عادل عصام الدين
صحافي سعودي
TT

«مثلثات ومربعات» سعودية!

طرأ تطور ملحوظ على أداء الفريق السعودي لكرة القدم أمام نظيره البحريني في «خليجي 22»، وحين يلفت نظرك أي فريق بأدائه لا بد أن تكون هناك عوامل تقف وراء ذلك، وهذه العوامل تعتمد في كل مباراة على جوانب الإعداد المعروفة التي تصنع طاقة الفريق.
لم تكن هي المباراة الأفضل سعوديا، وليس هو العرض الذي يؤهل الفريق للفوز ببطولة الخليج في ظل وجود فرق منافسة قوية، لكن التحول السعودي سببه وجود «الدافع» الذي سهل من مأمورية الفريق وجعله يلعب مرتاحا فارضا شخصيته ونفوذه. لم أشاهد الفريق منذ فترة طويلة وهو يجيد الاستحواذ على هذا النحو لا سيما في الشوط الثاني.
كان واضحا أن ثمة رغبة قوية للظهور بمظهر مختلف وقد شاهدنا لأول مرة.. بل هي إحدى المرات النادرة التي يلعب فيها الفريق باستمتاع وبروح تعاونية نادرة. شاهدنا تشكيلات غير مسبوقة، وظهرت المثلثات والمربعات على نحو مبهر لم نتعود مشاهدتها من فريقنا بالذات.
وفق لوبيز كارو ربما لأول مرة في الفترة الأخيرة في اختيار تشكيلة قد تكون هي الأفضل من بين اللاعبين الموجودين في القائمة الخليجية وأخص بالذكر اختيار أفضل لاعبين في مركزي الظهيرين هما سلمان الفرج في الشمال وسعيد المولد في الظهير الأيمن كما وفق المدرب في تركيبة خط الوسط، ويبدو واضحا أن المدرب قد نبه لاعبيه وفرض عليهم اللعب باللمسة المباشرة وتفادي الاحتفاظ الفردي بالكرة بلا داعٍ، لكن التنفيذ لم يكن ليتم بهذا الجمال لولا توفر الرغبة ووجود الدافع القوي فضلا عن الهدوء والثقة.
لعب فريقنا بثقة كبيرة وهدوء غير معهود رغم حساسية الموقف والمباراة. فرض الفريق كلمته إلى درجة أنه لم يختبر في الخلف ملغيا خطورة الفريق البحريني. ولذلك أرى ضرورة البعد عن المبالغة أو الوقوع ضحية للنتيجة التي انتهت بفوز كبير لأن مباراة واحدة لا يمكن أن تمسح العيوب أو الخلل الذي يعاني منه الفريق أصلا وخاصة على مستوى متوسطي الدفاع.
كنت ولا أزال مؤمنا بأن الطاقة قد تكون في أفضل حالاتها لو استغلت جوانب الإعداد غير الجانبين الخططي والمهاري الجماعي ذلك أن الجانبين النفسي والذهني هما أساس متين تعتمد وتبنى عليهما الجوانب الأخرى. ولأن الفريق بدا في أفضل حالاته النفسية والعقلية سهلت مهمته تكتيكيا ومهاريا وقدم أفضل ما عنده بدنيا.
لم يكن الفريق بطيئا ولكنه كان هادئا يمتلك رغبة جامحة لاستغلال كل إمكاناته مستندا على التفوق في المقدرة الفنية الفردية.
أداء الفريق أمام البحرين عموما كشف مدى أهمية الدافع الذي يتحقق بالوعي الفردي مع التوجيه الدقيق للظهور بطاقة جيدة تحقق التفوق. لم تكن طاقة الفريق هي المثالية على المستوى الفني بيد أنها كانت في القمة نفسيا وذهنيا ومن هنا كان التفوق الكبير.
أرجو أن يكون لوبيز قد استفاد من التجارب المتعددة والمباريات السابقة وأن يحافظ على الاستقرار العناصري، وليت نجوم الفريق يدركون أن ما قدموه أمام البحرين سببه الشعور بالمسؤولية حيث كان الدافع سببا في تقديم عرض خلا من الأنانية والعشوائية والارتجال والتوتر والركض بلا وعي.
[email protected]