جوسلين إيليا
إعلامية وصحافية لبنانية عملت مقدمة تلفزيونية لعدة سنوات في لندن وبيروت، متخصصة في مجال السياحة.
TT

الحكم على حكم المرأة

أرادت رئيسة الحكومة البريطانية الحالية إقناع شعبها بتجديد ولايتها فركزت في حملتها الانتخابية الاعتباطية على شخصيتها «الصلبة والثابتة»، لكنها خسرت رهانها وتواجه الآن ضغوطا لحضها على الاستقالة.
لن أغوص في التفاصيل الإخبارية التي استيقظ عليها البريطانيون، كأنه لم يكف أنهم ناموا في أوروبا واستيقظوا على جزيرة، إنما سأخوض مسألة تاريخية دعاني لأكتب عنها مقال نشر منذ يومين في إحدى الصحف البريطانية بعنوان مثير يقول: «التاريخ يبرهن أن المرأة في مراكز القوة ليست سوى مشكلة» والكاتبة للمقال هي المؤرخة السياسية فيليبا غريغوري لقبها «أخت بولين الأخرى».
وبعدما شدني العنوان استمتعت بالقراءة ولم أشعر بأن نقد غريغوري وتساؤلاتها الكثيرة عما إذا كانت المرأة صالحة لأن تكون حاكمة قد أساءت إلى كوني امرأة، ولم أحس بأنها انتقصت من شأن المرأة لأن التحليل كان مليئا بالمنطق والعقلانية.
فعلى مر الزمان لم تكن المرأة حتى مرغوبة من بنات جنسها لتكون حاكمة، فبالطبع يجب أن يتولى أي وظيفة من هو الأنسب لها بغض النظر عن الجنس، ولكن تيريزا ماي أكدت كلام غريغوري لأنها تدعي الصلابة، لكنها لا ترسو على قرار؛ فهي مترددة وعشوائية وانفعالية، والقرارات العشوائية التي تتخذها المرأة تعود إلى حواء عندما وضع جشعها وحشريتها آدم في مأزق، وهذا ما قامت به ماي عندما دعت إلى انتخابات عامة بعدما قالت: إنها لن تقوم بذلك بهدف فوزها بمقاعد أكثر، ولكنها لم تفلح.
والثقة بالنفس العمياء تجعل المرأة في بعض الأحيان تسقط ضحية نفسها، وهذا ما فعلته ماي عندما جعلها غرورها وثقتها بالنفس الزائدة تظن بأن لعبتها ستكون ناجحة.
ومن الأخطاء التي تقوم بها المرأة في بعض الأحيان هو أنها تتكلم عن نفسها كثيرا، وتقوم بحملات دعائية لها، وهذا ما فعلته ماي التي اعتقدت أنها أهم مخلوق سيذكره تاريخ بريطانيا.
المرأة عندما تغير رأيها مراراً وتكراراً تؤذي صورتها في المقام الأول؛ لأن المرأة مخلوق معجون بالهرمونات والعواطف، وهذا ما حصل مع ماي، فترددها زعزع صورتها كرئيسة ثابتة في قراراتها، وقادرة على القيادة واتخاذ القرارات. وإذا كنتم لا تصدقون اسألوا عما فعلته ماري ملكة اسكوتلندا التي لم تفلح في الحفاظ على تاجيها، ولا حتى على أي من أزواجها الثلاثة.
والمعروف أيضا عن المرأة، وأعتذر هنا من بنات جنسي؛ فالنساء غير مؤهلات للعمل في فريق، ففريق كرة القدم النسائي ألغي من قبل الفيفا عام 1969 لأنه معروف عن المرأة أنها لا تملك القدرة على التعاون مع أخريات من جنسها في فريق واحد؛ لأن المرأة تملك طبعاً تنافسياً، ولا تسعى إلا لجذب الانتباه، ولا سيما ذلك من الجنس الآخر. وإذا كنتم لا تصدقون هذه النظرية عودوا إلى قصة «هيلين أوف تروي» أو حتى إلى تاريخ قريب عندما كانت ماي تستعمل في كل مناسبة كلمة «My Manifesto» (بياني الرسمي) ولم تستخدم قط صفة الجمع.
أما بالنسبة لعلاقة المرأة بالمال فحدث ولا حرج، فالمعروف عن المرأة أنها لا تقدر على الإدارة المالية، ففي الماضي لم يكن يسمح للمرأة بأن تتصرف بثروتها وكان الزوج أو الأب مخولَين بإدارة أموالها، وخير دليل على ذلك هي إدارة وزيرة الداخلية لحكومة الظل البريطانية دايان آبوت لميزانية الشرطة في بريطانيا.
ولكن هذا لا يعني أنه لا توجد استثناءات تحير التاريخ مثل حالة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
والأهم هو أن المرأة تخشى بنات جنسها لأن الغيرة والمنافسة تكون دائماً في الطليعة، وإذا لا تصدقوا هذه النظرية عودوا إلى قصة «سندريلا» وشاهدوا ما فعلته شقيقتاها بها.