ما تأثير النوم على صحة البروستاتا؟

يعدّ النوم الجيد عاملاً وقائياً محتملاً لصحة البروستاتا (بكسلز)
يعدّ النوم الجيد عاملاً وقائياً محتملاً لصحة البروستاتا (بكسلز)
TT

ما تأثير النوم على صحة البروستاتا؟

يعدّ النوم الجيد عاملاً وقائياً محتملاً لصحة البروستاتا (بكسلز)
يعدّ النوم الجيد عاملاً وقائياً محتملاً لصحة البروستاتا (بكسلز)

يُعدّ النوم الجيد أحد العوامل المهمة للحفاظ على الصحة العامة، بما في ذلك صحة غدة البروستاتا. وهناك علاقة ثنائية الاتجاه بين النوم ومشاكل البروستاتا: قلة النوم أو اضطراباته قد تزيد من خطر بعض المشاكل، بينما مشاكل البروستاتا غالباً ما تسبب اضطرابات في النوم.

وقلة النوم تؤثر سلباً على البروستاتا بزيادة خطر التضخم والالتهابات، بينما النوم الجيد ينظم الهرمونات ويعزز المناعة لصحة أفضل للبروستاتا.

كيف يؤثر اضطراب النوم أو قلته على صحة البروستاتا؟

وتشير بعض الدراسات إلى أن جودة النوم السيئة أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، خاصة الأنواع المتقدمة أو العدوانية. على سبيل المثال:

دراسة في «بيو بانك» في بريطانيا (أكثر من 30000 رجل) وجدت أن الاستيقاظ لأكثر من 30 دقيقة بعد النوم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بنسبة 15 - 20 في المائة.

وربطت دراسات أخرى اضطرابات النوم (مثل العمل الليلي أو انخفاض هرمون الميلاتونين الناتج من قلة النوم الجيد) بزيادة خطر السرطان، حيث يقلل الميلاتونين من الالتهاب ويحمي الخلايا.

ومع ذلك، النتائج غير متسقة تماماً؛ بعض الدراسات الكبيرة (مثل دراسة على 32000 رجل) لم تجد علاقة قوية بين مدة النوم القصيرة وخطر السرطان المتقدم.

وأفادت دراسة هندية كبيرة على رجال فوق 45 عاماً ونُشرت في مجلة BMC Public Health، بأن سوء جودة النوم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بتضخم البروستاتا، حيث يزيد الخطر بنسبة تصل إلى 61 في المائة في الحالات الشديدة. قد يرجع ذلك إلى تأثير النوم على مستويات الهرمونات مثل التستوستيرون. وأفادت الدراسات بأن قلة النوم تسبب التهاباً مزمناً، اضطراباً هرمونياً، وضعفاً في الجهاز المناعي؛ ما قد يسهِم في نمو خلايا البروستاتا غير الطبيعي.

النوم الجيد أولوية للصحة

يُعدّ النوم الجيد والمستمر لفترة كافية أمراً بالغ الأهمية للصحة العامة، وخاصةً لمرضى سرطان البروستاتا والمتعافين منه. فالنوم ضروري للغاية لدرجة أننا نُطلق عليه «دواءً» يعمل جنباً إلى جنب مع علاج السرطان، والنظام الغذائي الصحي، والتمارين الرياضية المنتظمة، والدعم الاجتماعي لتحسين نتائج العلاج وفرص التعافي.

يُساعد النوم الجيد على تقليل الالتهابات في الجسم، وتحسين الحالة المزاجية، وتعزيز الأداء اليومي. كما يُمكنه دعم جهاز المناعة، بل وقد يُحسّن من فاعلية العلاج، وفقاً لما أفاد به موقع «دعم مرضى سرطان البروستاتا».

بعد العلاج، يُساعد النوم الجيد على تقليل الالتهابات وتنظيم الهرمونات؛ ما قد يُسرّع الشفاء، وربما يُقلّل من احتمالية عودة السرطان، على الرغم من أن الدراسات في هذا الشأن لا تزال جارية. من المعروف أن قلة النوم مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، بما في ذلك المراحل المتقدمة منه؛ لذا فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم بعد العلاج يُعدّ استراتيجية منطقية للوقاية من عودة السرطان.

كما أن قلة النوم قد تُصعّب التعافي من علاج سرطان البروستاتا، والعودة إلى الأنشطة اليومية، والحفاظ على استقرار الحالة النفسية، والتمتع بجودة حياة جيدة. ولهذا السبب؛ فإن معالجة مشاكل النوم تعدّ جزءاً أساسياً من توفير رعاية شاملة لسرطان البروستاتا وتحسين فرص النجاة.

نصائح لتحسين النوم وحماية البروستاتا

وهذه بعض النصائح من أجل حماية البروستاتا:

- اهدف إلى 7 - 9 ساعات نوم يومياً بانتظام، في بيئة مظلمة وهادئة لزيادة إفراز الميلاتونين.

- مارس الرياضة بانتظام، وتجنب الكافيين والسوائل قبل النوم.

- إذا كنت تعاني تبولاً ليلياً متكرراً أو أعراضاً أخرى (مثل ضعف تدفق البول)، استشر طبيب مسالك بولية لفحص البروستاتا مبكراً.

- الحفاظ على وزن صحي ونظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه يدعم كلا الأمرين.

ويعدّ النوم الجيد عاملاً وقائياً محتملاً لصحة البروستاتا، بينما اضطراباتها غالباً ما تكون سبباً رئيسياً لسوء النوم. الدراسات مستمرة، لكن الحفاظ على نمط نوم صحي يُوصى به دائماً للصحة العامة. إذا كانت لديك أعراض، فالكشف المبكر أفضل خطوة.


مقالات ذات صلة

من السقوط إلى فقدان الأسنان... إليك ما تكشفه أحلامك عنك

صحتك دراسات تقول إن ما نختبره في حياتنا اليومية ينعكس بأحلامنا (رويترز)

من السقوط إلى فقدان الأسنان... إليك ما تكشفه أحلامك عنك

 تحدثت صحيفة «التلغراف» البريطانية مع عدد من الخبراء عن أكثر الأحلام شيوعاً وما تكشفه عنا

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا يقف شرطي حارساً بينما يقوم عامل صحي (على اليمين) بإعطاء لقاح شلل الأطفال لطفل في أحد أحياء بيشاور - باكستان 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)

باكستان تطلق آخر حملة وطنية لمكافحة «شلل الأطفال» بعد ارتفاع الإصابات

أطلقت السلطات الباكستانية، الاثنين، آخر حملة وطنية للتطعيم ضد شلل الأطفال خلال العام الحالي، في مسعى لحماية نحو 45 مليون طفل، وذلك بعد تسجيل أكثر من عشرين حالة

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
صحتك فحص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

نوع شائع من الخضراوات قد يحميك من ألزهايمر

يعدّ مرض ألزهايمر الشكل الأكثر شيوعاً للخرف، لكن الخبراء يقولون إن تناول البروكلي يُمكن أن يُساعد في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض بشكل كبير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ميكروبيوم الأمعاء هو مجتمع هائل من البكتيريا والفطريات والفيروسات والكائنات الدقيقة التي تعيش في جهازك الهضمي وتُنظّم كثيراً من العمليات الفيزيولوجية (بيكسباي)

8 أخطاء غذائية تضر بميكروبيوم الأمعاء

يُعدّ ميكروبيوم الأمعاء ذا أهمية بالغة في جسمك فببساطة هو مجتمع هائل من البكتيريا والفطريات والفيروسات والكائنات الدقيقة التي تعيش بجهازك الهضمي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الوجبات الخفيفة المالحة والحلوى المعلبة تحفِّز إشارات التوتر في الدماغ (جامعة كاليفورنيا)

5 أطعمة ومشروبات تضاعف مستويات القلق

قد تعتقد أن التوتر يأتي فقط من ضغوط العمل أو المشكلات اليومية والعلاقات المتعبة، ولكن خبراء التغذية يحذِّرون من بعض الأطعمة والمشروبات الشائعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

من السقوط إلى فقدان الأسنان... إليك ما تكشفه أحلامك عنك

دراسات تقول إن ما نختبره في حياتنا اليومية ينعكس بأحلامنا (رويترز)
دراسات تقول إن ما نختبره في حياتنا اليومية ينعكس بأحلامنا (رويترز)
TT

من السقوط إلى فقدان الأسنان... إليك ما تكشفه أحلامك عنك

دراسات تقول إن ما نختبره في حياتنا اليومية ينعكس بأحلامنا (رويترز)
دراسات تقول إن ما نختبره في حياتنا اليومية ينعكس بأحلامنا (رويترز)

لا أحد يعرف بالضبط لماذا نحلُم، على الرغم من أن العملية يبدو أن لها علاقة بتعزيز الذاكرة. ومع ذلك، فإن معظم الأبحاث التي أُجريت في السنوات الأخيرة تدعم فرضية أن ما نختبره في حياتنا اليومية ينعكس في أحلامنا.

ويدعم البروفسور لوكا ماريا آييلو، عالم البيانات في جامعة تكنولوجيا المعلومات في كوبنهاغن هذه الفرضية، مضيفاً أن أبحاثه أظهرت أيضاً كيف تؤثر الأحداث العالمية على أحلامنا. فقد وجد أحد هذا الأبحاث أن الكوابيس كانت أكثر شيوعاً في أميركا خلال الستينات (التي شهدت اضطرابات وصراعات متعددة) مقارنةً بما هي عليه اليوم، حيث انخفضت وتيرتها تدريجياً في العقود اللاحقة، مع أنها ازدادت أيضاً خلال جائحة «كورونا». ويوضح قائلاً: «لا شك أن التوتر والقلق العامين في بيئاتنا يؤثران على أحلامنا، وقد يجعلانها أكثر سلبية».

من جانبه، يعتقد الدكتور أبيديمي أوتايكو، أستاذ الأعصاب في كلية إمبريال بلندن، الذي درس الأحلام أيضاً، أن بعض أنواع الأحلام تهدف إلى تحضيرنا لمواجهة الصعوبات في العالم الواقعي، بينما تعكس أحلام أخرى معالجة الأحداث الماضية، حتى وإن بدت «عشوائية تماماً».

ورغم أن كل منا يحب أن يظن أن أحلامه فريدة، تشير بعض الأبحاث إلى أن 70 في المائة منا قد مرّوا بتجارب أحلام شائعة، مثل السقوط أو الطيران أو فقدان الأسنان، وبشكل عام، يمكن تصنيف أي حلم نراه ضمن 40 فئة مختلفة فقط.

وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة «التلغراف» البريطانية مع عدد من الخبراء عن أكثر الأحلام شيوعاً وما تكشفه عنا، وقد ذكروا الآتي:

فقدان الأسنان

بحسب الخبراء، فقد رأى حوالي شخصين من كل خمسة أشخاص أحلاماً تتعلق بفقدان الأسنان مرة واحدة على الأقل.

وتختلف تفسيرات هذه الأحلام باختلاف الثقافات حول العالم: ففي الصين، تُربط أحلام فقدان الأسنان بالكذب أو الخداع، بينما اعتقد الإغريق القدماء أنها ترمز إلى الخراب المالي، وعدّها السكان الأصليون لأميركا نذيراً بقرب الموت.

لكن يوجد تفسير أبسط. يقول الدكتور أوتايكو إن الأشخاص الذين يعانون من التوتر خلال النهار قد يضغطون على أسنانهم أثناء النوم، مما يُحفز أحلام فقدان الأسنان عندما يرصد الدماغ هذه الحركة.

بمعنى آخر فإنه يعتقد أن الحلم بفقدان الأسنان قد يكون ناتجاً عن ضغوطات الحياة اليومية التي نواجهها بالفعل.

ويضيف الدكتور أوتايكو أن هناك بعض الأبحاث التي تُشير إلى وجود صلة بين تكرار الأحلام المتعلقة بفقدان الأسنان وصحة الفم «لكن هذه الصلة ضعيفة نوعاً ما»، حسب قوله.

السقوط

بحسب الخبراء، قد تعكس أحلام السقوط من على حافة أو مكان مرتفع شعورك بمستوى عالٍ من القلق أو الإرهاق في حياتك اليومية، وأنك مثقل بالهموم.

ويقول الدكتور أوتايكو: «لقد تبين أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق لديهم عدد أكبر من الأحلام السلبية التي يشعرون فيها بفقدان السيطرة. إذا كنت تحلم بالسقوط بشكل متكرر، فقد حان الوقت لطلب الدعم النفسي للتخفيف من قلقك. وينطبق الأمر نفسه على الأحلام المتعلقة بالمطاردة أو الدفاع عن النفس».

عدم الاستعداد لامتحان مهم

قد تُخزَّن بعض الأحداث المقلقة التي تعرضنا لها في أذهاننا كأنها مصدر خطر حقيقي، خصوصاً إذا حدثت أثناء طفولتنا.

ولهذا السبب يرى كثير من الأشخاص الكبار في السن الحلم المتعلق بالقلق من امتحان ما أو عدم الاستعداد له.

ويقول الدكتور أوتايكو: «كثيراً ما يُراود الأشخاص في الخمسينات والستينات من العمر، الذين لم يخوضوا امتحانات منذ عقود، أحلامٌ كهذه في رد فعل للضغط النفسي، حيث يميل الدماغ إلى استرجاع الأحداث البارزة الضاغطة التي تعرضوا لها خلال حياتهم».

وقد وجدت إحدى الدراسات أن 34 في المائة من الناس قد رأوا هذا الحلم خلال حياتهم.

ويقول أوتايكو إن اتباع روتين نوم فعّال، يتضمن تجنب عوامل التوتر، مثل رسائل البريد الإلكتروني أو المحادثات المتوترة قبل النوم مباشرة، قد يُساعد في تقليل تكرار هذه الأحلام.

الطيران

يُعتقد أن أحلام الطيران تحدث لحوالي 40 في المائة من الناس، عادةً في سن مبكرة. تشير بعض الأبحاث إلى أن كثرة أحلام الطيران ترتبط بسمات شخصية، مثل الانفتاح على التجارب، وانخفاض مستوى العصابية.

كما أن الأشخاص الذين يتذكرون أحلامهم بسهولة أكبر هم أكثر عُرضةً لأحلام الطيران، وهي سمة، إلى جانب مؤشرات شخصية أخرى، ترتبط أيضاً بالأحلام الواعية، حيث يدرك الشخص أنه يحلم رغم نومه.

هل ترتبط الكوابيس بالخرف؟

يقول الدكتور أوتايكو: «أظهرت أبحاثي أن الأشخاص الذين يعانون من كوابيس متكررة في أي مرحلة عمرية قد يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالخرف في المستقبل».

وتشير إحدى الدراسات التي أجراها أوتايكو أيضاً إلى أن الأطفال الذين يعانون من الكوابيس أكثر عُرضة للإصابة بضعف الإدراك (وهو مؤشر على الخرف) حتى بعد مرور 50 عاماً.

ووجدت دراسة أخرى، شملت 3 آلاف بالغ في أميركا، صلة بين الكوابيس لدى البالغين في منتصف العمر، واحتمالية تشخيص الخرف بعد عشر سنوات.

كما وجد أوتايكو أن الكوابيس المتكررة قد تُسرِّع من وتيرة الشيخوخة.

وأوضح قائلاً: «من المحتمل أن يكون جزء من العلاقة بين الكوابيس والخرف في المستقبل ناتجاً عن أن الأشخاص الذين يعانون من كوابيس متكررة يشيخون بشكل أسرع بيولوجياً، وبالطبع، يُعد التقدم في السن عامل الخطر الأكبر للإصابة بالخرف».


نوع شائع من الخضراوات قد يحميك من ألزهايمر

فحص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)
فحص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)
TT

نوع شائع من الخضراوات قد يحميك من ألزهايمر

فحص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)
فحص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

يعدّ مرض ألزهايمر الشكل الأكثر شيوعاً للخرف؛ إذ يصيب أكثر من 10 ملايين شخص سنوياً حول العالم، وهو مرض عصبي تنكسي يؤدي إلى التدهور التدريجي للوظائف المعرفية، مثل الذاكرة، واللغة، والتفكير، والسلوك، والقدرات على حل المشكلات.

إلا أن الخبراء يقولون إن تناول البروكلي يُمكن أن يُساعد في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض بشكل كبير، وفقاً لما نقلته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

وأشار الخبراء إلى أن هذه الخضراوات الغنية بالألياف مليئة بالعناصر الغذائية والمواد الكيميائية التي تُحارب التدهور المعرفي.

وأظهرت إحدى الدراسات أن النساء المُسنّات اللواتي تناولن البروكلي بانتظام حققن أداءً أفضل في اختبارات الذاكرة.

وقالت جاي هي كانغ من مستشفى بريغهام والنساء التابع لجامعة هارفارد، والتي شاركت في هذه الدراسة: «كانت نتائج اختباراتهن المعرفية تُشبه إلى حد كبير نتائج النساء الأصغر سناً بسنة أو سنتين».

وينتمي البروكلي إلى فصيلة الخضراوات الصليبية، مثل القرنبيط والكرنب.

وقد رُبط تناول المزيد من هذه الخضراوات بانخفاض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى انخفاض خطر الإصابة بالسرطان والوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتُعدّ الخضراوات الصليبية غنية بفيتامينات «ب» وأصباغ نباتية تُسمى الكاروتينات، والتي ثبت أنها تُخفّض مستويات جزيء مرتبط بالخرف.

ووجدت إحدى الدراسات أن تناول هذه الخضراوات يُساعد على خفض مستويات بروتينات تاو الضارة، وهي من العلامات المميزة لمرض ألزهايمر.

تناول البروكلي يُمكن أن يُساعد في تقليل خطر الإصابة بألزهايمر (رويترز)

وأوضحت إيما فيلو، اختصاصية التغذية في مركز سيمز/مان للأورام التكاملية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، لموقع «يو سي إل إيه هيلث»، أن تناول حصة أو حصتين يومياً من هذه الخضراوات يكفي للاستفادة من الفوائد.

كما يحتوي البروكلي على الكولين، وهو عنصر غذائي دقيق أساسي موجود في الخضراوات الصليبية، والحليب، والزبادي، والبيض والأسماك.

ووجدت دراسة أجراها باحثون من جامعة تافتس أن تناول الأطعمة الغنية بالكولين قد يُقلل من خطر الإصابة بالخرف.

ويوصي مسؤولو الصحة بأميركا الرجال بتناول 550 ملليغراماً من الكولين يومياً والنساء بتناول 425 ملليغراماً، مع العلم أن كوباً واحداً من البروكلي يحتوي على 29.8 ملليغراماً من الكولين.

بالإضافة إلى ذلك، يُعدّ البروكلي مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة التي تُساعد على مكافحة الالتهابات، والتي قد تُؤدي إلى التدهور المعرفي. ويحتوي كوب واحد منه على 81 ملليغراماً من فيتامين «سي» المُعزز للمناعة (هذه الكمية تُعادل تقريباً كمية فيتامين «سي» الموجودة في برتقالة متوسطة الحجم)، بالإضافة إلى فيتامينَي «أ» و«هـ» المُعززين لصحة العين.

وقالت اختصاصية التغذية المعتمدة ليزا يونغ لموقع «إيتينغ ويل»: «يحتوي البروكلي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة القوية ومركبات تحمي خلايا الدماغ من الالتهابات والإجهاد التأكسدي، وهما عاملان رئيسيان في التدهور المعرفي».

ووفقاً للخبراء، تمكن إضافة المزيد من البروكلي إلى نظامك الغذائي عن طريق طهيه مع الدجاج في الفرن، أو تقطيعه وإضافته إلى حسائك، أو خبزه في الفرن مع جبن الشيدر المبشور للحصول على قرمشة لذيذة وشهية.


دراسة: نقص غذائي شائع يرفع مخاطر أمراض القلب لدى الملايين

نقص في «أوميغا-3» قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والتدهور المعرفي والالتهابات (بكساباي)
نقص في «أوميغا-3» قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والتدهور المعرفي والالتهابات (بكساباي)
TT

دراسة: نقص غذائي شائع يرفع مخاطر أمراض القلب لدى الملايين

نقص في «أوميغا-3» قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والتدهور المعرفي والالتهابات (بكساباي)
نقص في «أوميغا-3» قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والتدهور المعرفي والالتهابات (بكساباي)

أظهر تحليل علمي أن أكثر من ثلاثة أرباع سكان العالم لا يحصلون على كميات كافية من أحماض «أوميغا-3» الدهنية، وهو نقص غذائي قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والتدهور المعرفي، والالتهابات، ومشكلات النظر.

وبحسب الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Nutrition Research Reviews»، قام باحثون من جامعة إيست أنغليا وجامعة ساوثهامبتون وشركة «هولاند آند باريت» بتحليل أنماط استهلاك أوميغا-3 في عدد من الدول والفئات العمرية.

وخلصت المراجعة إلى أن 76 في المائة من سكان العالم لا يلبّون المستويات الموصى بها من نوعين أساسيين من أحماض «أوميغا-3» المرتبطة بصحة القلب، هما حمض الإيكوسابنتانويك (EPA) وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA).

وأخذ التحليل في الاعتبار توصيات الهيئات الصحية العالمية، وقيّم مدى التزام السكان بها.

وبحسب الباحثين، ينبغي لمعظم البالغين الحصول على ما لا يقل عن 250 مليغراماً يومياً من حمضي «EPA» و«DHA»، غير أن الاستهلاك الفعلي في العديد من المناطق لا يزال أدنى بكثير من هذا المستوى.

وأكدت اختصاصية التغذية في أمراض القلب الوقائية ميشيل روثنشتاين في مقابلة لشبكة «فوكس نيوز» أن انخفاض مستويات «أوميغا-3» يمكن أن يكون له تأثير ملحوظ في صحة القلب، والوظائف المعرفية، ومستويات الالتهاب في مختلف أنحاء الجسم.

وأضافت أن نقص استهلاك هذه الأحماض قد يزيد أيضاً من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والموت القلبي المفاجئ، كما يرتبط بارتفاع الدهون الثلاثية، واضطرابات نظم القلب، وتراكم اللويحات في الشرايين.

كما ارتبط انخفاض مستويات أحماض «أوميغا-3» بتغيرات في وظائف الدماغ، من بينها تسارع التدهور المعرفي، وارتفاع خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وزيادة معدلات الاكتئاب.

وأشارت روثنشتاين إلى أن المستويات المنخفضة قد تؤدي أيضاً إلى تفاقم الالتهابات في أمراض المناعة الذاتية، مثل الصدفية، كما يمكن أن تؤثر سلباً في صحة العين، نظراً إلى الدور البنيوي المهم الذي تؤديه أحماض أوميغا-3 في شبكية العين.

ولتحسين مستويات «أوميغا-3»، شددت الخبيرة على أهمية فهم الكمية المطلوبة ومصادر الحصول عليها.

وقالت: «تُعدّ الأسماك الدهنية، مثل السلمون والماكريل والسردين والرنجة والتروتة والأنشوجة، أغنى المصادر الغذائية لحمضي EPA وDHA».

وأوضحت روثنشتاين أن كثيراً من الأشخاص يستفيدون من تناول الأسماك الدهنية بوتيرة أعلى، غالباً بمعدل ثلاث إلى أربع مرات أسبوعياً. أما بالنسبة إلى من لا يتناولون الأسماك بانتظام، فقد تساعد المكمّلات الغذائية في رفع مستويات حمضي «EPA» و«DHA» إلى معدلات أكثر صحية.

وأفادت روثنشتاين بأن تحديد جرعات مكمّلات «أوميغا-3» يجب أن يستند إلى نتائج الفحوص المخبرية، والأدوية المستخدمة، ومستويات «أوميغا-3» في الجسم، إضافة إلى التاريخ الطبي العام لكل فرد. وأشارت إلى أن المكمّلات المعتدلة والخاضعة لمعايير جودة صارمة تُعدّ آمنة عموماً لمعظم الأشخاص.

وأضافت أن هناك أيضاً أدلة تدعم استخدام منتجات «أوميغا-3» الدوائية بجرعات علاجية.

وقالت: «أظهرت الجرعات العالية من حمض (EPA)، مثل تناول أربعة غرامات يومياً من مركّب (إيكوسابنت إيثيل)، قدرتها على تقليل الأحداث القلبية الوعائية الكبرى لدى بعض الفئات العالية الخطورة، في حين لم تُظهر جرعات مماثلة من مزيج EPA وDHA الفائدة نفسها بشكل متسق».

كما يمكن لفحص مستويات «أوميغا-3» أن يساعد في تحديد ما إذا كان الاستهلاك كافياً. ويُعدّ «مؤشر أوميغا-3»، وهو فحص دم يقيس نسب حمضي EPA وDHA في خلايا الدم الحمراء، من أكثر الطرق موثوقية لتقييم هذه المستويات.

وقالت روثنشتاين: «ترتبط المستويات القريبة من 8 في المائة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، في حين تُعدّ المستويات التي تقل عن نحو 4 في المائة منخفضة».