هو حالة شائعة يتدفق فيها الدم عبر الشرايين بضغط أعلى من المعتاد. بحسب مراكز السيطرة على الأمراض الأميركية والوقاية منها (CDC)، يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى: أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، ومشكلات في الدماغ، والإدراك، وزيادة خطر الإصابة بالخرف. يعاني نحو 47 في المائة من البالغين و70 في المائة من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر من ارتفاع ضغط الدم. ولا يعلم ثلث الأشخاص تقريباً أنهم مصابون به، بينما يسيطر ربعهم فقط على ضغط دمهم، وفقاً لما ذكره موقع «وان هيلث» الأميركي المعني بالصحة.

وفيما يلى سنتناول بالتفصيل كيف تزيد السمنة من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والخطوات التي يمكنك اتخاذها للوقاية منه:

هل تُسبب السمنة ارتفاع ضغط الدم؟

قد تُسبب السمنة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو تُفاقمه في حال وجوده مُسبقاً.

تشير دراسة نُشرت عام ٢٠٢٠ إلى أن السمنة تُمثل ما بين 65 و78 في المائة من حالات ارتفاع ضغط الدم الأولي. يُمكن أن يُؤدي تراكم المزيد من الأنسجة الدهنية إلى تغيرات مُعقدة في الجسم، تتضافر لتُسبب ارتفاع ضغط الدم، أو تُفاقمه. تشمل هذه التغيرات ما يلي: فرط نشاط الجهاز العصبي الودي، وتحفيز نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون (RAAS)، وتغيرات في السيتوكينات (الهرمونات) المُشتقة من الأنسجة الدهنية، ومقاومة الإنسولين، وتغيرات في الكلى، ووظائفها.

السمنة مقابل زيادة الوزن

يكمن الفرق بين السمنة وزيادة الوزن في عدد الخلايا الدهنية الموجودة. يقيس الأطباء ذلك باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI). مؤشر كتلة الجسم هو النسبة بين وزنك وطولك.

تُصنف مراكز السيطرة على الأمراض الأميركية والوقاية منها (CDC) الشخص على أنه زائد الوزن إذا كان مؤشر كتلة جسمه يتراوح بين 25 و29.9. يشير مؤشر كتلة الجسم (BMI) البالغ 30 أو أعلى إلى السمنة.

ومع ذلك، لا يُعد مؤشر كتلة الجسم دائماً أفضل مؤشر للسمنة، لأنه لا يأخذ في الاعتبار كيفية توزيع الوزن في الجسم. قد تكون كمية الدهون الحشوية، أو الدهون المتراكمة حول البطن هي العامل الأكثر خطورة للإصابة بمضاعفات. يرى بعض العلماء أن محيط الخصر مؤشر أفضل.

أظهرت الدراسات أن السمنة أو زيادة الوزن تُسهمان في زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم. ويزداد هذا الخطر مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم.

في دراسة أوروبية أُجريت عام 2018 وشملت أكثر من 7000 شخص، ازداد انتشار ارتفاع ضغط الدم مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم. وُجد ارتفاع ضغط الدم لدى: 45 في المائة من المشاركين ذوي مؤشر كتلة الجسم «الطبيعي». و67 في المائة من المشاركين الذين يعانون من زيادة الوزن و79 إلى 87 في المائة من المشاركين المصابين بالسمنة.

ارتفاع ضغط الدم الناتج عن السمنة

يمكن أن تُسبب السمنة ارتفاع ضغط الدم، أو تُفاقمه بطرقٍ مُتعددة. كما تُصعّب السمنة علاج ارتفاع ضغط الدم بسبب حالات صحية أخرى مُرتبطة به.

تشمل الآليات التي تُسبب من خلالها السمنة ارتفاع ضغط الدم، أو تُفاقمه ما يلي: تغيرات في الإشارات الهرمونية، وتغيرات في وظيفة الجهاز العصبي الودي، وهو جزء من الجهاز العصبي اللاإرادي المسؤول عن استجابة الكر، والفر، تغيرات في بنية ووظيفة الكليتين. يحمل العديد من الأشخاص الذين يُعانون من السمنة نسبة أعلى من الدهون الحشوية، أي الدهون المُتراكمة حول منطقة البطن. تُحيط الدهون الحشوية بأعضاء البطن، وتضغط عليها، مما يُزيد من الضغط على الجهاز القلبي الوعائي.

غالباً ما يُؤدي هذا الضغط الزائد إلى ارتفاع ضغط الدم المُقاوم للعلاج -وهو ارتفاع ضغط الدم غير المُسيطر عليه، وفقاً لدراسة موثوقة نُشرت عام 2015، رغم استخدام ثلاثة أدوية أو أكثر لخفض ضغط الدم.

نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون

تشير مُراجعة نُشرت عام 2017 إلى أن نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون (RAAS) يُعد أحد العوامل المُساهمة في ارتفاع ضغط الدم. يساعد نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون (RAAS) على تنظيم حجم الدم وضغطه في جميع أنحاء الجسم. وعندما لا يعمل هذا النظام بشكل صحيح، فقد يبقى ضغط الدم مرتفعاً لفترة طويلة.

وتشير مراجعة أخرى من عام 2017 إلى أن السمنة تسبب ارتفاع مستويات جميع الهرمونات في نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون. ويؤدي هذا الخلل إلى ارتفاع ضغط الدم.

الجهاز العصبي الودي

يُعد الجهاز العصبي الودي جزءاً من الجهاز العصبي اللاإرادي في الجسم، ويُعرف أيضاً بنظام الاستجابة للقتال، أو الهروب. ويلعب دوراً رئيساً في عملية التمثيل الغذائي، وصحة القلب.

ووفقاً لبحث أُجري عام 2015، فإن تخزين كميات كبيرة من الدهون، وخاصة الدهون الحشوية، يؤدي إلى زيادة إفراز بعض الهرمونات. وتتسبب هذه الهرمونات في فرط نشاط هذا الجهاز، مما يؤدي إلى مقاومة الإنسولين، وحتى تلف الأعضاء.

مقاومة اللبتين

اللبتين هرمون يُقلل من الشعور بالجوع عن طريق إرسال إشارات الشبع إلى الجسم، مما يُساعد على الحفاظ على وزن معتدل.

يُعاني بعض الأشخاص، وخاصة المصابين بالسمنة، من مقاومة اللبتين. فرغم وجود كميات كافية منه في أجسامهم، فإنه لا يُشعرهم بالشبع، لأن أجسامهم لا تستطيع استخدامه بالشكل الأمثل.

يميل المصابون بمقاومة اللبتين إلى تناول كميات كبيرة من الطعام مع الشعور بالجوع، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. ويرجع جزء من المشكلة إلى أن زيادة عدد الخلايا الدهنية تُنتج المزيد من اللبتين، مما يجعل الجسم أقل استجابة له.

تشير دراسة موثوقة أجريت عام 2016 إلى أن اللبتين قد يؤثر أيضاً على ضغط الدم. إذا لم يعمل هرمون اللبتين بشكل صحيح في جسمك، فقد يُسبب ذلك ارتفاع ضغط الدم.

مقاومة الإنسولين

قد تُؤدي السمنة أحياناً إلى الإصابة بأمراض أخرى، بما في ذلك داء السكري من النوع الثاني، ومرحلة ما قبل السكري.

يُنتج البنكرياس الإنسولين، وهو هرمون يُساعد خلايا الجسم على امتصاص السكر، واستخدامه مصدراً للطاقة. في حالة مقاومة الإنسولين، لا تستجيب خلايا الجسم للإنسولين بالطريقة المعتادة، مما يستدعي زيادة كمية الإنسولين لتحقيق التأثير نفسه.

مع مرور الوقت، يُصبح البنكرياس مُرهقاً، ولا يستطيع إنتاج كمية كافية من الإنسولين للحفاظ على مستوى السكر في الدم منخفضاً، كما هو الحال في داء السكري من النوع الثاني. ووفقاً لدراسة أُجريت عام ٢٠١٤، فإن ارتفاع مستوى السكر في الدم لفترة طويلة قد يُؤدي إلى تلف الشرايين، أو تصلّبها، مما يُؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، أو تفاقمه.

كيف يُعالج ارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة؟

من الممكن جداً عكس هذه التغيرات الجسدية، أو التخفيف منها، والتحكم في الوزن، وضغط الدم.

يُعدّ فقدان الوزن الطريقة الأساسية التي يستخدمها الأطباء لعلاج كلتا الحالتين. وغالباً ما يوصون بتغييرات في النظام الغذائي، ونمط الحياة، وأحياناً يُدمج ذلك مع جراحة السمنة، أو جراحة إنقاص الوزن.

عادةً ما يجمع الأطباء بين فقدان الوزن (مع أو من دون جراحة) وتدخلات أخرى، بما في ذلك الأدوية. ولأن الأدوية قد تُسبب آثاراً جانبية، يوصي الأطباء بإجراء تغييرات جذرية في نمط الحياة للتحكم في الوزن. كما أن الفحوصات الطبية الدورية ضرورية.

تغييرات نمط الحياة

تُعدّ التغييرات الجذرية في نمط الحياة أساسيةً للوصول إلى وزن معتدل، والحفاظ عليه. والهدف هو تقليل كتلة الدهون مع الحفاظ على كتلة العضلات. تشمل هذه التغييرات ما يلي: اتباع نظام غذائي صحي منخفض السعرات الحرارية، والحد من تناول الكافيين، وممارسة النشاط البدني بانتظام من خلال إيجاد نشاط تستمتع به، والحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً، والإقلاع عن التدخين (إن كنت مدخناً)، وتجنب التدخين السلبي، وإدارة التوتر، ومراقبة ضغط الدم في المنزل، وكذلك طلب الدعم من العائلة، والأصدقاء.

تغييرات النظام الغذائي

قد ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من السمنة وارتفاع ضغط الدم باتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية. ووفقاً لدراسة موثوقة أجريت عام 2016، يتراوح هذا المعدل بين 500 و1500 سعرة حرارية يومياً للرجال، وبين 500 و1200 سعرة حرارية يومياً للنساء. ينبغي عليهم أيضاً: التقليل من تناول الملح، سواءً الملح المضاف أو الملح الموجود في العديد من الأطعمة المصنعة، وخفض استهلاكهم للدهون المشبعة والكولسترول. وزيادة استهلاكهم للماء والفواكه والخضراوات الطازجة والنيئة، والأسماك، واللحوم الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة.