أحمد أبو الغيط
* الأمين العام لجامعة الدول العربية

على هامش جولة بلينكن... الانتقال من إدارة الصراع إلى حله

الجولة الحالية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في المنطقة، تُمثل تحركاً مهماً يأتي في وقته، ويعكس إدراك الإدارة لخطورة ما يجري، ولأهمية ومحورية الدور الأميركي في معادلة السلام والأمن في هذه البقعة من العالم. وقد رأيتُ، بهذه المناسبة، أن أستعرض بعض الخلاصات والأفكار بعد أن سكتت المدافع وتوقفت القذائف وهدأ العنف الذي عم الأراضي المحتلة خلال الشهر الحالي.

بايدن والمنطقة العربية... الواقع والطموح

يتولى الرئيس جوزيف بايدن دفة القيادة في الولايات المتحدة، في لحظة لا يخفى على أحدٍ مدى دقتها وخطورتها، سواء على الصعيد الداخلي الأميركي أو على مستوى العالم الذي يواجه تحدياً مشتركاً غير مسبوق، من حيث ضراوته واتساع أبعاده وتداعياته، ممثلاً في جائحة «كورونا». إننا أمام لحظة مُفعمة بمخاطر شتى ومفتوحة على احتمالات متباينة، وهي لحظة تقتضي قيادة من نسيج خاص.

العالم العربي في مواجهة الجائحة والتنمّر الإقليمي التركي ـ الإيراني

بعد نحو عقدٍ من الاضطرابات السياسية والحروب الأهلية، وما صاحب ذلك من تراجع اقتصادي وفوران اجتماعي واتساع في رقعة الفقر متعدد الأبعاد، يجد العالم العربي نفسه في قلبِ أزمة ممتدة جديدة جراء جائحة «كورونا» (كوفيد - 19).

لتسكت المدافع وتتوقف الصراعات حتى نواجه الجائحة

في الثاني والعشرين من مارس (آذار)، هذا العام، تحل الذكرى الماسية لنشأة جامعة الدول العربية. خمسة وسبعون عاماً مضت على هذه الخطوة التاريخية التي اتخذها جيلٌ مؤسسٌ من القادة العرب من ذوي الهِمَّة والوعي بوضع إطار مؤسسي للعلاقات بين الدول العربية، التي قامت زمناً طويلاً على وحدة الشعور والضمير، فضلاً عن اللغة والتاريخ والثقافة المشتركة، من دون أن يُترجم ذلك في صورة مؤسسية سياسية.

قمة بيروت التنموية وحتمية الاستثمار في البشر

كان المُفترض والمأمول أن تُعقد القمم الاقتصادية العربية كل عامين، وذلك منذ أن عُقدت القمة الاقتصادية الأولى في الكويت في عام 2009. غير أن القمة التنموية التي تُعقد هذا الأسبوع في بيروت تلتئم بعد غيابٍ دام نحو ستة أعوام بعد القمة الثالثة التي عُقدت في الرياض في عام 2013. وربما يكونُ انعقاد هذه القمة في ذلك التوقيت بشير خير، وإشارة إلى إعادة ترتيب أجندة الأولويات العربية على نحو صحيح. لا يُجادل أحدٌ في ازدحام هذه الأجندة بتحدياتٍ مختلفة، بل وبتهديدات خطيرة. لا يُجادل أحدٌ في أن بعض الدول العربية واجهت، ولا تزال، اختبارات مصيرية تتعلق بوجودها ذاته وبوحدة كيانها السياسي.

منتدى التعاون العربي الصيني: أفق جديد للعلاقات بين الجانبين

العلاقات بين العرب والصين قديمة قدم الحضارتين العريقتين، ومتشعبة بصورة تشمل كل أوجه النشاط الإنساني من التجارة والاقتصاد إلى الثقافة والروابط الشعبية. وقد سبقت هذه العلاقات العميقة الاتصال بين الصين وبقية أنحاء المعمورة، بل كانت الحضارة العربية الإسلامية الجسر الواصل بين الصين وحضارات العالم الأخرى. وليس عجيباً، والحال هذه، أن يكون زمن ازدهار الحضارة العربية الإسلامية - منذ القرن الثامن الميلادي فصاعداً - هو ذاته الذي شهد ذروة الحضارة الصينية، وقمة مجدها، وازدهارها الاقتصادي والعلمي والإنساني.

عشر ملاحظات على هامش الأزمات العربية

محقٌ المواطن العربي إن شعر بالتوجس من العام الجديد وما قد يحمله لبلادنا. محقٌ من يتطلع إلى العالم فيجده في حال سيولة غير مسبوقة، حيث مخاطر الصراع تتصاعد، وأوار المنافسات يشتعل، والتيارات الشعبوية تُعيد تشكيل السياسة في الكثير من البُلدان المؤثرة. وفي وسط هذا كله، نجد العالم العربي في موقع الدفاع عن وجوده، وعُرضة للتهديد في مصالحِه، بل وفي كيانِه وهويتِه كما شهدنا مؤخراً في الأزمة التي افتعلتها الإدارة الأميركية بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

الجامعة العربية بين الواقع والتحديات

لديّ انحياز تقليدي لمن يرتدون لباس الشرف الوطني ويُقسمون على حماية الأوطان وافتدائها بأرواحهم.. عندي اقتناع راسخٌ بأن المؤسسات العسكرية كانت، ولا تزال، واحدًا من أهم عوامل تماسك النسيج الوطني في الدول العربية على اختلاف أنظمتها السياسية وتركيباتها الاجتماعية.. إن هذه المؤسسات هي العروة الوثقى الجامعة للهوية الوطنية، والعنوان الأعلى للانتماء والولاء. وإذا تناولنا الأمر من الزاوية الاستراتيجية، فإن العالم العربي - في مجموعه - صار في وضعية دفاعية. وهو، كما نرى، أصبح هدفًا للهجوم من أكثر من اتجاه. وأخطر أنواع الهجوم على الإطلاق هو ذلك الذي ينبع من داخل الدول لا من خارجها..

عاجل نتنياهو: الجيش الإسرائيلي سيدخل رفح بصفقة أو بدون صفقة