أعود بالذاكرة إلى الحكومة الأولى التي كُلّف محمود عباس بتشكيلها في عهد الراحل ياسر عرفات، الذي قبِل الفكرة على مضض، وأضمر أن يقوّضها، وهذا ما فعله في مدة زمنية
مهما سجّلت استطلاعات الرأي من انحدار في نسبة التأييد الجماهيري، ومهما تواصلت عمليات البحث والتنقيب، عن أجسام لإدارة الحالة الفلسطينية بعد الحرب وبخاصةً في غزة،
ضلَّلت إسرائيل العالمَ حين أعلنت أنَّها بصدد اقتلاع «حماس» من جذورها، فصدّق من صدّق، وتشكّك من تشكك، إلى أن تبلور ما يشبه الإجماع على استحالة التصفية وحتمية.
لو أجرت إسرائيل حسبة دقيقة لخسائرها في حربها الراهنة والمستمرة، لخرجت بنتيجة واحدة: أن غزة بأنفاقها أضحت كابوساً أقوى تأثيراً من الجيوش بكل ما لديها من وسائل.