«الخليفة»..
تحية طيبة.. وبعد،
أتمنى أن تكون ظروفك قد سمحت ببعض الوقت لقراءة رسالتي الأولى التي نشرناها منذ 20 يوما..
كنت مستمتعة إلى حد ما بمتابعة عملكم «الدرامي» (داعش) في جزئه الأول، ثم «الخلافة السوداء» كما سمتها «المجلة»، والآن دخلنا على «الأكشن»، وتحولنا من دراما تلفزيونية، إلى أجواء هليوودية مشوقة.
فيوم نسمع أن «الخليفة» فر إلى سوريا بعد بداية القصف الأميركي عليه في العراق، عفوا أقصد انتقل لا «فر» فالأبطال لا يهربون، والجبن ليس من سماتهم.
لكن، ما شدني أكثر عند هروبكم: «فراركم»، أقصد انتقالكم وسيارات الهمر التي رافقتكم وهي تصرخ داعية الأقمار الصناعية «نحن هامرات الخليفة.. احذروا أن تقصفونا.. اقصفوا الشباب اليائسين الذين تركناهم وراءنا، إنهم الأبطال الذين يشتهون الموت لدخول الجنة».
«أبو بكر»، أحرجتنا بهروبك، ثم بأنباء عن عودتك لتفقد مناطق في الأنبار محاطا بسيارات الانتحاريين الأوفياء المستعدين بالتضحية بحياتهم فداك...
لكن، فعلا عقدة هذا الشريط السينمائي، أنه ليس فيه عقدة ولم يُحبَك جيدا، فبعض الثغرات تجعل المشاهد يتساءل: لماذا من يسبق «الخليفة» من إرهابيين مطلوبين كانوا وما زالوا يتنقلون في الخفاء وبسرية تامة، وحتى اتصالاتهم تكون بحذر شديد أو شبه منعدمة، لكنك تتنقل بمثل هذه العلنية، ولا يقصفك أحد؟
وهذا ما يفتح أبوابا للتساؤل أيضا: من الذي يتغاضى عن مواكبك، ولماذا يؤجلون قصفك؟ وما الذي يريده مؤجرك منك بعد إسقاط المالكي؟ تسوية في سوريا مثلا؟
لا تقلق، أهم ما في الأمر أنك ما زلت تتقن أداء الدور جيدا، فدفع راتبك ورواتب من معك لن يتوقف بعد، وما زلت «بطل الدواعش»، رغم أن حركة العمل والتنقلات بين المواقع توحي بقرب نهاية الشريط السينمائي.
أمر آخر يخطر على بالي بعد انتقال الدراما التلفزيونية إلى شريط سينمائي وهو هل كانت كتابا من قبل؟ ومن كاتبه؟ أو أنه فقط سيناريو جرى إعداده على السريع للدفع نحو حل عاجل لما يحدث في المنطقة؟
8:7 دقيقه
TT
رسالة إلى الخليفة (2)
المزيد من مقالات الرأي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة