مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

الصقر السعودي ينقضُّ على الأرجنتين

فوزٌ تاريخيٌّ سعوديٌّ عربيٌّ آسيويٌّ على أعظمِ فرق العالم، ومعهم أعظمُ لاعبي العالم... هذا خلاصة ما حصلَ في ملحمةِ البارحة في قطر.
صقورُ المنتخب السعودي لكرة القدم، حلَّقوا عالياً وجالوا وصالوا في سماء قطر، وقنصوا الطرائد الأرجنتينية، في مفاجأة أذهلت العالمَ كلَّه، وأظنُّها أعظمَ نتيجةٍ لمنتخب عربي عبرَ التاريخ.
مهرة التانغو لم يهزموا منذ أكثر من عشرات المباريات، والكل كان، وما زال، يرّشح ليونيل ميسي ورفاقَه للظفر بكأس العالم، ولكن ما لم يؤخذ في الحسبان هو همّة الشباب من رجال المنتخب السعودي وطموحهم وبسالتهم.
فرحة غامرة شملت الشعبَ السعودي، وأظنّ الكثيرَ من العرب، بهذا النصر المبين، ومن يوجد في المدن السعودية البارحة والأيام المقبلة، خاصة العاصمة الرياض، رأى وسيرى أكثرَ الأمواج الشعبية الخضراء تتدفّق في شوارع وميادين السعودية فرحاً وجذلاً وفخراً.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وجّه بالموافقة على ما اقترحه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أن يكون اليوم الأربعاء إجازة لجميع الموظفين والطلبة.
شمل القرار الذي يأتي بمناسبة فوز المنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني في كأس العالم، جميع موظفي قطاعات الدولة والقطاع الخاص والطلبة والطالبات في جميع المراحل التعليمية.
بمناسبة ذكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ففي تقديري أنَّ كلمته الذكية القيادية لعناصر المنتخب السعودي قبل سفرهم إلى قطر، كان لها فعل السحر، فقد سحب منهم الضغوط النفسية، وخلق حافزاً «ذاتياً» لدى اللاعبين، من دون تحميلهم أي هدف تعجيزي، فهو طلب منهم فقط «الاستمتاع» باللعب.
الفوز السعودي الكبير أمس على رفاق ميسي وجد صدى عالمياً فارقاً، مثلاً نجد «بي بي سي» تجبر نفسها على هذا العنوان:
السعودية تحقق فوزاً تاريخياً على الأرجنتين.
ثم يقول تقريرها: «قدمت السعودية عرضاً مذهلاً في الشوط الثاني وسجَّلت هدفين متتاليين بعد الاستراحة، لتصعق الأرجنتين وتخرج بالانتصار 2-1، في واحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ كأس العالم لكرة القدم يوم الثلاثاء».
هذا سحر كرة القدم وأثرها الكبير على متابعيها وجمهورها، من كل الطبقات الاجتماعية، لقد رأينا أمس فرحة ولي العهد السعودي، التي تشبه فرحة أي شاب سعودي من رفاقه في «المجلس» أو الديوانية، ليلة البارحة، وشاهدنا فرحة حتى الأمهات والمقيمين في السعودية.
إنَّها فرحة وطن، وهذا يخبرك طرفاً ولو يسيراً عن أن كرة القدم، ليست مجرد رياضة والسلام... هي أشياء وأشياء، تختصر في مدارها، كل شيء.