لوحظ في وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة اتجاه بعض الخبراء الذين لم يصابوا بفيروس «كوفيد» حتى الآن لشرح وتفسير أسباب عدم إصابتهم بالفيروس لتوضيح الخطوات التي اتخذوها للنجاة من الفيروس المنتشر بشكل متزايد.
أصبح عدم الإصابة بـ«كوفيد» أمراً أكثر خصوصية الآن لأنه يصف أقلية متقلصة تمثل قلة محظوظة، تماماً مثل معلمي إنقاص الوزن السعداء بمشاركة أسرار نجاحهم.
يبدو البعض منطقياً تماماً في طرحه، مثل عالمة الفيروسات أنجيلا راسموسن، التي غردت بأنه على الرغم من استئناف السفر إلى المؤتمرات العلمية، فقد ظلت سليمة ولم تصب بالفيروس بسبب ارتداء أقنعة عالية الجودة عند الضرورة، ولم توجد في صالة الألعاب الرياضية بالفندق، وكانت تتناول الطعام في الهواء الطلق وتمشي بدلاً من ركوب سيارة أجرة، كلما كان ذلك ممكناً.
البعض الآخر كان أكثر تطرفاً، مثل الخبير الذي غرد قائلاً إنه التزم بالإجراءات الوقائية بصرامة لدرجة أنه وضع كمامة «N95» المحكمة على وجهه طيلة الرحلة من الولايات المتحدة إلى أستراليا ولم يزلها قط حتى لأخذ رشفة ماء.
لكن ثمة نصيحة واحدة تقريباً لا أحد يسديها هي أن تكون محظوظاً. يقول طبيب الأطفال نيل ستون إنه لا يوجد «سر» للبقاء في مأمن من الإصابة بفيروس «كوفيد - 19» سوى الكثير من الحظ.
للطبيب نيل ستون وجهة نظر. فقد أخبرني عالم الأورام والأوبئة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، فيناي براسادن، بأنه «ارتكب كل الأخطاء الممكنة» ولم يُصب بـ«كوفيد». فهو تماماً مثل أولئك الأشخاص الذين يحتفظون برشاقتهم رغم تناول جميع أنواع الوجبات السريعة.
بالنسبة لي شخصياً، لدي بعض البيانات التي يمكنها إلى حد ما تحديد وشرح حظي السعيد في تجنب «كوفيد» حتى الآن. فأنا أشارك في دراسة عن المناعة، ما سمح لي بمعرفة أن دمي لا يزال يحمل كميات كبيرة من الأجسام المضادة التي جلبها لي لقاحي، بالإضافة إلى اللقاح الذي حصلت عليه في ديسمبر (كانون الأول) المعزز، ولا توجد علامات على أي إصابة سابقة. كذلك لا تتضاءل الأجسام المضادة لدى الجميع بنفس المعدل، وفي بعض الأشخاص لا تتضاءل الأجسام المضادة على الإطلاق... (في مرحلة ما، يجب أن يصبح جمع هذه المعلومات أمراً روتينياً لمساعدة الأشخاص على تحديد ما إذا كانوا سيحصلون على جرعات معززة إضافية).
ربما يفسر المستوى العالي من الأجسام المضادة للقاح نجاحي أكثر من سلوكي الشخصي وأسلوب حياتي. أبذل بعض الجهد لتجنب «كوفيد»، لكني كنت بعيدة عن الكمال. ومن المحتمل أنني قد تعرضت مرتين على الأقل؛ مرة واحدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما ظهرت أعراض على شخص ما في تجمع عطلة صغير كنت قد حضرته في اليوم التالي، ومؤخراً، عندما شاركت مساحة داخلية كبيرة مع شخصين ثبتت إصابتي بهما لاحقاً. لكن وفقاً لعملي المخبري، لم أصب قط بعدوى صامتة.
من المحتمل أنني كنت محمية بأجسامي المضادة العالية، أو أن تدفق الهواء في ذلك الوقت يعني أنني لم أستنشق من الفيروسات ما يكفي لإصابتي بالمرض. هناك وجه آخر للمناعة يسمى الجهاز المناعي الفطري، الذي يعمل كخط دفاع أول وأحياناً يقضي على الفيروس أو مسببات الأمراض الأخرى قبل أن يتكاثر بما يكفي لإنتاج الأجسام المضادة. قد تساعد المناعة الفطرية الجيدة في تفسير شيء عانى منه الكثير منا، هو عدم الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا حتى عند النوم في نفس السرير خلال فترة المرض بأكملها.
قد يؤثر الإجهاد والنظام الغذائي والصحة العامة وحتى ضوء الشمس في المناعة الفطرية، وكذلك العوامل الأخرى. ما زلنا لا نعرف الكثير عن جهاز المناعة، وهذا أحد أسباب حديثنا عن «الحظ». نعم الناس مثلي محظوظون، لكن فهم كيفية عمل الحظ يمكن أن يساعد الآخرين على تجنب «كوفيد»، سواء لأول مرة أو للمرة الثانية أو الثالثة. فإلقاء نظرة فاحصة على الشخص المحظوظ ساعد الباحثين مثل غاري تبواس على اكتشاف أن السمنة في الصحة العامة خطأ وأن الأنظمة الغذائية القياسية عالية الكربوهيدرات- منخفضة الدهون تسبب زيادة الوزن.
أتوقع أن يكون عملي الإضافي بعد الخامسة مساء هو الذي نجاني، ذلك لأن الأعمال الإضافية تتنامى بشكل كبير هنا في الولايات المتحدة، وهي أفضل من أي أجسام مضادة سابقة سببتها العدوى أو اللقاحات السابقة. وإلى أن أكتشف أسباباً أخرى لحفاظي على مناعتي، ليس هناك سبب آخر أطرحه للبقاء رشيقة غير هذا السبب.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»
8:18 دقيقه
TT
محظوظ هو مَن لم يُصَب بـ«كوفيد»!
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة