أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)
الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)
TT

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)
الأحماض الدهنية توجد بشكل طبيعي في عدة مصادر غذائية (الجمعية البريطانية للتغذية)

كشفت دراسة أجرتها جامعة جورجيا الأميركية عن أن الأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6» قد تلعب دوراً في الوقاية من 19 نوعاً مختلفاً من السرطان.

وأوضح الباحثون بحسب النتائج المنشورة، الاثنين، في «المجلة الدولية للسرطان» أن هذه الأحماض معروفة أيضاً بفوائدها في خفض مستويات الكوليسترول، والحفاظ على صحة الدماغ، وتعزيز الصحة النفسية.

واعتمدت الدراسة على بيانات طويلة الأمد شملت أكثر من 250 ألف شخص، تم تتبع حالتهم الصحية على مدار أكثر من عقد من الزمن. وخلال هذه الفترة، أصيب حوالي 30 ألف مشارك بنوع من السرطان. وعلى الرغم من أن بعض الدراسات السابقة أشارت إلى وجود صلة بين مستويات الأحماض الدهنية وخطر الإصابة بالسرطان، فإنه لم يتمكن أي منها من تحديد ما إذا كانت الأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6» تقلل من معدلات الإصابة بالسرطان أو تزيد فرصة النجاة منه.

واستكشف الباحثون فعالية الأحماض الدهنية في الوقاية من 19 نوعاً مختلفاً من السرطان، ووجدوا أن 14 منها ارتبطت بـ«أوميغا-6»، بينما ارتبطت 5 أنواع بـ«أوميغا-3». وقد أدى ارتفاع مستويات «أوميغا-6» لدى الأشخاص إلى انخفاض معدلات الإصابة بـ 14 نوعاً من السرطان، بما في ذلك سرطان الدماغ، وسرطان الجلد، وسرطان المثانة.

كما أظهرت الدراسة أن المشاركين الذين لديهم مستويات مرتفعة من «أوميغا-3» كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان القولون، وسرطان المعدة، وسرطان الرئة، بالإضافة إلى انخفاض معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي الأخرى. وأكد الباحثون أن زيادة تناول «أوميغا-3» و«أوميغا-6» يمكن أن تكون لها فوائد صحية كبيرة، خصوصاً أن هذه الدهون الصحية تساهم في تحسين صحة القلب والعقل.

وأشارت النتائج إلى أن التأثير الوقائي كان أقوى بين المشاركين الأصغر سناً، خصوصاً النساء، ما يبرز أهمية هذه الأحماض في الأنظمة الغذائية للوقاية من السرطان. ووفقاً للباحثين، فإن أهمية هذه الدراسة تكمن في تقديم دليل على الفوائد المحتملة للأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6» في الوقاية من السرطان.

وأضافوا أن النتائج تعزز أهمية إدراج هذه الدهون في النظام الغذائي اليومي، ما يفتح آفاقاً جديدة للتعامل مع عوامل الوقاية من السرطان، سواء من خلال تناول أطعمة غنية بهذه الأحماض أو استخدام المكملات الغذائية.

يشار إلى أن الأحماض الدهنية «أوميغا-3» و«أوميغا-6»، «تعتبر دهوناً صحية» ضرورية لصحة الإنسان، وتوجد بشكل طبيعي في مصادر غذائية مثل الأسماك الدهنية، بما في ذلك السلمون، والسردين، والماكريل، وبعض المكسرات، مثل الجوز، وبذور الكتان، والشيا، بالإضافة إلى الزيوت النباتية مثل زيت الكانولا، وزيت الذرة، وزيت الصويا. ومع ذلك، قد لا يتناول معظم الأميركيين كميات كافية من هذه الأطعمة، ما يدفع كثيرا منهم إلى استخدام مكملات «أوميغا-3» و«أوميغا-6»، التي تُعد من بين أكثر المكملات الغذائية شعبية بسبب فوائدها الصحية المتعددة.


مقالات ذات صلة

دراسة ترجّح عدم احتواء كوكب الزهرة على المحيطات إطلاقاً

يوميات الشرق نموذج ثلاثي الأبعاد لسطح كوكب الزهرة تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر من قبل وكالة «ناسا» يظهر بركان سيف مونس الذي يظهر علامات نشاط مستمر في هذه الصورة المنشورة دون تاريخ (رويترز)

دراسة ترجّح عدم احتواء كوكب الزهرة على المحيطات إطلاقاً

من المرجح أن أي ماء في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة بقي على شكل بخار، وأن الكوكب لم يعرف المحيطات، وفق دراسة أجرتها جامعة كامبريدج.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأبقار تعد من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان (جامعة كاليفورنيا)

حل مستدام لتربية أبقار صديقة للبيئة

كشفت دراسة أميركية أن إطعام الأبقار التي ترعى في المراعي الطبيعية مكملات غذائية تحتوي على أعشاب بحرية يمكن أن يقلل انبعاثات غاز الميثان الناتجة عنها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق فحوص التصوير المقطعي المحوسب تستخدم في فحص سرطان الرئة (جامعة لوما ليندا الأميركية)

فحص سرطان الرئة يكشف أمراض القلب

توصلت دراسة كندية إلى أن فحوص التصوير المقطعي المحوسب المستخدمة في فحص سرطان الرئة يمكن أن تكشف أيضاً أمراضاً في القلب، مثل وجود تراكمات الكالسيوم في الشرايين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تعليم ما قبل المدرسة يُشكل مرحلة حاسمة في حياة الأطفال (جامعة مونتريال)

التعليم في سن الرابعة يعزز اكتساب لغة ثانية

أظهرت دراسة كندية أن التعليم بسن الرابعة من خلال الالتحاق برياض الأطفال له تأثير كبير في تعزيز اكتساب الأطفال للغة ثانية

صحتك تحتوي روائح الجسم على مجموعة من الإشارات الكيميائية التي تتأثر بالحالة العاطفية للشخص (معهد كارولينسكا)

روائح الجسد تعزز العلاج النفسي للقلق

أظهرت دراسة جديدة شارك فيها باحثون في السويد، أن روائح الجسد المصاحبة للحالات العاطفية للإنسان قد تكون لها القدرة على تعزيز التأثيرات المخففة للقلق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

النظام الغذائي الصحي في الحمل يعزز ذكاء الطفل

النظام الغذائي الصحي في الحمل يعزز ذكاء الطفل
TT

النظام الغذائي الصحي في الحمل يعزز ذكاء الطفل

النظام الغذائي الصحي في الحمل يعزز ذكاء الطفل

كشفت أحدث دراسة هولندية تناولت التغذية الصحية للحوامل عن الآثار الإيجابية الكبيرة لنوعية الغذاء أثناء الحمل على صحة الأم والأطفال، ليس فقط على المدى القصير (أي فترة الحمل) لضمان ولادة رضيع سليم مكتمل النمو من دون مشاكل طبية، ولكن لدورها المهم لاحقاً في نمو المخ وزيادة معدلات ذكاء الأطفال، حينما تتراوح سنهم بين 10 و14 عاماً.

ونُشرت هذه الدراسة في «المجلة الأميركية للتغذية السريرية» (The American Journal of Clinical Nutrition) في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي.

التغذية في أول 1000 يوم

من المعروف أن مخ الجنين ينمو بسرعة كبيرة أثناء شهور الحمل والمراحل المبكرة من الطفولة، ما يتطلب ضرورة التغذية الصحية الكافية لإمداده بالطاقة الكبيرة التي يحتاجها. ولذلك تُعد التغذية السليمة خلال أول 1000 يوم من حياة الطفل أمراً بالغ الأهمية للتطور الإدراكي، وفي المقابل يمكن أن يؤدي سوء التغذية أثناء الحمل إلى الإضرار بالنمو العصبي والتطور المعرفي وحدوث تغييرات دائمة في خلايا المخ.

بيانات غذائية للحوامل والأمهات

أجرى الباحثون الهولنديون دراسة كبيرة على مجموعة من النساء الحوامل اللاتي ولدن في الفترة بين أبريل (نيسان) 2002 ويناير (كانون الثاني) 2006، وشملت الدراسة البيانات الغذائية الكاملة لما يزيد على 6 آلاف سيدة. وأيضاً وزَّعوا استبياناً على الأمهات يتعلق بنوعية النظام الغذائي لكل منهن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لمعرفة القيمة الغذائية لجميع الأطعمة التي يتناولنها.

وقام العلماء بتثبيت كل العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتيجة، مثل: سن الأم، وعرقها، ودخلها المادي، ومستوى التعليم، وحالتها النفسية، وأيضاً مدة الرضاعة الطبيعية.

وشمل الاستبيان جميع العناصر الغذائية تقريباً، وقام العلماء بإعطاء درجات لتقييم جودة النظام الغذائي، بداية من الصفر وحتى 15 درجة، تبعاً للمقاييس الغذائية في هولندا؛ حيث تشير الدرجات الأعلى إلى أنظمة غذائية تحتوي على طعام صحي، بينما تشير الدرجات الأقل إلى تدني القيمة الغذائية للطعام.

عناصر مفيدة لمخ الأطفال

ولاحظ الباحثون أن الدرجات الأعلى ارتبطت بتناول العناصر المفيدة، مثل الألياف والخضراوات والفاكهة، وفي المقابل ارتبطت الدرجات الأقل بالمكونات الضارة، مثل الدهون المشبعة والسكريات المخلقة.

كذلك قام العلماء بعمل أشعات رنين مغناطيسي على المخ (MRI) للمواليد؛ حيث تم تقسيمهم إلى 3 مجموعات: الأولى أُجري الرنين لهم حينما كانوا في سن العاشرة، وعددهم 2223، والمجموعة الثانية كانوا في سن الرابعة عشرة وعددهم 1582، والمجموعة الأخيرة تم عمل أشعة الرنين لهم في سن 10 و14 عاماً معاً، وبلغ عددهم 872 طفلاً. وتضمنت الأشعة قياس حجم المخ لكل طفل، ومقارنته بالنسب العالمية، بما في ذلك المادة البيضاء والمادة الرمادية white matter and gray matter (الأنسجة المكونة لخلايا المخ). كما خضع الأطفال لأربعة اختبارات لقياس معدل الذكاء بناءً على سرعة التفكير والذاكرة والمنطق والفهم.

جودة غذاء الأم ومعدل الذكاء

وجد الباحثون أن جودة النظام الغذائي للأم أثناء الحمل انعكست بالإيجاب على مخ الأطفال، بداية من المراحل الأولى للحمل؛ حيث كان حجم مخ الجنين أكبر وأكثر تعقيداً. وبعد الولادة في سن الثامنة كان معدل الذكاء نحو 102 (أعلى من المتوسط) وذلك في وجود نظام غذائي متوسط. وكان حجم المخ أكبر من المقاييس العالمية، ونفس الأمر تكرر في سن العاشرة والرابعة عشرة، وتطورت القدرات الإدراكية والمعرفية.

وتُعد هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر ارتباطاً طويل الأمد بين نوعية النظام الغذائي قبل الولادة، وشكل morphology المخ حتى بداية مرحلة المراهقة، وتوضح الأهمية الكبيرة للغذاء الصحي للأم أثناء فترة الحمل على المخ والجهاز العصبي من الناحية العضوية والوظيفية.