مشروبات الطاقة تُهدد القلب والدماغ

الإفراط في الكافيين يرفع ضغط الدم ويُضاعف مخاطر السكتة

مشروبات الطاقة تحت مجهر المخاطر الصحية (رابطة الأغذية المتخصّصة الأميركية)
مشروبات الطاقة تحت مجهر المخاطر الصحية (رابطة الأغذية المتخصّصة الأميركية)
TT

مشروبات الطاقة تُهدد القلب والدماغ

مشروبات الطاقة تحت مجهر المخاطر الصحية (رابطة الأغذية المتخصّصة الأميركية)
مشروبات الطاقة تحت مجهر المخاطر الصحية (رابطة الأغذية المتخصّصة الأميركية)

حذَّر أطباء في بريطانيا من المخاطر الصحية الكبيرة لمشروبات الطاقة، مُسلّطين الضوء على 3 مخاطر رئيسية قد تهدّد حياة المستهلكين، خصوصاً عند الإفراط في تناولها.

وأوضح الباحثون في مستشفيات جامعة نوتنغهام أنّ معظم الناس لا يدركون أنّ هذه المشروبات قد تؤدي إلى السكتات الدماغية والجلطات وارتفاع ضغط الدم؛ ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «تقرير الحالات الطبية».

ومشروبات الطاقة هي مشروبات تحتوي على كميات عالية من الكافيين والسكر، بالإضافة إلى مكوّنات أخرى مثل الغوارانا والتورين والجينسنغ، التي تهدف إلى زيادة اليقظة والطاقة مؤقتاً، لكنها في الوقت ذاته قد تضاعف تأثيرات الكافيين وترفع احتمالات السكتات الدماغية وأمراض القلب.

ورغم شعبيتها بين الشباب والرياضيين، فإنّ هذه المشروبات ليست خالية من المخاطر، ويؤكد الخبراء ضرورة الوعي بالجرعات ومراقبة المكوّنات «الخفية» للكافيين الموجودة فيها.

وأضاءت الدراسة على حالة رجل في الخمسينات من عمره، كان يتمتّع بصحة جيدة قبل أن يتبيَّن أنه يستهلك 8 عبوات من هذه المشروبات يومياً.

وأفادت الدراسة بأنّ الرجل تعرّض لسكتة دماغية في منطقة المهاد في الدماغ، وهي المسؤولة عن الإحساس والحركة. وقد أصيب بضعف وتنميل في الجانب الأيسر من جسمه، إضافة إلى صعوبات في التوازن والمشي والبلع والكلام.

وعند وصوله إلى المستشفى، سجَّل الأطباء مستوى ضغط دم مرتفعاً جداً، بلغ 254/150 ملم زئبق. وبمجرّد البدء بأدوية خفض الضغط، تراجع الضغط الانقباضي إلى 170 ملم زئبق، لكنه عاد للارتفاع بعد خروجه من المستشفى رغم زيادة جرعات العلاج.

وخلال الفحص والاستجواب، كشف الرجل عن أنه يستهلك نحو 8 علب من مشروبات الطاقة يومياً، تحتوي كلّ منها على 160 ملغ من الكافيين، ما يعني أن استهلاكه اليومي بلغ 1200 –1300 ملغ من الكافيين، أي نحو 3 أضعاف الحدّ الأقصى الموصى به يومياً وهو 400 ملغ.

مخاطر قلبية

وحذَّرت الدراسة من أنّ متوسط كمية الكافيين في مشروبات الطاقة يصل إلى 80 ملغ لكل 250 مل مقارنة بـ30 ملغ في الشاي و90 ملغ في القهوة، بينما قد تصل بعض المشروبات إلى 500 ملغ في العبوة الواحدة.

وأشار الباحثون إلى أنّ جهل الرجل بالمخاطر القلبية الوعائية لهذه المشروبات ليس مستغرباً، إذ لا يُنظر إليها عادة على أنها عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية أو السكتات الدماغية.

ورغم أنّ بعض المتاجر الكبرى في المملكة المتحدة فرضت منذ عام 2018 حظراً طوعياً على بيعها لمَن هم دون 16 عاماً، فإنّ المخاطر المُحتملة على القلب والدماغ لا تزال أقل تناولاً في الأبحاث والنقاشات العامة.

ويؤكد الباحثون أنّ الأدلة المتراكمة تستدعي التحرّك، مُشدّدين على أن «تشديد تنظيم بيع مشروبات الطاقة والحدّ من الإعلانات الموجّهة إلى الفئات الأصغر سنّاً قد يكونان ضروريين لحماية الصحة القلبية والدماغية مستقبلاً».


مقالات ذات صلة

السيطرة على سكر الدم... خطّ الدفاع الأول ضدّ تسوّس الأسنان

صحتك التحكم في سكر الدم يحمي اللثة والأسنان معاً (جامعة تورونتو)

السيطرة على سكر الدم... خطّ الدفاع الأول ضدّ تسوّس الأسنان

كشف باحثون من جامعة أوساكا في اليابان عن سبب ارتفاع معدلات تسوّس الأسنان لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك بمجرد بلوغ الرجال الأربعينات من العمر تُصبح الفحوصات الدورية ضرورية لاكتشاف المشاكل مبكراً (رويترز)

14 فحصاً طبياً ضرورياً للرجال فوق الأربعين

يُحذّر الأطباء من أنه بمجرد بلوغ الرجال الأربعينات من العمر تُصبح الفحوص الدورية ضرورية لاكتشاف المشاكل مبكراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فيتامين «د» يدعم صحة المناعة ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات (بيكسلز)

ما دور فيتامين «د» في تقوية مناعة الجسم؟

يُعد فيتامين «د» عنصراً غذائياً يحتاجه الجسم إلى جانب الكالسيوم لبناء العظام والحفاظ على صحتها

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك مريض يقيس مستوى السكر في الدم عبر الجهاز الخاص به (بيكساباي)

تعرف على فوائد المغنسيوم لمرضى السكري

يُعد المغنسيوم عنصراً غذائياً أساسياً للدماغ والجسم، ويساعد على تنظيم سكر الدم، وغالباً يلاحَظ نقص المغنسيوم لدى مرضى السكري... ويعرض التقرير التالي فوائده لهم:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الكافيين هو أكثر المنبهات شيوعاً في العالم (بكسلز)

كم من الوقت يبقى الكافيين في جسمك؟ وما هي أعراض انسحابه؟

الكافيين هو أكثر المنبهات شيوعاً في العالم، ويوجد في القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

السيطرة على سكر الدم... خطّ الدفاع الأول ضدّ تسوّس الأسنان

التحكم في سكر الدم يحمي اللثة والأسنان معاً (جامعة تورونتو)
التحكم في سكر الدم يحمي اللثة والأسنان معاً (جامعة تورونتو)
TT

السيطرة على سكر الدم... خطّ الدفاع الأول ضدّ تسوّس الأسنان

التحكم في سكر الدم يحمي اللثة والأسنان معاً (جامعة تورونتو)
التحكم في سكر الدم يحمي اللثة والأسنان معاً (جامعة تورونتو)

كشف باحثون من جامعة أوساكا في اليابان عن سبب ارتفاع معدلات تسوّس الأسنان لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وعن أن الأمر مرتبط بانتقال السكر من الدم إلى اللعاب؛ مما يؤدّي إلى تغيّرات في ميكروبات الفم، تزيد من خطر التسوّس.

وأوضحوا أن التحكم الجيد في مستويات السكر يمكن أن يقلّل من مخاطر تسوّس الأسنان، وكذلك أمراض اللثة.

نُشرت نتائج الدراسة، الاثنين، في دورية «ميكروبيوم».

ومرض السكري حالة مزمنة تؤثّر في قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر بالدم. وإذا لم يُتحكَّم فيه جيداً، فقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تشمل أمراض القلب والكلى والأعصاب والأوعية الدموية، كما يمكن أن يسبب مشكلات في العين، ويزيد خطر العدوى، ويؤدي إلى اضطرابات فموية مثل أمراض اللثة وتسوّس الأسنان.

ويساعد التحكمُ الدقيق في مستويات السكر بالدم، واتباعُ نمط حياة صحي، في تقليل هذه المضاعفات وحماية الصحة العامة.

وخلال الدراسة، طوَّر الفريق طريقة جديدة لتحليل اللعاب المستخلَص مباشرة من الغدد اللعابية قبل أن يتأثر بالميكروبات؛ مما مكّنهم من فَهْم تأثير انتقال السكر من الدم إلى اللعاب بشكل مباشر على صحة الفم، ورصد تأثيرات مرض السكري على صحة الفم والأسنان عموماً.

وأظهرت النتائج أنّ «ارتفاع مستويات السكر في الدم (فرط سكر الدم)» يؤدّي إلى انتقال الغلوكوز والفركتوز من الدم إلى اللعاب؛ مما يرفع السكريات في اللعاب بنسبة كبيرة؛ وبالتالي يوفّر بيئة ملائمة لنمو البكتيريا المسببة للتسوّس، خصوصاً لدى الأشخاص الذين لديهم تراكم للويحات السنية أو تاريخ سابق مع التسوّس.

توازن البكتيريا

كما وجد الباحثون أنّ ارتفاع السكريات في اللعاب يُغيّر توازن البكتيريا في الفم، إذ ترتفع نسبة البكتيريا المُسبِّبة للتسوّس، مثل «المكورات العقدية الطافرة»، بينما تنخفض البكتيريا المفيدة. ويؤدّي هذا التحوّل إلى زيادة إنتاج الأحماض التي تضعف مينا الأسنان وتُسرّع حدوث التسوّس.

وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن التحكم في مستويات السكر بالدم يقلّل من انتقال السكر إلى اللعاب، ويعيد التوازن الصحي للبكتيريا الفموية؛ مما يخفّض خطر تسوّس الأسنان وتراكم اللويحات.

ووفق الباحثين، فهذه النتائج تُضيء على أهمية السيطرة على نسبة السكر في الدم، ليس فقط للوقاية من أمراض اللثة، وإنما أيضاً لحماية الأسنان من التسوّس، بما يُعزّز صحة الفم وجودة الحياة لدى مرضى السكري.

وأضاف الفريق أن الوقاية المبكرة من التسوّس، وتقليل مشكلات الأسنان المرتبطة بالسكري، يُعزّزان الصحة العامة، ويخفّضان التكاليف الطبية المرتبطة بصحة الفم.


14 فحصاً طبياً ضرورياً للرجال فوق الأربعين

بمجرد بلوغ الرجال الأربعينات من العمر تُصبح الفحوصات الدورية ضرورية لاكتشاف المشاكل مبكراً (رويترز)
بمجرد بلوغ الرجال الأربعينات من العمر تُصبح الفحوصات الدورية ضرورية لاكتشاف المشاكل مبكراً (رويترز)
TT

14 فحصاً طبياً ضرورياً للرجال فوق الأربعين

بمجرد بلوغ الرجال الأربعينات من العمر تُصبح الفحوصات الدورية ضرورية لاكتشاف المشاكل مبكراً (رويترز)
بمجرد بلوغ الرجال الأربعينات من العمر تُصبح الفحوصات الدورية ضرورية لاكتشاف المشاكل مبكراً (رويترز)

يؤكد الأطباء أنه بمجرد بلوغ الرجال الأربعينات من العمر، تُصبح الفحوص الدورية ضرورية لاكتشاف المشاكل مبكراً، قبل أن تُصبح الحالات التي يُمكن الوقاية منها مُهددة للحياة.

وفيما يلي، بعض أهم الفحوص الطبية التي يقول الخبراء إنه ينبغي على الرجال فوق سن الأربعين مناقشتها مع أطبائهم - بعضها موصى به عالمياً، والبعض الآخر ينطبق على فئات معينة، بحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

تعداد الدم الكامل (CBC)

توصي الدكتورة أندريا كامانو، وهي طبيبة أميركية متخصصة في الغدد الصماء والسكري والتمثيل الغذائي، بإجراء فحص الدم هذا سنوياً للرجال في الأربعينات من العمر فما فوق.

وصرحت قائلة: «يُظهر هذا الفحص حالة خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية لدى المريض، كما يُشير إلى وجود عدوى أو ردود فعل تحسسية أو التهاب أو فقر دم أو اضطرابات تخثر».

فحص التمثيل الغذائي الشامل (CMP)

يُجرى هذا الفحص الدموي عادةً سنوياً، وفقاً لكامانو، التي قالت إنه مهم بشكل خاص للرجال الذين يستخدمون العلاج ببدائل التستوستيرون.

وأضافت: «يقيس فحص الدم هذا وظائف التمثيل الغذائي والأعضاء، ويوفر معلومات عن الكلى والكبد، وحالة الإلكتروليت والغلوكوز».

وتابعت: «من المهم اكتشاف أي مشكلة في الأعضاء قد تظهر تلقائياً، أو قد تكون ناجمة عن التقدم في السن أو تناول أدوية معينة».

ويستطيع الفحص اكتشاف أمراض الكبد والكلى، ومقدمات السكري، وداء السكري الكامل، واختلال توازن الإلكتروليت الذي قد يؤدي إلى تقلبات في ضغط الدم واضطرابات في نظم القلب.

ضغط الدم

توصي المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بإجراء فحص روتيني لضغط الدم لجميع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فأكثر.

ويُعرّف ارتفاع ضغط الدم بأنه 130/80 ملم زئبق أو أكثر.

وتقول كامانو: «قد يؤدي استخدام العلاج ببدائل التستوستيرون إلى ارتفاع ضغط الدم، لذلك من المهم جداً أن يقوم الرجال فوق سن الأربعين بمراقبة ضغطهم بانتظام. فقد يكون ارتفاع ضغط الدم مؤشراً على أمراض القلب والأوعية الدموية».

درجة كالسيوم الشريان التاجي (CAC)

يُصنّف الدكتور أودا، الطبيب المُعتمد في مركز بيكر هيلث بنيويورك، هذه الدرجة على أنها توصيته الرئيسية للوقاية من أمراض القلب، التي لا تزال السبب الأول للوفاة لدى الرجال فوق سن الأربعين.

وقال أودا لـ«فوكس نيوز»: «يقيس فحص درجة كالسيوم الشريان التاجي الترسبات الكلسية في الشرايين التاجية مباشرةً، قبل سنوات من ظهور الأعراض».

وأشار الطبيب إلى أن ارتفاع درجة كالسيوم الشريان التاجي يُشير إلى تصلب الشرايين التاجية المُبكر، مما يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ونصح أودا بإجراء الفحص كل خمس سنوات إذا كانت الدرجة صفراً، أو كل سنة إلى سنتين إذا كانت الدرجة أكبر من صفر.

تحليل الدهون المتقدم

يُصنّف الدكتور جيريمي ليف، طبيب أعصاب معتمد في نيويورك، هذا الاختبار على رأس قائمة أولوياته.

وصرح ليف لـ«فوكس نيوز»: «على عكس اختبار الكولسترول القياسي، الذي يُظهر فقط مستوى الكولسترول الجيد (HDL) والكولسترول السيئ (LDL)، يُحلل تحليل الدهون المتقدم أنواعاً مُحددة من جزيئات الكولسترول السيئ. فبعض جزيئات هذا الكولسترول أكثر خطورة من غيرها».

ويُساعد تحليل الدهون المتقدم على الوقاية من الأحداث القلبية الوعائية والدماغية الكارثية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وفقاً للطبيب.

وأضاف: «يُعطي هذا الاختبار الرجال الذين تزيد أعمارهم على 40 عاماً صورة أوضح بكثير عن مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية لديهم، وما إذا كانوا بحاجة إلى تغييرات كبيرة في نظامهم الغذائي أو نمط حياتهم. من خلال تحديد أنواع جزيئات الكولسترول السيئ الخطيرة مُبكراً».

وقد لا يلزم إجراء تحليل الدهون المتقدم إلا مرة واحدة إذا كانت النتائج الأولية ممتازة، وفقاً لليف. أما إذا كانت النتائج ضعيفة، فيُنصح الرجال بإعادة الاختبار كل ستة أشهر تحت إشراف طبيبهم.

وظائف الغدة الدرقية

وفقاً لكامانو، يُمكن إجراء هذا الفحص الدموي سنوياً لتقييم مدى كفاءة عمل الغدة الدرقية.

وأضافت: «يمكن أن تؤدي مشاكل وظائف الغدة الدرقية إلى تقلبات في المزاج، وإرهاق، وتغيرات في الوزن، وخفقان، وتساقط الشعر».

مستضد البروستاتا النوعي (PSA)

يقيس اختبار مستضد البروستاتا النوعي بروتين تنتجه الخلايا السليمة والسرطانية في غدة البروستاتا.

ويُستخدم هذا الاختبار، أحياناً مع فحص المستقيم الرقمي، للكشف عن سرطان أو تضخم البروستاتا، وفقاً لكامانو.

اختبار حساسية الإنسولين

يستخدم لقياس الصحة الأيضية بشكل أكثر عمقاً من الاختبارات القياسية، مثل اختبار سكر الدم الصائم واختبار الهيموغلوبين السكري التراكمي (HbA1c)، الذي يعكس متوسط ​​سكر الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية.

وقال ليف: «تؤثر مقاومة الإنسولين على كل عضو رئيسي تقريباً، بما في ذلك الكبد والدماغ. وتلعب دوراً رئيسياً في الصحة الأيضية، والالتهابات طويلة الأمد، ومخاطر الأمراض المستقبلية».

ويرتبط ضعف حساسية الإنسولين ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهني، والتدهور المعرفي، ومشاكل الأوعية الدموية.

وبناءً على النتائج الأولية، قد يكون من المناسب تكرار الفحص كل ستة أشهر، وفقاً لليف.

مستويات الهرمونات

توصي كامانو بإجراء فحوصات هرمونية لبعض الرجال فوق سن الأربعين، بما في ذلك التستوستيرون الكلي، والتستوستيرون الحر، والغلوبيولين الرابط للهرمون الجنسي (SHBG)، والهرمون الملوتن (LH)، والهرمون المنبه للجريب (FSH)، والإستراديول.

وأضافت: «تُجرى هذه الفحوصات عندما يُعاني الرجال من أعراض مثل انخفاض الرغبة الجنسية، أو التعب، أو تضخم الثدي، أو عند استخدامهم العلاج ببدائل التستوستيرون».

مؤشر أوميغا 3

يُصنّف طبيب القلب وولفسون، مؤسس عيادة «طبيب القلب الطبيعي» (Natural Heart Doctor)، وهي عيادة متخصصة في طب القلب الشامل، هذا الاختبار بأنه «أقوى مؤشر للنوبات القلبية وخطر الموت المفاجئ».

وأظهرت الدراسات أن انخفاض مستويات أوميغا 3، وتحديداً حمضي الإيكوسابنتاينويك (EPA) والدوكوزاهيكسانويك (DHA)، يرتبط بمجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الإنسولين وضعف الإدراك واضطرابات المزاج وغيرها.

وقال وولفسون: «مؤشر أوميغا 3 هو قياس مباشر لمستويات أوميغا 3 داخل خلايا الدم الحمراء، مما يجعله أكثر فاعلية من اختبار أوميغا 3 القياسي في الدم».

ويوصي الرجال الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً فأكثر بإجراء الاختبار مرة واحدة سنوياً.

فحص الشريان السباتي بالموجات فوق الصوتية

يُشير ليف إلى أن ضيق الشرايين السباتية يُقلل من تدفق الدم إلى الدماغ ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ويمكن لفحص الشريان السباتي بالموجات فوق الصوتية الكشف عن المشاكل قبل ظهور الأعراض بوقت طويل، مما قد يحمي صحة الدماغ.

ويمكن اللجوء للفحص لدى بعض الرجال المعرضين لخطر كبير أو عندما يشتبه الطبيب في الإصابة بمرض الشريان السباتي.

وقال ليف: «يمكن أن يُؤدي انخفاض تدفق الدم الناتج عن تراكم اللويحات إلى سكتات دماغية أو نوبات إقفارية عابرة». وأضاف: «اكتشاف الضيق مبكراً يسمح بالعلاج، أو تغيير نمط الحياة».

فحص سرطان القولون

توصي الجمعية الأميركية للسرطان والمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بفحص البالغين المعرضين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و75 عاماً لفحص سرطان القولون.

وأشارت كامانو إلى أنه ينبغي على الرجال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم البدء بالفحص في سن الأربعين. أما من لديهم مستوى خطر منخفض، فعليهم البدء بالفحص في سن الخامسة والأربعين، عن طريق تنظير القولون أو تحليل البراز المنزلي.

بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية (hs-CRP)

بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية هو فحص دم يكشف عن انخفاض مستويات بروتين سي التفاعلي، وهو مؤشر على وجود التهاب في الجسم.

ويُشير وولفسون إلى هذا الاختبار بأنه «ناقوس خطر الالتهاب»، مشيراً إلى أن «الالتهاب المزمن يُعد عاملاً رئيسياً لأمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان والخرف والسكري وتسارع الشيخوخة».

ويوصي وولفسون الرجال في الأربعينات من العمر فما فوق بإجراء الاختبار كل ستة أشهر.

فيتامين (د)

ترتبط المستويات المنخفضة من فيتامين (د) بأمراض القلب، والسرطان، وأمراض المناعة الذاتية، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، وانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، وضعف المناعة، والشيخوخة المبكرة.

ويوصي وولفسون بإجراء فحص فيتامين (د) مرتين سنوياً، ويفضل في الشتاء والصيف، لرصد التغيرات الموسمية.


ما دور فيتامين «د» في تقوية مناعة الجسم؟

فيتامين «د» يدعم صحة المناعة ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات (بيكسلز)
فيتامين «د» يدعم صحة المناعة ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات (بيكسلز)
TT

ما دور فيتامين «د» في تقوية مناعة الجسم؟

فيتامين «د» يدعم صحة المناعة ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات (بيكسلز)
فيتامين «د» يدعم صحة المناعة ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات (بيكسلز)

يُعد فيتامين «د» عنصراً غذائياً يحتاجه الجسم، إلى جانب الكالسيوم، لبناء العظام والحفاظ على صحتها. لا يمتص الجسم الكالسيوم إلا إذا كانت لديه كمية كافية من فيتامين «د».

ولفيتامين «د» أيضاً كثير من الاستخدامات الأخرى في الجسم، فهو يدعم صحة المناعة، ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات وخلايا الدماغ.

لا يوجد فيتامين «د» في كثير من الأطعمة إلا بعد إضافته. يُضاف إلى الحليب المدعم والحبوب، كما يوجد في الأسماك مثل السلمون والماكريل والسردين. كما يُنتج الجسم فيتامين «د» من خلال التعرض المباشر لأشعة الشمس على الجلد.

ما أهمية فيتامين «د» للمناعة؟

يدافع الجهاز المناعي عن الجسم ضد الكائنات الغريبة الغازية، معززاً المناعة الوقائية مع الحفاظ على قدرة الجسم على التحمل. وقد أصبحت آثار نقص فيتامين «د» على الجهاز المناعي أكثر وضوحاً في السنوات الأخيرة.

من المعروف الآن أن لفيتامين «د» أدواراً مهمة بالإضافة إلى آثاره التقليدية على الكالسيوم وتوازن العظام. وبما أن مستقبل فيتامين «د» يُعبَّر عنه في الخلايا المناعية (الخلايا البائية، والخلايا التائية، والخلايا المُقدِّمة للمستضد)، وأن جميع هذه الخلايا المناعية قادرة على تخليق مُستقلِب فيتامين «د» النشط، فإن لفيتامين «د» القدرة على العمل بطريقة ذاتية في بيئة مناعية محلية. ويمكن لفيتامين «د» تعديل الاستجابات المناعية الفطرية والتكيفية. ويرتبط نقص فيتامين «د» بزيادة قابلية الإصابة بالعدوى.

واستُخدم فيتامين «د» لعلاج الأمراض و العدوى مثل السل قبل ظهور المضادات الحيوية الفعالة. أُرسل مرضى السل إلى المصحات حيث تضمن العلاج التعرض لأشعة الشمس التي كان يُعتقد أنها تقضي على السل مباشرةً. كما استُخدم زيت كبد سمك القد، وهو مصدر غني بفيتامين «د»، علاجاً لمرض السل، بالإضافة إلى زيادة الحماية العامة من العدوى.

كما أُجريت دراسات مقطعية متعددة تربط انخفاض مستويات فيتامين «د» بزيادة العدوى. درس أحد التقارير ما يقرب من 19 ألف شخص بين عامي 1988 و1994. كان الأفراد الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين «د» أكثر عرضة للإبلاغ عن عدوى حديثة في الجهاز التنفسي العلوي من أولئك الذين لديهم مستويات كافية، حتى بعد تعديل المتغيرات بما في ذلك الموسم والعمر والجنس وكتلة الجسم والعرق.

تتقلب مستويات فيتامين «د» على مدار العام. على الرغم من تفاوت معدلات العدوى الموسمية، حيث كانت أدنى مستوياتها في الصيف وأعلى مستوياتها في الشتاء، إلا أن الارتباط بين انخفاض مستويات فيتامين «د» والعدوى ظل قائماً خلال كل موسم. وقد صنفت دراسة مقطعية أخرى أجريت على 800 مجند عسكري في فنلندا الرجال حسب مستويات فيتامين «د» في المصل.

وقد فقد المجندون الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين «د» أياماً أكثر بكثير من الخدمة الفعلية نتيجة لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي مقارنةً بالمجندين الذين لديهم مستويات أعلى من الفيتامين.

وكان هناك عدد من الدراسات المقطعية الأخرى التي تبحث في مستويات فيتامين «د» ومعدلات الإصابة بالإنفلونزا، بالإضافة إلى أنواع أخرى من العدوى بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية.

وقد أفادت جميعها بوجود ارتباط بين انخفاض مستويات فيتامين «د» وزيادة معدلات الإصابة.

المصادر الطبيعية والصناعية لفيتامين «د»

تتوفر المصادر الطبيعية لفيتامين «د» في بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية، وزيوت الأسماك، والبيض، والجبن، والكبد. كما أن التعرض الآمن لأشعة الشمس ضروري أيضاً لتخليق هذا الفيتامين في الجسم. يُنصح بالتعرض لأشعة الشمس لمدة 5 - 30 دقيقة يومياً.

تتوفر المصادر الصناعية لفيتامين «د» على نطاق واسع، ولكن يجب على طبيبك أولاً تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى علاج لنقص مؤكد، أو إذا كان تناول المكملات الغذائية إجراءً داعماً.

تشير إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) إلى أن الشخص يحتاج إلى 20 ميكروغراما/800 وحدة دولية من فيتامين «د» يومياً. إذا لم تتمكن لأي سبب من تلبية هذا المعيار، فمن المستحسن استخدام مكمل غذائي يومي يمكنك شراؤه من الصيدلية. إذا كان المريض يعاني من نقص مؤكد في فيتامين «د»، فسيصف له أخصائي الرعاية الصحية فيتامين «د» بجرعة قد تصل عادةً إلى 50 ألف وحدة دولية أسبوعياً.