عبد السلام ضيف الله
TT

تونس... والبحث عن معجزة أمام فرنسا

يصل منتخب تونس إلى مباراته الأخيرة في الدور الأول من كأس العالم وسط أمواج متقلبة ورياح انتقادات عالية.
تونس التي أضاعت فوزاً كان مطلباً وضرورة أمام أستراليا، عقّدت وضعيتها في ضمان التأهل بالهزيمة (0 - 1)، مما يجعل مباراتها غداً (الأربعاء) 30 نوفمبر (تشرين الثاني) أمام المنتخب الفرنسي أكثر تعقيداً.
التعقيد يأتي أولاً من صعوبة المهمّة أمام المنتخب الفرنسي بطل العالم، وأحد أقطاب كرة القدم العالمية، والمرشّح دائماً للعب الأدوار الأولى في «المونديال».
ويأتي ثانياً من أنّ المنتخب التونسي لا يملك كل النديّة لتحدّي المنتخب الفرنسي، على كل المستويات فردياً وجماعياً وحتى تكتيكياً؛ إذ يتفوق هذا المنتخب بشكل كبير وصريح.
ثالثاً، من الناحية الذهنية؛ إذ إنّ المنتخب الفرنسي سيدخل إلى المباراة دون أي ضغوطات تُذكر؛ فقد ضمن التأهل، وفي المركز الأول، بالمقابل يصل «نسور قرطاج» وهم مثقلون بأعباء هزيمة لم تكن متوقّعة أمام أستراليا، قد تكون أثّرت كثيراً على الحالة المعنوية للفريق.
والمنتخب التونسي مطالب بتحقيق الانتصار، وفارق هدفين على الأقل، من أجل التأهل الذي سيكون مرتبطاً كذلك بنتيجة مباراة الدنمارك وأستراليا التي ستُلعب في الوقت ذاته.
تحتاج تونس إلى روح مباراة الدنمارك التي أبهر بها التونسيون العالم على الرغم من الاكتفاء بالتعادل، ويحتاجون أكثر إلى فاعلية هجومية وقُدرة تهديفية عالية.
تونس لم تسجل إلى حد الآن في «المونديال» أي هدف في المباراتين أمام الدنمارك وأستراليا، فهل تراها احتفظت بذلك دون إرادة إلى هذا الموعد المثير والعاصف مع فرنسا لتسجّل كل الأهداف المرجوّة؟
تاريخياً، لا تملك تونس سجلاً ذهبياً أمام فرنسا؛ لأنّ موازين القوى كانت دائماً لصالح «الديكة»، فهل يفعلها «النسور» هذه المرة؟
قدرة تونس على النجاح أمام فرنسا هي عبارة عن عملية قيصرية مستعصية تبدأ بالانتصار على الذات لتجاوز كل الصعاب البدنية والذهنية، وتتواصل بالنجاح الهجومي في هدّ الحصون الفرنسية العتيدة بأهداف، وتحقيق الانتصار المنشود.
لا تطلب الجماهير التونسية المتفائلة إلا تقديم عرض يمحي صور الهزيمة والمرارة العالقة بعد الهزيمة الكارثية أمام أستراليا.
واقعياً، المهمة صعبة جداً ومعقدة إلى أبعد حدّ... ولكن في كرة القدم لم ينتهِ زمن المعجزات بعدُ، فهل يكتب «النسور» معجزة جديدة تنضاف إلى معجزات عديدة في تاريخ كأس العالم لكرة القدم؟