مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

بين ترمب وأوباما... نحن مع من؟

مع دخولنا في العدّ التنازلي للانتخابات الرئاسية الأميركية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بدأ الصراع مبكراً ومختلفاً ومصيرياً هذه المرة.
ثمة مقولة دائمة التردد عند بعض المتحاذقين العرب، إن أميركا دولة محكومة بالمؤسسات ودور الرئيس فيها هامشي، وهذا كلام بعضه حق وبعضه باطل، فوصول الرئيس الأميركي السالف، باراك أوباما للبيت الأبيض، أحدث انقلاباً بالمعنى الحقيقي للكلمة على السياسات الأميركية، وأتحدث عن السياسات الخارجية، وبدّل وغيّر في أسس النظرة الأميركية للحلفاء والأعداء... يكفي فقط رهانه «الصوفي» على تحرير النظام الإيراني الأصولي من الحصار والعقوبات، ومنحه دوراً إقليمياً «مباركاً» من إدارة أوباما.
أتى بعده الرئيس الحالي دونالد ترمب، وقلب الطاولة عليهم، وشطب اتفاق أوباما السيئ مع النظام الإيراني، واستأنف النظرة الأميركية التقليدية في تصنيف هذا النظام الإرهابي المدمر. إذن نحن هنا أمام سياسات جذرية تناقضت بين عهدين أميركيين بسبب تغيير شخص الرئيس.
اليوم نجد باراك أوباما شخصياً يدخل على خط الحملات الانتخابية، بعد إجماع، شمل حتى المناصرين الديمقراطيين، على ضعف حضور المرشح الديمقراطي ضد ترمب، وهو جو بايدن، أو جو «النعسان»، كما لقّبه بدهاء دونالد ترمب.
بدأ أوباما يستخدم مهاراته المنبرية في التصويب على ترمب وإدارته، ووصل الأمر إلى مستوى حرج، لذلك فتح ترمب نيرانه مراراً ضد أوباما، بعد أيام من تقارير أعربت عن قلق أوباما من قرار وزارة العدل إسقاط القضية ضد مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، معتبراً أن حكم القانون بالبلاد بات في خطر!
هذا سلوك غير مأثور من رئيس سابق، وحسب تقارير إعلامية يتردد السؤال عن مكالمات مسربة تظهر نية أوباما إفساد إدارة ترمب و«توريطها» في قضايا تجسس من أجل إسقاطها.
ترمب عرف من هو خصمه الحقيقي، إنه أوباما هذه المرة، وليس جو «النعسان»، ولذلك في منبره المفضل، «تويتر»، قال ترمب: «لقد تحولت إدارة أوباما إلى واحدة من أكثر الإدارات فساداً وعجزاً في تاريخ الولايات المتحدة. تذكروا هو وجو النائم (جو بايدن) سبب وجودي هنا».
وفي حديث أمام البيت الأبيض نقلته شبكة «سي إن إن»، قال حين سألوه عن هجمات أوباما عليه في مهرجان طلابي مؤخراً: «اسمعوا، هو كان رئيساً غير مؤهل، هذا كل ما يمكنني قوله. إنه كان غير مؤهل على الإطلاق».
تحولت تغريدات ترمب إلى هاشتاغ أو وسم بعنوان: #obamagate وصل إلى مستويات زيارة عالمية أو بلغة «تويتر»: الترند العالمي.
صراع سياسي أميركي شرس ومصيري، يجب على إعلامنا أن يأخذ بالاعتبار ما هي مصالحنا الحقيقية، أعني مصالح العرب المناهضين لرؤية أوباما في السياسة الخارجية... في هذا الصراع... أو بصيغة أخرى:
نحن مع من في هذه الانتخابات؟