برهم صالح يرفض الاعتداء على السعودية ويربط أمن العراق بالخليج وعون يطالب بعودة النازحين السوريين ويتمسك بالقرار 1701

الرئيس العراقي برهم صالح يلقي كلمة بلاده في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس - الرئيس اللبناني ميشال عون يتحدث في الجمعية العامة أمس (أ.ف.ب)
الرئيس العراقي برهم صالح يلقي كلمة بلاده في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس - الرئيس اللبناني ميشال عون يتحدث في الجمعية العامة أمس (أ.ف.ب)
TT

برهم صالح يرفض الاعتداء على السعودية ويربط أمن العراق بالخليج وعون يطالب بعودة النازحين السوريين ويتمسك بالقرار 1701

الرئيس العراقي برهم صالح يلقي كلمة بلاده في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس - الرئيس اللبناني ميشال عون يتحدث في الجمعية العامة أمس (أ.ف.ب)
الرئيس العراقي برهم صالح يلقي كلمة بلاده في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس - الرئيس اللبناني ميشال عون يتحدث في الجمعية العامة أمس (أ.ف.ب)

وصف الرئيس العراقي برهم صالح استهداف المنشآت النفطية وغيرها في المملكة العربية السعودية بأنه «تطور خطير»، مؤكداً أن أمن العراق «مرتبط بأمن الخليج». وطالب بحل يقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، محذراً من أن الوضع الإقليمي «خطير ينذر بعواقب كارثية». في حين شدد نظيره اللبناني ميشال عون على «العودة الآمنة» للنازحين السوريين إلى بلدهم، رافضاً كذلك الدعوات إلى تقليص خدمات وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغليهم في الشرق الأدنى (الأونروا).
وكان الرئيس العراقي يتحدث في اليوم الثاني من الاجتماعات الرفيعة المستوى للدورة السنوية الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك؛ إذ عرض أولاً للأوضاع في العراق، حيث «استباح الإرهاب بلادنا»، قائلاً إن «مشروع تنظيم (داعش) الإرهابي كان مخططاً خبيثاً لتدمير العراق والمنطقة». وأكد أن «العراق مقبل على تطورات إيجابية مهمة، أمنياً وسياسياً واقتصادياً»، مضيفاً أنه «يجب أن نقيم هذه التطورات الإيجابية ونؤسس عليها في ضوء الاستقرار الأمني المحقق حتى الآن، آخذين في الحسبان ما تعرّض له شعب العراق على مدى 40 عاماً مضت من الاستبداد وحملات الإبادة والأنفال والمقابر الجماعية، واستخدام الأسلحة الكيماوية في حلبجة، وتجفيف الأهوار، وتدمير البيئة والحروب والحصار، واستباحة الإرهاب وتخريب البنى التحتية والفساد».
لكنه أشار إلى أن «التحديات لا تزال ماثلة، واستحقاقات النصر الناجز بالقضاء التام على الإرهاب لا تزال تتطلب تكاتفاً إقليمياً ودولياً لمحاربة هذه الآفة الخطيرة ومعالجة الظروف التي ساهمت في إيجاد بيئة صالحة لنموها وتكاثرها».
وأفاد الرئيس صالح بأن «استهداف أمن الخليج والمملكة العربية السعودية الشقيقة، تطور خطير»، معبراً عن «القلق من هذا التوتر والتصعيد». وأكد أن «أمننا مرتبط بأمن الخليج والمنطقة، والمجتمع الدولي يجب أن يساعد بجدية في تدارك هذا التصعيد؛ لما له من تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والدولي».
ونبّه إلى أن «الوضع الإقليمي خطير ينذر بعواقب كارثية، علينا تداركها». ورأى أن «الحل يبدأ بتفاهم شامل يقوم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية لدول المنطقة». وجدد الدعوة إلى «بناء منظومة أمنية مشتركة في الشرق الأوسط، والتأسيس لنظام تكامل اقتصادي وتنسيق سياسي لاستئصال الإرهاب وضمان الاستقرار». وقال: «لا نريد لبلدنا أن يكون طرفاً في الصراع الإقليمي والدولي ولا ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية»، مضيفاً أن العراق «لن يكون جزءاً من محور ضد آخر»، كما أنه «لن يكون منطلقاً للاعتداء على أي من دول الجوار». وشدد على أن «علاقتنا تتعزز مع عمقنا العربي والخليجي، ونحن مصرّون على الارتقاء بهذه العلاقات وتطويرها كركن مهم من أركان استقرارنا وأمننا، وكذلك علاقاتنا مع جوارنا في إيران... وكذلك مع جارتنا الشمالية تركيا».
من جهته، ناشد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون زعماء العالم أن «يساهموا في العمل على عودة النازحين الآمنة» إلى سوريا، مضيفاً أن مسؤولية معالجة هذه الأزمة «لا تقتصر على لبنان وحده، بل هي مسؤولية دولية مشتركة تحتم تعاون الجميع على إيجاد الحلول لها، وبصفة عاجلة». واعتبر أن «شروط العودة أصبحت متوافرة (...) وأعلنت الدولة السورية ترحيبها بعودة أبنائها النازحين»، محذراً من تحويل النازحين إلى «رهائن في لعبة دولية للمقايضة بهم عند فرض التسويات والحلول». كذلك نبّه إلى «خطورة تقليص خدمات» وكالة «الأونروا» «مما تسبب بمزيد من الضغط الاجتماعي والمالي عليهم وعلينا»، معلناً «رفض لبنان القاطع كل محاولة للمس أو تعديل ولاية (الأونروا)». وأكد على أن الخروقات الإسرائيلية للقرار 1701 «لم تتوقف يوماً، وكذلك الاعتداءات المتمادية على السيادة اللبنانية براً وبحراً وجواً»، مشيراً إلى «العمل العدواني السافر الذي حصل الشهر الماضي على منطقة سكنية في قلب بيروت هو الخرق الأخطر لهذا القرار»، موضحا أن «لبنان بلد محب للسلام، وهو ملتزم القرار 1701» غير أن «التزامنا هذا لا يلغي حقنا الطبيعي وغير القابل للتفرغ، بالدفاع المشروع عن النفس، بكل الوسائل المتاحة». وجدد «تمسك لبنان بحقوقه السيادية على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وشمال الغجر المحتلة». ولاحظ أن «أزمة الشرق الأوسط تزداد تعقيداً؛ لأن كل مقاربات الحلول والممارسات الإسرائيلية تناقض المبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة». وشكر الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي رعت مشروع «أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار» وصوتت لصالحها.


مقالات ذات صلة

فيصل بن فرحان يناقش المستجدات السورية مع بيدرسون

الخليج الأمير فيصل بن فرحان في لقاء سابق مع بيدرسون بمقر وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك (واس)

فيصل بن فرحان يناقش المستجدات السورية مع بيدرسون

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع غير بيدرسون المبعوث الأممي إلى سوريا، مستجدات الأوضاع السورية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي غزيون يسيرون بين أنقاض المباني المنهارة والمتضررة على طول شارع في مدينة غزة (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تطلب أكثر من 4 مليارات دولار لمساعدة غزة والضفة في 2025

طلبت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء، أكثر من أربعة مليارات دولار لتقديم مساعدات إنسانية لثلاثة ملايين شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يحضر مؤتمراً صحافياً في بريتوريا، جنوب أفريقيا، 11 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

غوتيريش: نرى بارقة أمل من نهاية الديكتاتورية في سوريا

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم (الأربعاء)، خلال زيارة إلى جنوب أفريقيا، أن هناك بارقة أمل من نهاية الديكتاتورية في سوريا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
المشرق العربي عائلة سورية متوجهة إلى بوابة باب الهوى وتبدو على ملامحهم السعادة بالعودة إلى بلادهم (أ.ب)

تركيا تدين التوغل الإسرائيلي وتؤكد تصديها لأي محاولة لتقسيم سوريا

ندَّدت تركيا بالتوغل الإسرائيلي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وشدّدت على دعمها سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، في حين اتخذت إجراءات لتسريع عودة السوريين

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.