د. عبد الجليل الساعدي
TT

آذان

يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين أحيانا
***
لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ

والأُذْنُ والأُذُنُ، يخفَّف ويُثَقَّل: من الحواسّ وهي مؤنث، والذي يراه سيبويه أُذْن، بالضم، والجمع آذانٌ لا يُكسَّر على غير ذلك، وتصغيرها أُذَيْنة، ولو سَمَّيْت بها رجلاً ثم صغَّرْته قلت أُذَيْن، فلم تؤَنِّث لزوالِ التأْنيث عنه بالنقل إلى المذكر، فأَما قولهم أُذَيْنة في الاسم العلم، فإنما سمي به مصغَّراً.
ومنه أذينة ملك تدمر السورية.. وأذينة الثاني الذي تزوج زنوبيا.

ورجل أُذْنٌ وأُذُنٌ: مُسْتَمِع لما يُقال له قابلٌ له؛
رجل أُذُنٌ ورجال أُذُنٌ، فأُذُنٌ للواحد والجمع في ذلك سواء إذا كان يسمع مقالَ كلّ أَحد. قال ابن بري: ويقال رجل أُذُنٌ وامرأَة أُذُنٌ، ولا يثنى ولا يجمع، قال: وإنما سمَّوه باسم العُضْو تَهْويلاً وتشنيعاً.
تقول العرب قد أذِنْتُ بهذا الأمر أي عَلِمْت.
وآذَنَني فُلانٌ أعلَمَني.
والمصدر الأَذْن والإيذان.
لكن الأذن قد تخذل العين في بعض الأحيان وفي بعض المفاهيم النسبية للأشياء، ولكن حتى بعد هذا فإن الأذنَ تظل صامدة وعنيدة. ولنا في قصة المعيدي خير مثال.
تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. لكن أسلوب المعيدي أثناء المواجهة أعاد لصورته نصاعتها.
***
في ترْتِيبِ الصَّمَمِ
يُقَالُ بأذُنِهِ وَقْر، وفي القرآن الكريم: وفي آذانهم وقر
فإذا زَادَ فَهُوَ صَمَمٌ:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صممُ

فإذا زَادَ فَهُوَ طَرَشٌ وفقا للثعالبي.
أما الأَصْلَخُ: فيرى الثعالبي أن صاحبه لا يَسمَعَ حتى الرَّعْدَ. أي الذي لا يسمع شيئاً البتّة.
إلا أن ترتيب الثعالبي هذا يناقضه ابن منظور والجوهري وصاحب القاموس المحيط، الذين رأوا أن الطرش هو أهون الصمم.

***
وفي أوْصَافِ الأذُنِ
الصَّمَع صِغَرُها والأَصْمَعُ: الصغير الأُذن، والأُنثى صمعاءُ. والأَصمعانِ: القلبُ الذَّكِيّ والرأْيُ العازم. الأَصمعي: الفُؤاد الأَصْمَعُ والرأْيُ الأَصْمَع العازِمُ الذكِيّ.
والسَّكَكُ في الاذن كَوْنها في نِهاية الصِّغَرِ
القَنَفُ اسْترْخَاؤُها فيما يكون الخَطَلُ عِظَمُهَا.
الخُشَّاءُ العَظْم الناتِئُ خَلْفَ الأذُنِ.
***
لا نقول في العربية ثقب الأذن لأن الثقب للدُّر، وإنما نقول خُرْبَةُ الأُذُنِ. خُرْتَةُ الفَأْسِ وسَمُّ الإبْرَةِ
وكُوَّةُ السَّقْفِ والحَائِطِ. ونقول: القَور من قارَ الشيءَ قَوْراً وقَوَّرَه: قطع من وَسَطه خرفاً مستديراً. قار التَوْبَ والبِطِّيخَ
و القور جمع قارة وهي الأكمة الصغيرة قال المتنبي:
صحبت في الفلوات والوحش منفرداً حتى تعجب من القـور والأكـمُ

ونقول ثَلَمَ الإِنَاءَ، وخَرْم الكِتَاب.

***
يقال لسمع الأذن: المِسْمَع وهو الخَرْق الذي يُسمَع به. ويقال: قد ذهب سِمْعُ فلان في الناس وصِيتُه أي ذِكْره. قال: والسِمْعُ أيضاً: ولد الذئب من الضَبُع.
قال الكسائي: إذا سمع الرجل الخبر لا يعجبه قال: سِمْعٌ لا بِلْغٌ وسَمْعٌ لا بَلْغٌ أي أسْمَعُ بالدواهي ولا تَبْلغني.