التكامل والتعليم

بحسب آخر نتائج لتقرير بيرسون Education Firm Pearson، فإن أفضل خمسة أنظمة تعليمية في العالم على التوالي هي: فنلندا ثم كوريا الجنوبية وتليها هونغ كونغ فاليابان ثم سنغافورة. ما يلفت النظر في المراتب الخمسة الأولى هو أن أربعا منها من دول شرق آسيا، وليست أوربا كما قد يظن أحدهم.
يقول فرانسيس بيكون (المعرفة قوة). ولأن التعليم والمدارس إحدى وسائل المعرفة فإن هذه النتائج تعطي انطباعا حول التطور والحضارة وشكل القوى المهيمنة في العالم مستقبلا.
خرج التقرير بنتائج كثيرة مثيرة، منها أنه لا توجد خلطة سحرية بإمكانها تغيير التعليم وجعله في المقدمة بين ليلة وضحاها. فما يظنه البعض من أن المال قد يستطيع تغيير وتطوير التعليم لم تثبت صحته. بل إنه من النادر أن يكون للمال أثر فاعل. التعليم يحتاج إلى عمل على المدى الطويل، وتكامل وترابط وتركيز شامل على كل أطرافه.
المعلم عامل مهم في العملية التعليمية. وقد أظهرت نتائج التقرير أن الحصول على معلمين جيدين والاحتفاظ بهم ليس هو السر في رفع مستوى التعليم، لأن المعلمين يحتاجون إلى أن يتم تقديرهم كمتخصصين محترفين في عملهم وليس كآلات.
ثقافة المجتمع ونظرته للتعليم واحد من أهم العوامل التي خرج بها التقرير. الافتراضات الموجودة لدى المجتمع حول التعليم وفائدته والغاية منه وقيمته لديهم تؤثر بشكل كبير على تطور التعليم. النظرة الإيجابية نحو المدرسة، أو على الأقل تغيير المعتقدات السلبية نحوها، لها أثر إيجابي كبير في تطوير التعليم.
للأسرة وخصوصا الأبوين أثر كبير في العملية التعليمية، فهم إما أن يكونوا عائقا أو مساندا للتعليم. يحرص الوالدان على أن يحصل أبناؤهم على تعليم جيد فيمارسون بعض الضعوط عليهم. الضعط الذي يمارسه الوالدان على أبنائهم في الدراسة ليس دليلا على عدائهما لأطفالهما، لكنه أسلوب غير سليم في التوجيه.
أشارت نتائج التقرير إلى أن ينظر للتعليم على أن مهم للمستقبل، وليس للحاضر فقط. كثير من المهارات المطلوبة لوظائف هذه الأيام لم تكن مطلوبة قبل عشرين عاما. لذلك على التعليم اليوم أن يضع في الحسبان الحاجات المستقبلية، والعمل على توفير المهارات المناسبة لطلبة اليوم ليتوائموا مع الحاجات الوظيفية في المستقبل.
التعليم الجيد ليس مهمة مؤسسة واحدة فقط. بل يحتاج إلى جهد وعمل وتكامل بين كل فئات المجتمع.