عادل عبد الرحمن
TT

لنتعلم من الآخرين كيف نهتم بأطفالنا

الأطفال هم أثمن كنز وأكبر سعادة في كل المجتمعات، ولقد جاءت فكرة اليوم العالمي للطفل بمثابة تذكير للبالغين بضرورة احترام حقوق الأطفال؛ ومنها حقهم في الحياة وحرية الرأي والدين والتعليم، وحمايتهم من العنف الجسدي والنفسي، وعدم استغلالهم في العمل قبل الاستمتاع بفترة براءة طفولتهم بشكل كامل.
ويحتفل الكثير من بلدان العالم بيوم حقوق الطفل العالمي في ظل معاناة مستمرة لأطفال ببلدان مختلفة قادتهم الحروب والكوارث الإنسانية إلى ظروف مأساوية انتهكت براءتهم.
ويعود تاريخ هذا اليوم الى الـ20 من نوفمبر(تشرين ثاني) من عام 1989 ؛ حيث تم التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل من قبل 191 دولة.
وفي بريطانيا يتم الاحتفال بهذا اليوم بطريقة خاصة؛ فقد كان مقدم البرامج الشهير الآيرلندي تيري واغن يقوم عام 1980 باعداد برنامج لجمع التبرعات للاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يعانون من امراض مزمنة، احتفالا بهذا اليوم التاريخي.
وكان واغن - الذي توفي العام الماضي - يشارك نجوم كرة القدم والموسيقى والمسرح وفنانيين مشهورين ومقدمي برامج تلفزيونية واذاعية من اجل جمع تبرعات لمساعدة أسر الاطفال الذين يحتاجون لدعم مادي ومعنوي لعلاج اطفالهم والعناية بهم.
كنت كل عام في نفس هذا اليوم أشاهد هذا البرنامج الرائع الذي يقوم بتقديمه أطفال يطلبون من الجميع التبرع من أجل الأطفال المحرومين من طفولتهم بسبب عاهات مرضية تسلتزم رعاية خاصة.
والأمر الذي لفت انتباهي هو الاهتمام بالطفل وايضا بالعمل الخيري لأجله. لكن الفرق بين اطفال الدول المنكوبة والتي تمر بأزمات مختلفة مثل الحروب وغيرها، وأطفالنا كبير؛ فأطفال بريطانيا يتمتعون بحرية وحقوق مشاركة فعالة من اجل عمل الخير لزملائهم الذين يعانون من امراض مزمنة.
وقد جمع هذا البرنامج العام الحالي أكثر من 46 مليون جنيه استرليني في ظرف وجيز جدا. وهذا الملبغ الكبير يبين لك مدى الاهتمام بالطفل في بريطانيا.
فالاطفال يشاركون في برنامج التبرعات بطلب من المجتمع البريطاني، وفي نفس الوقت فان البرنامج يقدم أدلة وبراهين ووثائق عن الأموال التي تصرف على الأطفال المحتاجين، وقد وثق حالات لأطفال تمت معالجتهم بهذه المبالغ التي تبرع بها مواطنون بريطانيون العام الماضي.
ان الهدف من البرنامج بشكل أكيد والذي يذاع مباشرة على الهواء ويشاهده معظم البريطانيين، هو ان يبين للجميع من خلال الشاشة الفضية ان الاموال التي تم جمعها تذهب للغرض الذي أنشئت من أجله، لا كما يحدث في بعض البلدان.
الغريب في الامر أن الاموال التي تذهب الى أطفال البلدان المحرومين جاءت من الغرب الذي يقوم أطفاله بعمل الخير منذ صغرهم. فالعملية في حد ذاتها تربية.. تربية الطفل منذ الصغر على الامانة والصدق وعمل الخير ومساعدة الآخرين.. كل هذه الصفات التي نادى بها ديننا الحنيف.
الاطفال يموتون في الحروب بالعراق وسوريا والسودان وغيرها، أو يحرمون من المأوى والطعام.
يجب أن نستفيد من تجارب الآخرين كبريطانيا لتعليم أطفالنا منذ الصغر على الإـيثار وحب الآخرين والتفاني من أجلهم، من أجل مجتمع خال من الحرمان، والطفل فيه يتمتع بكل حقوقه وحرياته.