عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

المدرب.. «قافز مظلات»!

قرأت رأيا لمدرب فريق موناكو.. كلاوديو رانيري يقول فيه: «أن تكون مدربا في إيطاليا أشبه بكونك قافز مظلات لا تعلم أبدا إن كانت مظلتك ستفتح أم لا»؟! أما أليغري مدرب الميلان، فيؤكد أن هناك ما هو أسوأ في الحياة.. عندما تكون مدربا لكرة القدم. وبقدر ما يحمله رأي أليغري من مبالغة ونظرة تشاؤم وغضب، إلا أنني أزعم أن حياة مدربي كرة القدم على وجه التحديد مختلفة، صعبة، مثيرة، قاسية، قاتلة، ولكنها من جانب آخر جميلة، جذابة، مغرية، مربحة، تدر أموالا طائلة. مدرب يوفنتوس أنتونيو كونتي مثلا يعيش الأيام الجميلة في كرة القدم، وهو الذي قفز فجأة من تدريب فريق إيطالي في الدرجة الثانية إلى قمة الدرجة الأولى: «شرف لي أن أكون في قائمة أفضل عشرة مدربين في العالم. وحافز لي أن أتحسن أكثر. هذه ليست إلا نقطة انطلاق لي. وما زال أمامي طريق طويل. أود أن أشكر اللاعبين لأنها إنجازاتهم التي مكنتني من الترشح». جميل جدا أن يكون طموح المدرب عاليا، وأن يتسم بالتواضع، وألا ينسى فضل اللاعب، وقبل ذلك الإدارة، ولكن من المهم في هذا السياق أن أشير إلى أن التسرع عدو المدرب، والنجاح الذي يحققه كونتي لم يأت فجأة أو صدفة أو بالحظ، بل جاءت الانطلاقة من الدرجة الثانية، وقد حقق كونتي نجاحا باهرا في هذه الدرجة، ولفت الانتباه، ومع ذلك لا يزال يرى أنه في البداية. والحقيقة أنني كنت أحد المعترضين على تولي النجم السعودي سامي الجابر تدريب فريق الهلال، ليس لأنه ليس موهوبا أو مؤهلا، بل لأنه أقل خبرة من قوة ومكانة ناديه الكبير الهلال. أشفقت على سامي لأنه ما كان يجب أن يقفز بالمظلة الكبيرة أصلا، وما أروع أن يكون الصعود بالتدرج. وحتى لو كتب للنجم الهلالي السابق النجاح وحقق بطولة لفريقه الذي صنعه نجما، فإن أخشى ما أخشاه أن يكون السقوط صعبا مدويا لأن ثمة عاملا مفقودا.. الخبرة. انصب التركيز بعد الخسارة الهلالية على سامي الجابر المدرب المحلي الوحيد في دوري جميل السعودي، وكانت نبرة الشماتة عالية ودرجة التهكم مزعجة، وقد أشفقت فعلا على نجم طموح قوي مثل سامي، مع أنني محسوب ضمن من يرفضون سامي الجابر مدربا لفريق قوي كالهلال. لم يعجبني الاختيار وشعرت أن القرار عاطفي بني على اسم وتاريخ النجم الهلالي الكبير. وأختم بالقول.. إن التدريب موهبة وطموح واستعداد وجهد وثقة في النفس ودراسة وعلم. وعلى المدرب الذي يبحث عن الإنجاز أن يتجنب الاستعجال ويبدأ مشواره من الصفر، لأن قراءة الملعب تعتمد على تراكم الخبرات، والطموح وحده لا يحقق الهدف. مع تمنياتي الطيبة للنجم الكبير سامي الجابر في مشواره التدريبي.