مارتن إيفينز

ريشي سوناك عالق داخل حرب أهلية في حزب المحافظين

عندما قالت أليس، بطلة الرواية التي أبدعتها أنامل لويس كارول، إنها لا تؤمن بالأشياء المستحيلة، قدمت لها الملكة البيضاء إجابة السياسي الذكي: «أعتقد أنك لم تتدرب كثيراً». من ناحيته، لا يؤمن ريشي سوناك، رئيس الوزراء البراغماتي الجديد للمملكة المتحدة، بالأشياء المستحيلة هو أيضاً. ومع ذلك، فإن عدداً من الفصائل القوية داخل حزب المحافظين الحاكم ترغب في عدة أشياء متناقضة، والأكثر صعوبة من ذلك أنها تريدها جميعاً قبل الانتخابات العامة المقبلة، المقررة في غضون عامين.

ديكورات جونسون: قضية تافهة أم فساد؟

ثق بقدرة البريطانيين على تحويل قصة الفساد السياسي إلى حكاية عن الطبقة الاجتماعية والأثاث باهظ التكلفة. لكن الخدع الأخيرة في حزب المحافظين الحاكم كشفت كثيراً عن النخبة الحاكمة في السياسة البريطانية، فكما هو الحال في الولايات المتحدة، فإن بريطانيا تطمح الآن إلى ثروة ورفاهية وأسلوب حياة الأثرياء العالميين. فالفجوة بين أعلى 5 في المائة في المجتمع والباقين لم تكن يوماً بهذا الاتساع، ولم تكن واضحة بدءاً من أماكن قضاء العطلات إلى ديكورات المنزل.

بوريس جونسون ودرس لازم في التعاطف

في كتاب «العراب - الأب الروحي»، ذلك الذي ألهمت صفحاته جيلاً كاملاً من عتاولة مجالس إدارة مختلف الشركات، أقصى مايكل كورليوني صديقه الموثوق به للغاية توماس هاغن عن منصبه القديم كأوثق مستشاري عائلة كورليوني الكبيرة، وعندما استفسر هاغن متسائلاً عن سبب إقصائه المفاجئ عن دوره القديم في العائلة، كانت إجابة كورليوني بسيطة وواضحة للغاية: «توماس، أنت لست مستشاراً في زمن الحرب». يواجه بوريس جونسون رئيس وزراء المملكة المتحدة عكس هذا الموقف تماماً في الآونة الراهنة.

بايدن وبوريس جونسون... دبلوماسية أم صداقة؟

لا تفصلنا عن الانتخابات الأميركية سوى أسبوعين، وبدأ أصحاب الآراء التشاؤمية تجاه علاقة أميركا بالمملكة المتحدة بعد رحيل ترمب يظهرون على الساحة بقوة. إن جو بايدن «أميركي من أصل آيرلندي، ولا يكنّ محبة خاصة لبوريس جونسون، أو بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي». ويتوقع بعض المحافظين أن فوز مرشح الحزب الديمقراطي سوف يمثل كارثة بالنسبة للبريطانيين، وينهي تلك العلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة. من الرائج تصوير جونسون كنموذج شعبوي مصغر من ترمب، لكن لحسن الحظ سيكون لدى فريق السياسة الخارجية المخضرم ذي الخبرة الكبيرة، الذي يعمل مع بايدن، رؤية أكثر حنكة.

«بي بي سي»... زوبعة الحاضر ومآلات التاريخ

تقف الآن «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، الراعي الناقل لحدث يشاهده الملايين، في مرمى النيران، نتيجة للجدل الحاد المثار حول إمكانية التخلي عن أنشودتين «شوفونيتين» تؤديان خلال الحفل الموسيقي كل عام. وقد كشفت هذه الزوبعة عن أزمة ثقة في أكبر وسيلة إعلامية في البلاد، في وقت تزامن مع تولي مديرها العام الجديد، تيم ديفي، مهام منصبه، حيث يخشى كبار المسؤولين التنفيذيين في «بي بي سي» (جميعهم من ذوي البشرة البيضاء) مواجهة اتهامات بالعنصرية.

بريطانيا: «العمال» يزاحم «المحافظين»

كان لمسألة العداء للسامية دورها في دفع الناخبين داخل بريطانيا بعيداً عن حزب العمال. في ظل قيادة جيرمي كوربين، راوغ مسؤولو الحزب في مسألة تطهير صفوف الأصدقاء والرفاق من اليسار المتطرف. من ناحيته، أدرك خليفة كوربين، كير ستارمر، المحامي المعني بحقوق الإنسان والذي تميز بمكانة رفيعة قبل تحوله إلى العمل السياسي، منذ الوهلة الأولى أن حزبه أمره انتهى، إلا إذا تحرك بقوة وحسم ضد هذا التوجه الضار بالحزب. وكان أول إعلان صدر عنه لدى انتخابه رئيساً لحزب العمال في الرابع من أبريل (نيسان) أنه «سيقضي على هذا السم من جذوره». ولحسن الحظ، يثبت ستارمر يوماً بعد آخر أنه أهل للمهمة ـ ولدور القيادة بوجه عام.

بريطانيا وخطط تخفيف الإغلاق

في أحد اجتماعاته الصباحية اليومية، سأل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بعد أن عاود ممارسة مهامه الكاملة بعد تعرضه لنوبة خطيرة بسبب الفيروس، عن المسؤول عن تخفيف خطة الإغلاق البريطانية، مع كل ما ينطوي عليه القرار من مخاطر وشكوك تتحملها الحكومة. وفي تصريح لصحيفة «صنداي تايمز» قال أحد المقربين: «كان هناك صمت فقط»، مضيفاً، «نظر رئيس الوزراء إلى مارك سيدويل (كبير موظفيه المدنيين) وسأل: هل أنت؟ وأجاب الموظف: لا، أعتقد أنه أنت سيادة رئيس الوزراء».