نجم مؤثر «على طريقته»!

يؤكد الفارو أربيلوا أنه لا يوجد لاعب في العالم لديه القدرة على التأثير على الفريق أكثر من النجم الإسباني المعروف تشابي الونسو. والحقيقة أن لاعبي المحور الدفاعي عادة لهم تأثير فني لا يمكن إنكاره، وأكثر من نربط أداءهم بمصطلح «الدور الخفي»، هم من يلعبون في المحور الدفاعي أو الوسط الدفاعي أو «ساتر الدفاع»، كما كان يردد المرحوم الخبير المصري الوحش.
ويقول حارس المرمى الإيطالي الشهير وأحد أبرز الحراس في تاريخ اللعبة: «لو رحل بيرلو.. قد نقوم أيضا بتفكيك الاستاد قطعة قطعة ونتثقف عن لعب كرة القدم». هذا الرأي لحارس مرمى يوفنتوس عن زميله في الفريق والمنتخب يؤكد مدى أهمية الدور الذي يقوم به المحور الدفاعي.
في ظني أن انتقال النجم السعودي الكبير سعود كريري سيظهر لنا فورا مدى الخسارة الاتحادية في مقابل المكسب المهم لنادي الهلال، الذي حقق صفقة انتقالية بارزة، ويكفي أن كريري لاعب أساسي يضمن مركزه في القائمة الدولية في كل مشاركة. كريري أفضل محور دفاعي في السعودية في السنوات الخمس الأخيرة. وقد تذكرت ما قاله لي حارس مرمى الشباب ثم الاتحاد المعتزل سعود السمار، حين سألته بعد فوز اتحادي ببطولة كبيرة عن أهم لاعب في فريقه. فوجئت وهو يذكر اسم عبد الله ريحان. كانت الإجابة غير متوقعة لأن ريحان كان أقل لاعبي فريقه حضورا وشعبية. وسر الأهمية كما سمعت أن ريحان يلعب في المحور الدفاعي. ويرتاح حارس المرمى عادة إن كان أمامه محور دفاعي متمكن.
ولو عدنا للخلف فسنجد أن أندية عالمية دفعت ثمنا غاليا نتيجة اعتزال أو رحيل نجم في المحور الدفاعي. حدثت هزة في الأرسنال ومانشستر يونايتد وريال مدريد، حين رحل نجوم هذا المركز.
ركزت على الجانب الفني، لكن تأثير بعض النجوم قد لا ينحصر في الجانب الفني، ومن مارس أو لعب كرة القدم يدرك مدى أهمية بعض اللاعبين من الناحية النفسية. بعض اللاعبين يصرخون أكثر من غيرهم ويتكلمون أكثر من بقية اللاعبين. وهؤلاء لهم تأثير اتصالي قوي. يقربون الشارد ذهنيا، ويرفعون المعنويات، لكن حتى هذا التوجيه قد يكون له تأثير سلبي إن لم يمتلك «المتكلم» الموهبة والجاذبية والثقة في النفس.
وأختم بالقول إن قوة التأثير ليست فنية فقط، وهناك من يتميز بقوة التوجيه، أما النجم الأكثر تأثيرا فهو من يمتلك قوة الأداء الفني والقدرة على الكلام وتوجيه دفة اللعب.