انخفاض الرصاص في الدم يعزّز كفاءة عضلة القلب

يوصي الباحثون بتجربة هذه النتائج في مجتمعات أخرى (جامعة كولومبيا)
يوصي الباحثون بتجربة هذه النتائج في مجتمعات أخرى (جامعة كولومبيا)
TT

انخفاض الرصاص في الدم يعزّز كفاءة عضلة القلب

يوصي الباحثون بتجربة هذه النتائج في مجتمعات أخرى (جامعة كولومبيا)
يوصي الباحثون بتجربة هذه النتائج في مجتمعات أخرى (جامعة كولومبيا)

أظهرت دراسة جديدة، قادها باحثون من كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا الأميركية، أن الانخفاضات الطفيفة في مستويات الرصاص بالدم، مرتبطة بتحسن صحة القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل.

وكشفت النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «جمعية القلب الأميركية»، أن المشاركين الذين حصلوا على أكبر انخفاض في مستويات الرصاص في الدم شهدوا انخفاض ضغط الدم الانقباضي لديهم بنحو 7 ملم زئبق، وهو مقدار مماثل لتأثير الأدوية الخافضة لضغط الدم. كما وجدت أن الانخفاض في مستويات الرصاص في الدم ارتبط بانخفاض المؤشرات المَرضية المرتبطة باعتلال عضلة القلب وفشل القلب كذلك.

وعلقت الدكتورة آن إي. نيجرا، الأستاذة لعلوم الصحة البيئية المساعدة في كلية ميلمان، وكبيرة باحثي الدراسة، في بيان صحافي قائلة: «رأينا أنه حتى الانخفاض البسيط في مستويات عنصر الرصاص في الدم يمكن أن يكون له نتائج صحية قيّمة». وأضافت: «هذا فوز كبير للصحة العامة».

ويعرف ضغط الدم الانقباضي بأنه ضغط الدم الذي يحدث على الشرايين، نتيجة انقباض القلب وضخه الدم، وهو الرقم الأعلى الذى يظهر في القراءات عند قياس ضغط الدم. فإذا كان قياس ضغط الدم 120/80، فإن الضغط الانقباضي هو الرقم 120 ملم زئبق.

وترجع نيجرا وباحثو الدراسة، بما في ذلك ويل ليبرمان كريبين، الحاصل على ماجستير في الصحة العامة، والذي يعمل أيضاً في ميلمان، هذه التحسينات في جزء كبير منها إلى الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة بشأن الصحة العامة والتغيرات التي حدثت على مستوى السياسات على مدى العقود القليلة الماضية.

لإجراء هذا البحث، تعاون الباحثون مع 285 شخصاً بالغاً هندياً أميركياً من خلال توسيع نطاق دراسة تعرف بـ«عائلة القلب القوي»، وهي أكبر دراسة تتبع نتائج صحة القلب والأوعية الدموية وعوامل الخطر بين البالغين الهنود الأميركيين، حيث عاش المشاركون في واحدة من المجتمعات القبلية الأربعة في أريزونا أو أوكلاهوما أو داكوتا الشمالية أو داكوتا الجنوبية.

نظر الباحثون إلى مستويات الرصاص في الدم وقراءات ضغط الدم مع مرور الوقت، وتم قياس الرصاص لأول مرة في الدم الذي تم جمعه خلال الزيارة الدراسية في الفترة 1997-1999، ومرة أخرى في الدم الذي تم جمعه خلال زيارة المتابعة بين عامي 2006-2009.

خلال هذا الوقت، تم قياس ضغط الدم للمشاركين الذين شاركوا في الفحوص الطبية، بما في ذلك إجراء تخطيط صدى القلب لتقييم بنية القلب ووظيفته. ولدعم مقارنات مماثلة بين المشاركين، حيث تحكّم الباحثون في عوامل متعددة، بما في ذلك المتغيرات الاجتماعية، ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، والتاريخ الطبي.

تقول منى بوجال، عالمة الأوبئة في قسم علوم القلب والأوعية الدموية في المعهد الوطني للقلب والرئة والدم (NHLBI)، وأحد باحثي الدراسة: «هذه علامة على أن كل ما يحدث في هذه المجتمعات لتقليل مستويات الرصاص في الدم ناجح». وأضافت: «انخفاضات ضغط الدم يمكن مقارنتها أيضاً بالتحسينات التي قد تراها مع تغييرات نمط الحياة، مثل ممارسة التمارين الرياضية يومياً لمدة 30 دقيقة، أو تقليل تناول الملح، أو فقدان الوزن».

ووفق الدراسة، فإن الانخفاضات في مستويات الرصاص بالدم التي لوحظت في الدراسة مماثلة لتلك التي شوهدت في عموم سكان الولايات المتحدة بعد السياسات والجهود التي تم تنفيذها خلال الخمسين عاماً الماضية لتقليل التعرض للرصاص من خلال مواد الطلاء ومركبات البنزين ومواسير المياه والسباكة والمواد المعلبة.

ويوصي الباحثون بأنه من المهم أيضاً تجربة هذه النتائج في مجتمعات أخرى، والبحث عن طرق إضافية لتقليل التعرض للرصاص، خاصة في المجموعات السكانية الأخرى التي لديها مخاطر مرتفعة للتعرض فيما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية.


مقالات ذات صلة

دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني

بيئة رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة - 25 أغسطس 2023 (رويترز)

دراسة: ارتفاع درجات الحرارة يزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني

تشير دراسة جديدة إلى أن موجات الحر قد تزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وهو اضطراب في ضربات القلب، إلى ضعفين أو 3 أضعاف، لا سيما إذا لم يكن القلب بصحة جيدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بمرض القلب التاجي تزيد من خطر الخرف في المستقبل بنسبة 27 في المائة (رويترز)

بحث يربط بين أمراض القلب الشائعة والإصابة بالخرف... ما العلاقة؟

كشف بحث علمي جديد، نُشر أمس (الخميس) من قبل «جمعية القلب الأميركية»، عن أن الحفاظ على حدة عقلك مع تقدمك في السن له علاقة كبيرة بصحة قلبك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك النقانق تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة وقدر كبير من الملح (رويترز)

6 أطعمة تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية

من الجدير معرفة الأطعمة التي يجب أن تحاول تقليل تناولها للحفاظ على ضخ قلبك بكامل قوته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الانسدادات الجزئية أو الكاملة للشرايين قد تسبب حالات مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب التاجية (أ.ف.ب)

التعرّض للمعادن الثقيلة قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

تضيف دراسة جديدة إلى الأبحاث الناشئة التي تُظهر أن التعرض للمعادن مثل الكادميوم واليورانيوم والنحاس قد يكون مرتبطاً أيضاً بالسبب الرئيسي للوفاة في العالم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك حليب الصويا قد تكون له فوائد عظيمة لصحة القلب (رويترز)

نوع من الحليب قد يحميك من أمراض القلب... تعرف عليه

أكدت دراسة جديدة أن حليب الصويا قد تكون له فوائد عظيمة لصحة القلب، حيث إنه قد يحمي الأشخاص من أمراض القلب ومن عوامل الخطر المسببة لها.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
TT

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)
أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضةً للوفاة المبكرة.

وكتب باحثون في «المجلة الطبية البريطانية» أن الحالتين الشائعتين بين النساء مرتبطتان بمخاطر أكبر مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، لكن تأثيرهما على احتمال الوفاة قبل سن السبعين لا يزال غير واضح، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وتتبعت الدراسة نحو 110 آلاف امرأة كانت أعمارهن تتراوح بين 25 و42 عاماً في عام 1989، ولم يكن لديهن تاريخ في استئصال الرحم أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان. وعانت حوالي 12 ألف امرأة من بطانة الرحم المهاجرة، وهي حالة مزمنة تسبب ألماً نتيجة نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، بينما عانت 21 ألفاً و600 حالة من أورام ليفية، وهي أورام غير سرطانية تتكون في جدار الرحم.

وتوفيت 4356 امرأة قبل بلوغ سن السبعين على مدى الثلاثين عاماً التالية.

وكانت المعدلات السنوية للوفاة المبكرة بأي سبب، حالتي وفاة من بين كل ألف امرأة مصابة ببطانة الرحم المهاجرة و1.4 من كل ألف امرأة لم تكن مصابة بهذه الحالة.

وبعد احتساب عوامل الخطر مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم والنظام الغذائي والنشاط البدني والتدخين، ارتبطت بطانة الرحم المهاجرة بارتفاع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 31 بالمائة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى السرطانات النسائية.

وارتبطت الأورام الليفية الرحمية بازدياد خطر الوفاة المبكرة من السرطانات النسائية، لكن ليس بمعدل أعلى من الوفاة لأي سبب.

وخلص الباحثون إلى أن «هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية أن يأخذ مقدمو الرعاية الأولية هذه الاضطرابات النسائية في الاعتبار عند تقييمهم صحة المرأة».