عثمان الذوادي
باحث واستشاري في التسويق ومهتم بقضايا الابتعاث والتحولات الاجتماعية
TT

«أبعاد» وإن كنتم...

حقق العمل الطلابي السعودي قفزة كبيرة الاسبوع الماضي بعقده ملتقى "أبعاد" في مدينة شيكاغو، والذي نظم بكفاءة عالية من قبل مبتعثين، واستقطب أكثر من ألف مشارك. تنظيم هذا الملتقى مفخرة للوطن ومؤشر مهم يعكس نجاح برنامج الملك عبد الله للابتعاث ودخوله مرحلة متقدمة من الانجاز. فالهدف من البرنامج لا ينحصر في الدراسة والحصول على الشهادات، لأن ذلك لا يعتبر مردودا مقنعا للابتعاث.
المردود الحقيقي يأتي من التجارب التي يخوضها المبتعثون خلال دراستهم. فمن خلال الاحتكاك الفعال والايجابي في بيئة الجامعة والمدينة تنمو شخصية المبتعث ويكون مكسبا حقيقيا للوطن. فأثر تنظيم ملتقى "أبعاد" مع ما يشمل ذلك من ادارة للمناسبة، وتسويق واختيار المكان والمتحدثين وغيرها من المهام التي تتطلب العمل الجماعي، يخلق تجربة كبيرة لكل المنظمين والمتطوعين في الحدث. وهذه التجارب بكل تفاصيلها الدقيقة، الناجحة والخاطئة تمثل مجتمعة اضافة مهمة ستساهم في إثراء العمل الطلابي وستنتقل كخبرات شخصية ثرية مع هولاء المبتعثين الى الوطن.
الأهم ان هذه التجارب الغير رسمية تغذي روح الشباب بطاقة إيجابية وتعزز إيمانهم بقدراتهم، خصوصاً عندما يرون عمل زملائهم وقدراتهم الابداعية، وهي ايضاً فرصة للتواصل الاجتماعي والتخفيف من ضغظ الغربة. ولها أثر إيجابي في اطلاع الرأي العام السعودي والعالم على الانجازات التي يحققها المنتسبون لبرنامج الملك عبد الله للابتعاث. من المهم هنا التنويه بدعم الملحقية الثقافية للعمل الطلابي والقفزة التي حققتها الأندية الطلابية، لذا يأتي ملتقى "أبعاد" ليمثل تتويجا رائعا لهذا الدعم والرعاية.
شخصياً اتطلع بشوق لحضور ملتقى "ابعاد" العام المقبل، والملتقيات الطلابية التخصصية الأخرى. فمن جملة الانجازات التي حققها ملتقي "ابعاد"، انه أثبت وبشكل قاطع، أن هناك طلبا عاليا وحاجة ماسه لمثل هذه الملتقيات، وفي ظل وجود طلب عال لا بد من إعطاء المبتعثين ثقة ودعما لتغطية هذا الطلب. ولن يتم ذلك إلا بالتخلي عن البيروقراطية العقيمة وإعطاء الملحقية الثقافية صلاحية مطلقة لقيادة العمل الطلابي، كونهم أكثر قربا ومعرفة بالمشهد الطلابي من غيرهم.