«الفطر السحري» يتصدى للاكتئاب لدى المصابات بالسرطان

أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
TT

«الفطر السحري» يتصدى للاكتئاب لدى المصابات بالسرطان

أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)
أحد أنواع الفطر السحري (رويترز)

توصَّل باحثون أميركيون إلى أن الفطر السحري يمكن أن يساعد النساء على التعامل مع القلق والاكتئاب المرتبطين بالسرطان. ووفقاً لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فقد قال الباحثون، التابعون لجامعة تكساس، إن العلاجات التقليدية لمساعدة المصابات بهذا المرض الخبيث على التكيف، مع تشخيصهن وعلاجهن، قد تستغرق وقتاً طويلاً، في حين أن تأثير الفطر السحري أسرع بطريقة ملحوظة، حيث إنه قد يعطي «فوائد دائمة» من مرة واحدة أو مرتين فقط. وبعد إجراء تجارب على عدد من المريضات بالسرطان، وجد الفريق أن الفطر السحري (السيلوسيبين) أظهر نتائج «واعدة» في علاج المشكلات النفسية المختلفة. وقال الباحثون إن هذا الفطر «يعدل نشاط الدماغ ويحسِّن المزاج». ويمكن للمصابات بسرطان الجهاز التناسلي بشكل خاص أن يواجهن «تحديات جسدية ونفسية مختلفة»، خصوصاً لمن جرى تشخيصهن في مرحلة متأخرة، أو من يعانين من آثار جانبية مزمنة للعلاج، وفقاً للدراسة التي نُشرت في «المجلة الدولية للأورام النسائية». وقال فريق الدراسة إن ما يصل إلى ربع المريضات بسرطان المبيض أبلغن عن شعورهن بالاكتئاب والقلق من الموت. وسبق أن أظهرت دراسة، نُشرت العام الماضي، أن الجرعات الصغيرة من «الفطر السحري» يمكن أن تساعد في علاج بعض مشكلات الصحة العقلية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، وذلك دون آثار جانبية. كما أكدت دراسة أُجريت في عام 2020، فاعلية الفطر السحري في علاج اضطرابات الصداع النصفي. وهناك نحو 200 نوع من الفطر الذي يصنَّف تحت اسم «الفطر السحري»، وقد سُمّى «السحري» لاحتوائه على مواد كيميائية تؤثر على الدماغ. وينمو «الفطر السحري» في مختلف أنحاء العالم.


مقالات ذات صلة

كيف تحصل على نوم مثالي؟

صحتك كيف تحصل على نوم مثالي؟

كيف تحصل على نوم مثالي؟

أكد خبراء في النوم على ضرورة الحصول الإنسان على فترة راحة لا تقل عن 7 ساعات يومياً، وذكروا أن النساء بحاجة إلى 20 دقيقة من النوم أكثر من الرجال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
يوميات الشرق عندما يجبر الناس أنفسهم على الاسترخاء يمكن أن يصبحوا أكثر قلقاً (أرشيفية- أ.ف.ب)

كيف تصبح الرغبة في الاسترخاء سبباً لمزيد من القلق والتوتر؟

قد تدفع رغبة بعض الأشخاص للراحة والاسترخاء إلى مزيد من القلق والتوتر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الطاعون الدبلي سببه بكتيريا يرسينيا الطاعونية والتي من المحتمل أنها دخلت أميركا الشمالية عام 1900 من الفئران (رويترز)

تأكيد إصابة شخص بالطاعون في الولايات المتحدة

أكد مسؤولون صحيون في الولايات المتحدة إصابة شخص بالطاعون في مقاطعة بويبلو بولاية كولورادو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جين معين يشكل عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات

دراسة وراثية تشير إلى الأوكسيتوسين علاجاً محتملاً للسمنة واكتئاب ما بعد الولادة

حددت دراسة حديثة جيناً معيناً بوصفه عاملاً حاسماً في تطور السمنة والمشاكل السلوكية واكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)
صحتك ما الفرق بين «أرفيد» والنزق بالطعام؟ (رويترز)

اضطراب أكل يتعلّق بتركيبة الطعام أو لونه أو رائحته... ماذا نعرف عن «أرفيد»؟

يرهق بعض الأولاد والديهم عندما يتعلّق الأمر بالطعام، فمنهم من لا يتناول إلا أصنافاً محددة جداً، وأحياناً لا يتخطى عددها أصابع اليد الواحدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

لماذا لا يزال السرطان يخيفنا رغم تراجع الوفيات؟

الملك تشارلز الثالث (أ.ب)
الملك تشارلز الثالث (أ.ب)
TT

لماذا لا يزال السرطان يخيفنا رغم تراجع الوفيات؟

الملك تشارلز الثالث (أ.ب)
الملك تشارلز الثالث (أ.ب)

يقول الخبراء إن فوبيا السرطان لا تزال قوية كما كانت دائماً، حتى مع تراجع معدلات الوفيات، ويزيد عامل الخوف العام، عندما يمرض المشاهير مثل الأميرة البريطانية كاثرين، حسبما أفاد تقرير لصحيفة «واشنطن بوست».

كاثرين أميرة ويلز (أ.ب)

الأخبار السارة: تراجع وفيات السرطان

وحسب التقرير، تتراجع وفيات السرطان، حيث انخفضت بنسبة تقارب الثلث منذ عام 1991، وفقاً لجمعية السرطان الأميركية.

ولكن رغم هذه الأخبار المطمئنة، لا يزال الخوف من مرض السرطان قوياً كما كان دائماً. فما السبب وراء ذلك؟

تأثير المشاهير وزيادة الوعي

جزء من السبب، وفقاً لجيسي ليفين، الطبيب النفسي بمركز «ميموريال سلون كيترينغ» للسرطان، هو أننا أصبحنا أكثر انفتاحاً في الحديث عن أمراضنا، بما في ذلك السرطان.

هذا الانفتاح قلل من وصمة العار، لكنه زاد من الخوف بسبب القصص البارزة عن المشاهير مثل الملك تشارلز، الأميرة كاثرين، والممثلة أوليفيا مون، مما يعزز الشعور بالخطر.

الملك تشارلز الثالث (أ.ب)

المخاوف المتعددة من السرطان

مخاوف الناس من السرطان تشمل العلاج وآثاره الجانبية، الإشعاع، الألم والمعاناة، العجز، العقم، وأكبرها الموت.

وعلى الرغم من أن التقدم الطبي خفف من بعض هذه المخاوف، إلا أن السرطان لا يزال يُنظر إليه كعدو شرس وغير متوقع.

بعض هذه المخاوف أصبحت الآن مبالغاً فيها أو قديمةً، بفضل التقدم الطبي. ومع ذلك، هناك سبب دفع الطبيب والكاتب، سيدهارثا موكيرجي، لوصف السرطان بأنه «إمبراطور جميع الأمراض».

وبالرغم من أن أمراض القلب والأوعية الدموية تتصدر قائمة القتلة، فإن السرطان يحتل مكانة خاصة في الوعي الجمعي بسبب طبيعته المخيفة.

تقدم العلاجات وزيادة معدلات البقاء

كان السرطان يُعدُّ حكماً بالإعدام، ولم يكن هذا خوفاً غير معقول قبل تطوير طرق العلاج الحديثة. ومع تقدم العلاجات بشكل كبير في العقود الأخيرة، على سبيل المثال، معدل البقاء لخمس سنوات لسرطان الخصية ارتفع إلى 95 في المائة مقارنة بـ80 في المائة في عام 1975، وسرطان الثدي أيضاً شهد زيادة في معدل البقاء من 76 في المائة إلى 91 في المائة. وبالنسبة لجميع أنواع السرطان، فإن معدل البقاء لخمس سنوات ارتفع إلى أكثر من 69 في المائة مقارنة بحوالي 50 في المائة في عام 1975.

التوعية والمعلومات

يؤكد الخبراء والناجون من السرطان على أهمية الحصول على الحقائق حول نوع السرطان الذي يعاني منه الفرد.

يقول ديفيد روبيك، الصحافي المتقاعد ومؤلف كتاب علاج «فوبيا السرطان»، إن خوفنا من السرطان لا يتماشى مع التقدم الطبي الحالي.

ويشير روبيك إلى أن ما يصل إلى ثلثي أنواع السرطان يمكن الآن علاجها كحالات مزمنة أو شفاؤها تماماً، ولكن الناس ما زالوا غير مصدقين.

تأثير الخوف على القرارات الطبية

الخوف من السرطان يؤدي إلى فحوصات وتشخيصات زائدة، وعلاجات جراحية غير ضرورية مثل استئصال البروستاتا والإشعاع لأنواع السرطان البطيئة النمو في البروستاتا واستئصال الثدي الكامل للسرطان القنوي الذي لم ينتشر.

ويوصي الخبراء بالمراقبة النشطة مع المتابعات الدورية بدلاً من الإجراءات الجراحية الفورية.

استراتيجيات للحد من قلق السرطان

إلى جانب البحث وفهم الحالة، يمكن للتدخلات العقلية والجسدية مثل العلاج السلوكي المعرفي، التأمل، وتقنيات الاسترخاء أن تساعد في تقليل القلق. يُضاف إلى ذلك الاستمرار في الحديث عن المخاوف والبحث عن دعم من معالجين نفسيين، أخصائيين اجتماعيين، وخبراء تغذية.

خلاصة القول

على الرغم من التقدم الطبي الكبير في علاج السرطان، فإن الخوف منه لا يزال قوياً.

ويوصي الخبراء بالحصول على المعلومات الصحيحة، والاستفادة من التدخلات النفسية، وطلب المساعدة عند الحاجة، والسيطرة على الخوف وتقديم الدعم النفسي يمكن أن يكون لهما تأثير كبير في تحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض.