عثمان الذوادي
باحث واستشاري في التسويق ومهتم بقضايا الابتعاث والتحولات الاجتماعية
TT

أهمية التسويق الاجتماعي

فكرة التسويق الاجتماعي تتمركز حول نقل الخبرة التسويقية والاستراتيجيات المعمول بها في القطاع الربحي، الى القطاع الغير ربحي. فالمتاحف والحدائق والمرافق الترفيهية بالاضافة للبرامج التوعوية الصحية والاجتماعية، بامكانها الاستفادة من علم التسويق في تحقيق الاهداف والوصول للنتائج المطلوبة.
وقد طرح هذا المصطلح لأول مره عام 1996 بواسطة ليفي وكوتلر، وأدى انتشار هذا المفهوم الى توسع في دائرة عمل التسويق المرتبطة عادةً بعملية التبادل التجاري لتشمل التبادل الاجتماعي ايضاً. فكل عملية تبادل يمكن ان يساهم التسويق في رفع نسبة نجاحها. فالدول تصرف أموالا طائله على منشآت من مكتبات وحدائق ومرافق عامة وبرامج توعوية مهمة صحية أو اجتماعية لخدمة المواطنين. لكن تحتاج هذه المشاريع والبرامج الى أن تبقى دائما في ذاكرة الجمهور حتى تتحقق الغاية التي وجدت من أجلها. وتبرز أهمية التسويق الاجتماعي في استخدام المبادئ والاستراتيجيات التسويقية الناجحة وطرحها على الجمهور المستهدف، من أجل الإقبال الطوعي لتقبل سلوك ايجابي معين او الاقلاع عن سلوك سيئ، مما يحقق فائدة للفرد وللمجتمع ككل.
ففي الولايات المتحدة الاميركية يعتمد التسويق الاجتماعي في كثير من الاحيان على الاجهزة الحكومية وحكومات الولايات بالاضافة للمؤسسات الغير ربحية. فعلى سبيل المثال برنامج التوعية بأمراض ارتفاع الدم وبرنامج التوعية بأضرار التدخين من البرامج التي تطبق التسويق الاجتماعي في الولايات المتحدة الاميركية. ويعتبر القطاع الصحي من أبرز مجالات نجاح التسويق الاجتماعي. فبرامج الوقاية والتي تهدف الى تغيير بعض الظواهر الغير صحية تجمع ما بين المعلومة الطبية والوسيلة لإيصال المعلومة بطريقة تحقق تغييرا في السلوك. وهنا تأتي أهمية التسويق الاجتماعي في إعادة صياغة المعلومة الطبية وتفريغها من النبرة الإرشادية المباشرة بحيث تلائم الفئة المستهدفة وتحقق الغاية.
فالتسويق الاجتماعي يتعدى مجرد نشر التوعية او المعلومة او خلق انطباع جيد، كل ذلك يمكن تحقيقة من خلال حملة علاقات عامة ونشر إعلانات توعوية. التسويق الاجتماعي يحقق هدفا أهم يتعلق بتغيير السلوك وإحداث تغيير ملموس في الجمهور المستهدف.