حسين الحكمي
أكاديمي سعودي
TT

التعليم الكوري يتفوق

بحسب تقرير بيرسون العالمي الذي صدر قبل بضعة أيام، تصدرت كوريا الجنوبية العالم كأفضل نظام تعليمي. وقد تبعتها ثلاث دول آسيوية على التوالي؛ حيث حصلت اليابان على المركز الثاني، وسنغافورة على المركز الثالث، ثم تلتها هونغ كونغ لتحل في المركز الرابع متقدمة على فنلندا،  التي تصدرت الترتيب العالمي لسنوات عدة وها هي تتراجع لتصبح خامسة بعد أربع دول آسيوية.
وأوضح التقرير أن منحنى التعليم تأثر بثقافة المجتمع الآسيوي . حيث أن المدرسة تعني للناس الشيء الكثير . كما يحظى المعلمون باحترام عال، ولهم مكانتهم المميزة في المجتمع . إضافة ألى أن الكل يتحمل مسؤولية التعليم المدرسين والآباء والطلبة. فالحمل ليس ملقى فقط على المدرسة والمعلمين ليطوروا التعليم ومستواه في المجتمع. نتج عن هذا الالتزام والتعاون أن حصل الطلبة في كوريا الجنوبية على أفضل الدرجات . التأثير الثقافي بالتوازي مع مجهود الطلبة العالي أدى إلى الوصول إلى مستوى تعليمي يُحتذى . كان لزاما على الطلبة أن يحفظوا ما بين 60 - 100 صفحة من المعلومات.
مرت كوريا الجنوبية بعدة مراحل قبل أن تتصدر التصنيف العالمي مؤخرا . كانت آخر تلك المراحل في عام 2011 عندما أعلنت الحكومة مشروعها التعليمي الذي سمته "التعليم الذكي" . يهدف المشروع إلى توفير تعليم عام وخاص على مستوى عال . يركز المشروع على خمسة قطاعات رئيسة ; الكتاب الإلكتروني، تقوم المدارس بالتحكم بالفصول الدراسية وتقييمها عن طريق الإنترنت ، توفير نظام حاسوبي يسهل الوصول لكل المعلومات الدراسية بشكل سريع ومن أي مكان، تطوير مستوى المعلمين عن طريق تدريبهم، وأخيراً بيئة تعليمية شاملة تحتوي على أساسيات مثل التواصل اللاسلكي وتوفير خوادم "servers” كبيرة وكل التقينة المناسبة.

يقول المدير التنفيذي في "بيرسون" جون فالون، إن التقرير أظهر أن هناك علاقة قوية بين مستوى التطور التعليمي والتدريب والتطور الاقتصادي . تصرف دول العالم أكثر من خمسة تريليونات دولار أميركي سنويا على التعليم . يختلف مستوى الصرف من بلد إلى آخر . لذلك فالحالة الاقتصادية الجيدة وتوفر الميزانية الكافية للتعليم يؤثران بشكل إيجابي كبير على تطور التعليم في الدول. ولأن الدول التي تسعى لتطوير التعليم لديها تعلم إثر التدريب، فقد لوحظ أن الدول التي تدرب الكادر التعليمي والطلبة حصلت على مراكز متقدمة.