مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

هل تتحمس كالامارد للتحقيق في اغتيال الهاشمي؟!

السيدة الفرنسية أغنيس كالامارد، المقررة «المتطوعة» لمجلس حقوق الإنسان، عادت للجدل من جديد، بعد ضلوعها في الحملات العدائية ضد السعودية، ليس بسبب تقاريرها التعبوية بحجة التحقيق في مقتل الصحافي جمال خاشقجي؛ بل قبل وأثناء وبعد هذه المسألة.
السيدة مسيّسة للنخاع؛ ضمن جبهة عالمية تضمّ أخلاطاً من اليسار الفوضوي الجديد، وجماعات الإسلام السياسي؛ السني والشيعي.
آخر «مصائب» هذه الناشطة هجومها على واشنطن بسبب مقتل الإرهابي الدولي الإيراني قاسم سليماني بغارة جوية برفقة زعيم إرهابيي العراق، أبو مهدي المهندس، قرب مطار بغداد في يناير (كانون الثاني) الماضي!
كالامارد قالت في تقريرها الذي قدمته لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة - وهي ليست موظفة رسمية، بل متطوعة، حسب تصريحات الأمم المتحدة نفسها - إن مقتل سليماني خرق للقانون الدولي. وتضيف؛ لا فض فوها: «لم تثبت صحة القول الأميركي بأن سليماني يشكل خطراً إرهابياً على أميركا وبعض الدول في المنطقة»!
وزارة الدفاع الأميركية ردّت على تقرير هذه الناشطة اليسارية، فقالت: «مقتل سليماني كان خدمة لاستقرار المنطقة وتقويضاً ليد طهران بعيداً عن زعزعة أمن دول الجوار».
المفارقة المحزنة أن حملات كالامارد الأخيرة على السعودية في تركيا بملف خاشقجي، ثم دفاعها عن جنرال الإرهاب الإيراني قاسم سليماني، تزامنت مع اغتيال تلاميذ قاسم سليماني للصحافي والمحلل العراقي «الوطني» الشهير؛ هشام الهاشمي، في عملية علنية أمام منزله وأطفاله، فهو «إعدام خارج سلطة القانون» حسب اختصاص كالامارد الذي تقدّم نفسها به.
هل تسارع هذه المحققة المتطوعة لفتح ملف دولي كبير عريض حول اغتيال هشام الهاشمي؟! وتلاحق المتهمين والجناة، بهمة ونشاط ودأب كما عوّدتنا الأستاذة ذات النظارات البوليسية؟! كتب الصحافي الأميركي من أصل لبناني عراقي، حسين عبد الحسين، مقالة مؤثرة عن اغتيال الباحث والصحافي العراقي هشام الهاشمي، بموقع «الحرة» الأميركي، فقال: «المجرمون لن يعلنوا مسؤوليتهم، والقضاء العراقي لن يعثر عليهم؛ على الأرجح، وهو ما يجعل الجريمة مطابقة لعشرات الجرائم في لبنان ولمئات منها في العراق، وهي جرائم تطال دائماً معارضي نظام إيران وميليشياتها في المنطقة». وجلّها جرائم لم تسأل عنها كالامارد وأشباهها. هذه السيدة ليست نزيهة الغرض السياسي، فهي تعلن صراحة معاداتها السعودية ومصر، فقد وصفت المحققة أغنيس قائد ورمز إرهابيي الجماعات الإيرانية بالسعودية نمر النمر، بل إرهابيي «القاعدة» في السعودية، بالمصلحين السياسيين، حسبما جاء في تقرير لها قدم في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، عدّت فيه «الشيخ نمر النمر زعيماً سياسياً شيعياً له توجهات غير عنيفة». قالت في تقرير سابق لها بعد انتقادات عنيفة للنظام التركي الحاكم: «إساءة استغلال قوانين محاربة الإرهاب للحد من حرية التعبير وتحجيم الديمقراطية مشكلة كبيرة لا تقتصر فقط على تركيا»!
القصد... هؤلاء مجرد نشطاء ينتمون لتيارات سياسية، ولا علاقة لهم بالعدلية والمهنية والبراءة من الأغراض... وملف اغتيال الصحافي العراقي هشام الهاشمي، الذي انفجر خبره في كل مكان، ليس إلا فترة امتحان لكالامارد؛ وأمثالها.